اتساع العنف الطائفي وتدمير مساجد في ميانمار

12 ألف نازح.. وواشنطن تنصح رعاياها بعدم التوجه لرانغون

TT

اتسع نطاق العنف الطائفي في ميانمار أمس ليصل إلى مشارف العاصمة القديمة رانغون، فيما حذرت الولايات المتحدة رعاياها من التوجه إلى بعض مناطق البلاد إثر ارتفاع حصيلة مواجهات الأسبوع الماضي إلى 40 قتيلا. وكانت أعمال العنف هذه بدأت الأربعاء إثر مشادة وقعت بين بائع مسلم وزبائن في مدينة ميكتيلا، وسرعان ما تحولت إلى أعمال عنف أدت إلى إحراق أحياء بكاملها ومساجد في هذه المدينة.

ومع اتساع نطاع العنف وقعت حوادث جديدة خلال اليومين الماضيين في منطقة باغو الواقعة على مشارف رانغون والبعيدة بمئات الكيلومترات عن ميكتيلا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كياو سيت أحد سكان المنطقة والعضو في حركة جيل 88 الداعمة للديمقراطية قوله إن «غرباء دخلوا المدينة على متن نحو 50 دراجة نارية في الساعة التاسعة ليلا، ثم توجهوا إلى المسجد الوحيد ودمروه». وأضاف: «قبل وصولهم، انقطع التيار الكهربائي وخطوط الهاتف»، ثم غادروا بعد ساعة. كذلك، قال أحد سكان مدينة غيوبينغوك المجاورة، إن «السلطات أعلنت حظرا للتجول عبر مكبرات الصوت». وبدوره قال مسؤول أمني، إنه «تم نشر رجال شرطة بملابس مدنية في المناطق المسلمة لمراقبة الموقف في رانغون».

وتزامنا مع هذه التطورات، نصحت الولايات المتحدة أمس رعاياها بتجنب التوجه إلى منطقة ماندالاي وبعض أحياء رانغون بسبب أعمال العنف الطائفية الدامية الأخيرة. وأوضحت السفارة الأميركية في رانغون على موقعها الإلكتروني أن أعمال العنف بين البوذيين والمسلمين في ميكتيلا بمنطقة ماندالاي تسببت في تأجيج المشاعر لدى عدة أطراف ونصحت الرعايا الأميركيين بتجنب التوجه إلى تلك المنطقة وكذلك إلى بعض أحياء العاصمة السابقة.

وبحسب الأمم المتحدة ونقلا عن تقديرات حكومية فإن أكثر من 12 ألف شخص نزحوا بسبب تجدد أعمال العنف الحالية في ميانمار. وتم اعتقال عشرات الأشخاص للاشتباه في مشاركتهم في أعمال الشغب هذه التي تدل على توتر يثير قلقا شديدا بين البوذيين والمسلمين. وتذكر هذه المواجهات بالتحدي الكبير الذي تطرحه التوترات بين البوذيين والمسلمين للحكومة التي تحاول إدخال إصلاحات في البلاد بعد عقود من حكم عسكري بقبضة من حديد انتهى قبل سنتين. ومساء الاثنين، حذر النظام من «التطرف الديني» واعدا ببذل كل ما في وسعه لفرض الأمن بعد أعمال العنف. وفي عام 2012 أوقعت اشتباكات بين بوذيين من اتنية الراخين ومسلمين من أقلية الروهينغيا أكثر من 180 قتيلا وأدت إلى نزوح 110 آلاف شخص في غرب البلاد.