علي بونغو ووالدته يستقبلان الملك محمد السادس بطريقتهما الخاصة

مسؤول مغربي: الرئيس الغابوني معجب بتجربة الرباط في البناء وعاهل المغرب يريد أن يساعده

العاهل المغربي الملك محمد السادس في حديث مع الرئيس الغابوني علي بونغو لدى وصوله إلى مطار ليبرفيل مساء أول من أمس (ماب)
TT

الإيقاعات الأفريقية واكبها صوت غنائي يصدح بالتحية باللغة العربية مع كلمات يصعب تمييزها لأول وهلة بسبب اللكنة الطاغية لكنها بعد ذلك تصبح مفهومة «الغابون هي بلدك».

لم يكن المعني سوى العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي ينهي جولة أفريقية بدولة الغابون التي وصلها مساء أول من أمس، أما المغنية فلم تكن سوى بسيا نس داباني، والدة الرئيس الغابوني علي بونغو أوديمبا.

كان الجمهور المستقبل لملك المغرب في المطار مزيجا من المغاربة والآلاف من الغابونيين الذين رددوا مع أم الرئيس «جوزفين بونغو»، وهو اسمها الثاني، كلماتها الترحيبية الرقيقة في الوقت الذي يسلك فيه الموكب الشارع العريض الممتد من المطار حتى القصر الرئاسي المطل على البحر.

المغنية أولا، ووالدة الرئيس ثانيا، شكلت استثناء، كما الغابون بلدها، في الجولة التي قطع فيها الملك محمد السادس آلاف الأميال لتعزيز الروابط مع أفريقيا جنوب الصحراء، ومع ثلاث دول شكلت لبنات أساسية في تلك الروابط.

بين المغرب والغابون ما هو أكبر من كلمات أم الرئيس، وشعرها الغنائي. فما زال مسجد الحسن الثاني في ليبرفيل المعلمة الأبرز بجانب القصر الرئاسي حيث يؤدي الرئيس بونغو صلاة الجمعة أحيانا، وحيث يشكل حضوره اللافت كرئيس الأقلية المسلمة إلى جانب دوره كرئيس للجمهورية ضمانا للمسلمين الذين يشكلون نصف نقطة في المائة من سكان البلاد الأصليين.

البذرة التي زرعها الحسن الثاني، ملك المغرب الراحل سقاها ابنه الملك محمد السادس، ورعاها كما يقول أحد السفراء السابقين للمغرب في الغابون، واليوم تفتح الزيارة التي يقوم بها عاهل المغرب الأمل لرجال الأعمال المغاربة للظفر بسوق جديدة في الدولة التي تلقب «كويت أفريقيا».

وجدت شركات مغربية كثيرة حضورا لها في السوق الغابونية بدءا من اتصالات المغرب، التي ورثت شركة الاتصالات الوطنية والتي تجاهد اليوم وسط منافسة شديدة للظفر بحصة أكبر من السوق.

يوجد لدى الغابون 22 مليون هكتار من الغابات أي مخزون من الخشب لا ينتهي، هذا ما يقوله رجل أعمال مغربي يدير مصنعا لإعادة تصنيع الخشب، ويقضي معظم وقته متنقلا بين الدار البيضاء وليبرفيل.

لكن ما يغري رجال الأعمال المغاربة ليس الخشب فقط ولكن أيضا البترول والغاز والمناجم الأخرى الكثيرة مما يشكل سوقا مريحة في ظل علاقات مثالية مع بلادهم. إن لدى المغاربة الحظ الأوفر في المنافسة، يعلق رجل أعمال آخر.

وبالمقابل، يوجد لدى المغرب الكثير لتقديمه. فتجربة الغابون في أمور كثيرة محدودة، يقول أحد المرافقين للعاهل المغربي. فالرئيس علي معجب بتجربة الملك محمد السادس في البناء، والملك يريد أن يساعده.

ومنذ توليه السلطة يحاول علي بونغو تحريك وتيرة البناء فقد ورث من حكم أبيه إدارة سيئة، وفسادا فاق كل التصور، يقول أحد مستشاري الرئيس، ومنذ سنتين وهو يسعى لتغيير كل شيء.

«نريد أن نبني بنية تساير بلدا غنيا كبلدنا، ونحتاج للخبرة، وهي أمور قد نجدها لدى إخواننا المغاربة»، يقول المستشار ذاته.

ستمتد زيارة العاهل المغربي على مدى ثلاثة أيام التقى فيها بمسؤولين كبار، وحضر توقيع عدة اتفاقيات، وفوق كل ذلك تسهل هذه الزيارة مناخ الأعمال المتنامي بين البلدين.

حاول علي بونغو أن يفعل أكثر من ترك الفرصة لأمه للترحيب بطريقتها. فالروابط بين الأسرة الحاكمة في الغابون والمغرب قوية وعريقة. فقد كان الرئيس الراحل عمر بونغو يقضي معظم وقته بالمغرب، وعاش ابنه علي معظم وقته هناك، وهي أسباب كافية لتجعل المغنية الأم داباني تستعيد ذكريات زمنها الجميل على شكل أغنية شاعرية في حق ملك المغرب.