ارتفاع عدد المخطوفين لدى آل جعفر إلى 11.. وعرسال تطالب الجيش بمكافحة الخطف

نائب رئيس البلدية يحذر من اتهام الحجيري ويعلن عن مساع لتجنب الفتنة

TT

صعدت عشيرة آل جعفر اللبنانية من خطواتها ضد بلدة عرسال، أمس، متهمة رئيس بلديتها على الحجيري بأخذ البلدة إلى مكان مجهول، في وقت واصلت فيه فعاليات القرية مساعيها للبحث عن ابن العشيرة حسين جعفر في القرى السورية المحاذية لعرسال اللبنانية، عبر إرسال وفود رسمية من قبلها للاستفسار عن مكان احتجاز جعفر الذي اختطف الأحد ليلا في منطقة وادي الخيل الحدودية في جرود البلدة.

وواصل آل جعفر عملية الاختطاف من عرسال، فاختطفوا 6 أشخاص جدد، يضافون إلى خمسة كانوا قد اختطفوا أول من أمس، في حين أحبط الجيش اللبناني محاولة خطف شاب من آل البريدي من عرسال على مدخل التل الأبيض الشمالي لمدينة بعلبك حيث ينفذ الجيش اللبناني انتشارا واسعا.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن شبانا من آل جعفر أقدموا بعد ظهر أمس على إطلاق النار على سيارة «بيك آب» وخطفوا شخصا من آل رايد كان في داخلها على طريق البزالية – اللبوة. كما أشار موقع «النشرة”» الإلكتروني إلى خطف شخص يدعى نمر الفليطي على طريق رسن الحدث في البقاع الشمالي، مشيرا إلى أن آل جعفر هددوا بمزيد من عمليات الخطف في حال عدم الإفراج عن حسين جعفر. في حين أعلنت عائلة المخطوفين الثلاثة من آل رايد أنها ستمهل حتى عصر اليوم (أمس) للإفراج عن أبنائها وإلا ستتجه إلى التصعيد.

في هذا الوقت، أعلن علي حرب جعفر، إحد فعاليات العشيرة في البقاع، أن حقنا موجود في عرسال وليس خارجها، متهما أبناء البلدة بخطف حسين جعفر. وتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن معلومات وصلت إلى العشيرة أن المخطوف جعفر كان يوجد ليل الاثنين – الثلاثاء في منزل رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، تمهيدا لتسليمه لمخابرات الجيش بموازاة تسليم المختطفين لدى العشيرة للمخابرات، لكن خلافات حصلت بين الموجودين، أفشلت عملية التسليم، متهما رئيس البلدية بأخذ البلدة إلى مكان مجهول، محملا إياه مسؤولية فشل الإفراج عن جعفر.

وقال: «ما نعرفه أن ابننا خطف في عرسال، ونحن اختطفنا أشخاصا من البلدة لقاء الإفراج عنه». وأضاف بلهجة لا تخلو من الوعيد: «إذا كانت المسألة تحديا لنا، فإنه لا يعنينا إذا كان حسين على قيد الحياة أو ميتا، لكن حقنا سنأخذه».

لكن نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي، نفى الاتهامات بأن يكون المخطوف جعفر في القرية، أو أن يكون أي شخص من عرسال قد اختطفه. وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاتهام عار تماما عن الصحة»، معتبرا أن هناك محاولات لجر رئيس البلدية الحجيري إلى مكان مجهول وتوريطه بالقضية. وأضاف: «المقصود من هذه الحادثة شيء خطير، يتخطى بحجمه عرسال أو آل جعفر»، موضحا أن الشقاق المقصود زرعه بين العشائر يحمل أهدافا سياسية على خلفية التأييد أو المعارضة للثورة السورية.

وتعتبر عرسال من أكثر القرى البقاعية تأييدا للثوار السوريين، بينما يتهم رئيس بلديتها علي محمد الحجيري بأنه يغطي على إيواء المعارضين السوريين.

وأكد فليطي أن أهالي عرسال يحاولون البحث عن حسين جعفر، مشيرا إلى مساع يقوم بها أبناء القرية للمساعدة في إيجاده. وقال: «شكلنا وفودا جالت على 15 قرية سورية حدودية مع عرسال لسؤالهم عن حسين جعفر، أو عن خاطفيه، بغية تجنب الفتنة السنية – الشيعية والعشائرية في المنطقة، لكننا لم نصل بعد إلى نتيجة»، مشيرا إلى أن الوفود «تتضمن فعاليات من القرية وممثلين عن آل جعفر»، لافتا إلى أن آخر وفد انطلق ظهر أمس قاصدا بلدة المعرة الحدودية مع لبنان.

ورأى فليطي أن ردة الفعل التي قام بها آل جعفر «مبالغ فيها»، مشيرا إلى انتشار مسلح لأبناء العشيرة في مناطق البقاع، وتعرض عدد من سيارات أهالي عرسال لإطلاق نار أمس، بينما اختبأ أحد أبناء البلدة في نقطة للجيش اللبناني على مقربة من قرية يونين. وجدد فليطي التأكيد أن المخطوف غير موجود في عرسال، ولا علاقة لنا بخطفه ولا نعرف الجهة الخاطفة، داعيا الجيش اللبناني للتأكد من هذه المعلومة.. كما طالب الجيش أيضا بوضح حد لظاهرة الخطف التي يتعرض لها أبناء القرية.

وتتواصل الوساطات التي يقودها مفتي بعلبك – الهرمل الشيخ أيمن الرفاعي للإفراج عن المخطوفين لدى الطرفين، ومنع تطور هذا الحادث بين أبناء العائلات في هذه المنطقة.

وفي هذا السياق، نفى علي حرب جعفر لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون العشيرة أعطت مهلة للإفراج عن ابنها المخطوف، مشددا على أننا على تواصل مع المفتي الرفاعي لحل القضية بالتفاوض، مؤكدا أن عشيرة آل جعفر في الهرمل التي ينتمي المخطوف إليها، طلبت من العشيرة في بعلبك عدم التدخل حتى الآن، لعدم التصعيد في القضية. وأضاف: «قدمنا بادرات حسن نية كثيرة، منها إطلاق سراح سائق سيارة الإسعاف (أول من) أمس، وإدانة إطلاق النار عليها وحصر القضية بالعشيرة في الهرمل.. وهي الصول التي نتبعها في هكذا ظروف».