«الشاباك» يوظف مواقع التواصل الاجتماعي لإسقاط الفلسطينيين في براثنه

يستخدم الفتيات لاستدراج الشباب

TT

أكدت مصادر أمنية فلسطينية في قطاع غزة أن جهاز المخابرات الإسرائيلية الداخلية (الشاباك) كثف في الآونة الأخيرة من جهوده من أجل تجنيد عملاء في أوساط الفلسطينيين عبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، سيما «فيس بوك». وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أنه في ظل تقلص فرص التواصل المباشر بين عملاء «الشاباك» والفلسطينيين في غزة عقب فك الارتباط في عام 2005. فقد أصبحت محاولات التواصل عبر الاجتماعي إحدى أهم الوسائل المستخدمة من قبل هذا الجهاز الاستخباراتي لتجنيد فلسطينيين لغرض الحصول على معلومات حول حركات المقاومة العاملة في قطاع غزة، أو توظيف هذه المواقع في استدراج مقاومين فلسطينيين واعتقالهم. وأشارت المصادر إلى أن «الشاباك» يستخدم بعض عناصره من النساء اللاتي يتقن اللغة العربية، واللاتي يحاولن طلب صداقة الشباب الفلسطيني الذي يتصفح هذه المواقع، ومن ثم محاولة استدراجهم إلى وحل العمالة.

وأشارت المصادر إلى أن محاولات الإسقاط تتم بشكل مدروس وتستهدف الأشخاص، الذين بإمكانهم تقديم معلومات استخبارية تفيد «الشاباك» في حربه ضد المقاومة الفلسطينية، وذلك بعد جمع أكبر قدر من المعلومات عنهم. وأعطت المصادر مثلا على ذلك حالة شاب فلسطيني كان يعمل في إحدى حركات المقاومة، وتلقى طلب صداقة على صفحته على «فيس بوك» من فتاة، التي قامت بتعريف نفسها على أنها شابة فلسطينية تقطن مدينة يافا. وأوضحت المصادر أن هذا الشاب تعلق بهذه الفتاة الافتراضية، وبعد أن حصلت على رقم هاتفه أصبحت تتواصل معه عبر الهاتف، وانتقل الحديث إلى المجال العاطفي، علاوة على أنه أخذ يدلي لها بتفاصيل حول نشاطه في المقاومة، في الوقت الذي كانت فيه الفتاة تستدرجه لمزيد من التفاصيل من منطلق الادعاء الحرص عليه.

وقالت المصادر إنه في إحدى المرات تلقى هذا الشاب من هذه الفتاة اتصالا عرضت فيه عليه فكرة القدوم للإقامة لديها في منزل العائلة داخل العائلة بعد الزواج منها، على اعتبار أنها تقيم معها في البيت أمها المريضة، وأوضحت له أن «خالها» يمكن أن يدبر مسألة تهريبه من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل عبر الحدود مع القطاع، وأنها ستكون برفقة خالها عند الحدود. وتحمس الشاب للفكرة، وذهب في الوقت المحدد إلى المكان الذي كان يفترض أن يجد فيه الفتاة وخالها، لكنه فوجئ بعدد من عناصر «الشاباك» والجيش الإسرائيلي الذين اعتقلوه. ونوهت المصادر إلى أن هذه الحالة انتهت بأحسن نهاية ممكنة، حيث تعرض خلال التحقيق معه لضغط شديد من أجل الموافقة على التعامل مع «الشاباك»، وبعدما أصر على رفض الابتزاز، تمت إحالته للقضاء العسكري وتقديم لائحة اتهام ضده بناء على المعلومات التي أدلى بها للفتاة حول نشاطه في المقاومة، وينتظر الآن صدور الحكم عليه. وأكدت المصادر أن هناك الكثير من العملاء الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة غزة، اعترفوا بسقوطهم في براثن العمالة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وبناء العلاقات الافتراضية.