حماس تعتقل متشيعا بارزا في غزة

توتر في العلاقة بين الجهاد والمخابرات المصرية على خلفية اعتقال ومنع من السفر

TT

قالت مصادر فلسطينية مطلعة في قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط»، إن «توترا يشوب العلاقات بين حركة الجهاد الإسلامي والمخابرات المصرية بعد اعتقال الأخيرة عناصر من الحركة قبل أسبوعين ومنع آخرين من السفر».

وبدأت القصة عندما اعتقلت السلطات المصرية في مطار القاهرة 7 فلسطينيين، قالت وسائل إعلام مصرية إنهم ينتمون لحماس ودخلوا بصورة غير شرعية ويحملون خرائط لمواقع حساسة في مصر، والحقيقة بحسب المصادر أن هؤلاء كانوا ينتمون للجهاد الإسلامي ويحملون خرائط تخص عملهم في قطاع غزة.

وقالت المصادر: «كانوا عناصر من الجهاد وليسوا من حماس وجميع الوثائق التي كانت بحوزتهم متعلقة بطبيعة عملهم في القطاع». وأضافت: «كانوا عائدين من سوريا بعدما وصلوا إليها قادمين من طهران». وبحسب المصادر فإن اعتقال هؤلاء خلف توترا بين قيادة الحركة ومصر، قبل أن تسفر الاتصالات لاحقا عن إطلاق سراحهم.

لكن بعد أيام تفجرت خلافات أخرى بسبب منع آخرين من السفر. وقالت المصادر: «منعت السلطات المصرية بعض نشطاء الحركة من السفر».

وبحسب هذه المصادر فقد اعتقل هؤلاء الأمن المصري، رغم توضيح ظروفهم الأمنية التي استوجبت حملهم وثائق متنوعة، قبل أن يجري إطلاق سراحهم.

وأكدت المصادر أن الحادثتين خلفتا كثيرا من التوتر بين قيادة الجهاد ومصر، خصوصا أن العلاقة لا تعتبر على أفضل حال، بعدما شابها الكثير من المشكلات قبل الحرب الأخيرة على قطاع غزة إلى الحد الذي اضطر معه الأمين العام للحركة عبد الله رمضان من مغادرة القاهرة قبل أن يعود إليها مع اندلاع الحرب التي ساهمت في تلطيف الأجواء.

وكانت وسائل إعلام مصرية قد نشرت عن الحادثتين، الأولى متهمة عناصر من حماس بحمل خرائط أمنية حساسة عن مواقع في القاهرة والثانية متحدثة عن نشاط فلسطيني في تزوير جوازات سفر.

واتهمت المصادر بعض وسائل الإعلام المصرية بمحاولة توتير الأجواء بين الشعبين المصري والفلسطيني من خلال «دق أسافين» ونشر معلومات مغلوطة وغير دقيقة، بهدف الضغط على الرئاسة المصرية لوقف حركة التسهيلات مع الفلسطينيين في غزة. وثمة خلافات كبيرة بين حماس ووسائل إعلام مصرية ما زالت تتهم الحركة بالضلوع في تخريب أمن مصر وقتل جنود مصريين في رمضان الماضي. وتنفي حماس هذه التهم تماما وتقول إنها مستعدة للتعاون مع الجهات الأمنية في مصر.

من جهة ثانية، اعتقلت حماس في غزة أحد أبرز القيادات المعروفة بتشيعها، وهو هشام سالم، حسب ما أكدت مصادر على علاقة به. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن «جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة اعتقل سالم المعروف بعلاقات جيدة مع شيعة إيران وحزب الله. واعتقل سالم يوم الأحد الماضي بعد استدعائه من قبل جهاز الأمن الداخلي، ونقل إلى سجن أنصار المركزي، حيث يخضع لتحقيق حول نشاطاته الأمنية في القطاع وعلاقته بالخارج». وقالت: المصادر، إن «سالم سئل عن علاقته بإيران وحزب الله وما إذا كان يتلقى تمويلا منهم وعن طبيعة نشاطه في القطاع».

وسالم مطلوب لإسرائيل منذ سنين، وتعرض لمحاولات اغتيال، وهدم الاحتلال منزل عائلته عندما كان ناشطا في الجهاد الإسلامي. وثار جدل خلال العامين الماضيين حول تشيع سالم وتركه الجهاد، بعدما نشرت مقاطع فيديو لسالم يمجد الثورة الإيرانية وحزب الله والخميني.

ونفى سالم في مرات سابقة تشيعه. وعادة لا يعلن المتشيعون في الضفة وغزة عن تحولهم بسبب رفض الجهات الأمنية والمجتمع للأمر، وما ينطوي عليه من اتهامات محتملة حول العلاقة مع حزب الله وإيران. ويوجد لسالم عشرات التابعين، يعتقد بأنهم شيعة وقد أنشأوا صفحة على «فيس بوك» للإفراج عنه. وقال مقربون منه، إنهم «توجهوا لمؤسسات حقوقية للضغط على الأجهزة الأمنية في غزة للإفراج الفوري عنه»، خصوصا أنه أعلن إضرابا عن الطعام.