قطر تسلم أول سفارة للائتلاف الوطني السوري.. والخطيب يدعو المعارضة للاتحاد

الحراكي لـ «الشرق الأوسط»: الثورة تتقدم عسكريا ودبلوماسيا.. وندعو للحصول على السفارات السورية في كل الدول العربية

الخطيب يقص شريط إعادة افتتاح السفارة السورية في الدوحة مع وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري خالد بن محمد العطية أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عن تسلم أول سفارة رسمية له حول العالم، وذلك في العاصمة القطرية الدوحة، حيث حملت السفارة اسم «سفارة الائتلاف السوري - الدوحة»، حيث تسلمها كل من رئيس الائتلاف معاذ الخطيب وغسان هيتو، رئيس الحكومة المؤقتة، إضافة إلى نزار الحركي، السفير السوري الجديد في الدوحة، وبمشاركة خالد العطية، وزير الدولة للشؤون الخارجية في قطر.

وقال أحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري: «أدعو اليوم مكونات الائتلاف إلى الاتحاد، وخصوصا مع وجود أخطاء داخل الثورة»، معترفا بأن الأخطاء موجودة في الجسم المدني والجسم العسكري.

وأضاف: «إن السبيل للنصر هو التوحد والتعاون والتنسيق ونسيان الذات، ولدينا الكثير ممن يتجاوزن ذلك». وزاد: «نقول لكل المدنيين والعسكريين إنه كلما توحدتم قصر الطريق نحو النصر، وإنها رسالة للجميع».

ويأتي افتتاح أول سفارة للائتلاف السوري المعارض بعد يوم من تسليمه مقعد «دمشق» في جامعة الدول العربية أول من أمس، والذي يتطلع فيه الائتلاف إلى الاستمرار بفتح المزيد من السفارات في الدول العربية، والحصول على مقاعد سوريا في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية.

وبالعودة إلى الخطيب شدد على أن كل الشوائب التي تعتري مسير الثورة، هي بريئة منها، وأن هؤلاء اللصوص من خارج الثورة وكل من ينحرف عن الثورة هو المخطئ والثورة على حق، مؤكدا أن أي حل سلمي يؤدي إلى دفع الخراب والدمار والدم، فإن كل قوى الداخل والخارج ستتعامل معه من دون أن يكون ذلك على حساب مصلحة الشعب السوري. وشكر الخطيب قطر على تسليم السفارة، كما شكر الشعب السوري «الصامد المرابط»، وطلب منه أن «يبقى يدا واحدة».

ورفع علم الثورة على أعلى مبنى السفارة، وعند افتتاحها، عزف السلام القطري، والنشيد الوطني وهو بحسب الخطيب «أحد أناشيد الاستقلال»، مشيرا إلى وجود «إرادة دولية بألا تنتصر الدولة، والشعب قرر أن يعيش حرا وسيبقى حرا».

من جهته، قال نزار الحراكي، سفير الائتلاف السوري لدى قطر لـ«الشرق الأوسط»: «إن ذلك التكريم يأتي بعد 40 عاما من الصبر، وإن افتتاح السفارة يعتبر كسقوط ورقة التوت عن النظام، حتى يسقط بالكامل، حيث إن قوى الائتلاف تنتصر بالداخل»، على حد تعبيره.

وأضاف الحراكي: «نحن نتقدم سياسيا ودبلوماسيا، ونشكر قطر على هذا الإنجاز، والآن نستطيع أن نخدم شعبنا الذي هو بحاجة إلى أن تقف معه الدول العربية، كما نشكر كل الدول التي وقفت معنا وخصوصا المملكة العربية السعودية، والإمارات والكويت ومصر، إضافة إلى تركيا».

وقال: «إن الشعب السوري بحاجة إلى أن تقف معه جميع الدول العربية، خصوصا أنه يقتل بعد مضي عامين من الثورة». وبين أنه يحتاج إلى وقفة جادة من أجل إعطاء دم جديد للمعارضة التي تعبر عن الشعب السوري، مشيرا إلى أنه بحاجة إلى بدء العمل الدبلوماسي.

ولفت الحراكي إلى أن قطر وافقت على جميع الطلبات بما يتعلق بهم كدولة، وقال: «نحن نحتاج إلى موافقة الدول الأخرى، ونأمل من دول مجلس التعاون الخليجي أن تعتمد الختم الرسمي والتوقيع للائتلاف من أجل تمديد الإقامة، وخصوصا أن الجالية السورية موجودة بشكل كبير في دول الخليج ومصر والأردن». وأكد أنهم يسعون إلى مساعدة شعبهم من خلال التحرك والتنقل، ضمن قوانين كل بلد، مؤكدا أن الانتصار العظيم بحصول الائتلاف على المقعد الرسمي السوري، فإن كل البلدان العربية بحاجة إلى التفكير بشكل جدي بإعطاء السفارات السورية لصالح المعارضة، من أجل أن تكتمل الدائرة، والتي بدأت من قطر وستنطلق إلى البلدان الأخرى.

وطبقا لمعلومات الحراكي فإن عدد المهاجرين السوريين في الدول العربية بسبب الثورة يصل إلى مليون لاجئ، وهم لا يتعرفون بالنظام ولا بالسفارات التابعة له. وقال: «نحن نسعى لرعاية تلك الجالية من خلال الأنظمة التي تطبق في جميع الدول العربية، وهو ما نتطلع إلى الحصول عليه من خلال السفارات السورية».

وأكد أن «الجاليات السورية في الخارج تحتاج لرعاية مع تجاوز عدد المهجرين السوريين إلى نحو مليونين في دول الخليج والأردن ومصر»، لافتا إلى أن «هؤلاء يحتاجون بعد أن هربوا من مناطقهم داخل سوريا خوفا من بطش النظام وإجرامه، إلى سفارات تابعة للثورة والائتلاف من أجل رعاية مصالحهم وتسيير أمورهم».

وأوضح الحراكي أن «الحكومة القطرية اعترفت بتوقيعنا وبالختم الدبلوماسي من خلال اعترافها بالسفير والطاقم الدبلوماسي المعاون، وما يتعلق بالجانب القطري قد قضي». وقال: «بإمكاننا مصادقة شهادات الميلاد والزواج، لكن فيما يتعلق بتجديد جوازات السفر فالأمر ليس رهنا بقطر ولكن بموافقة الدول التي سيمر بها حامل جواز السفر المجدد في السفارة السورية في قطر»، مضيفا: «هنا يأتي دور الائتلاف السياسي من أجل إقناع الدول العربية والأجنبية بقبول جوازات السفر الممددة في قطر والسماح لحاملها بالسفر، وتحديدا في دول الخليج العربي والأردن ومصر وتركيا في مرحلة أولى».

وأشار الحراكي إلى أنه وطاقم السفارة في قطر «ليسوا بدبلوماسيين ولم يسبق لهم أن عملوا في مجالات العمل الدبلوماسي، لكنهم جميعا من حملة الشهادات العليا في الاقتصاد والإعلام والسياسة، وسيخضعون لدورات دبلوماسية في الأيام القريبة المقبلة». ولفت إلى أنهم «جميعا خرجوا من سوريا، وفي ذلك رسالة رمزية أراد رئيس الائتلاف السوري الشيخ أحمد معاذ الخطيب توجيهها إلى ثوار الداخل والتأكيد أنهم «في القلب دائما». وتابع: «إنه تأكيد على أن لثوار الداخل دورهم في العمل العسكري والسياسي والدبلوماسي، وأننا جميعنا منخرطون في نضال واحد من أجل تحقيق انتصار شعبنا».

وأعرب الحراكي عن سعادته وتفاؤله «بالانتصار السياسي الذي حققته المعارضة السورية في الجامعة العربية، باعتباره انتصارا للثورة السورية في الخارج بعد مضي سنتين من الثبات على المواقف والعمل المتواصل، ورغم أننا تخبطنا يمينا ويسارا». وقال: «أعتبر أننا بدأنا نحقق انتصارات فعلية. صحيح أن ثوار الداخل سبقونا بأشواط، لكننا نتقدم بخطى بسيطة على طريق إسقاط النظام الطاغية والقاتل». وتجدر الإشارة إلى أن قطر كانت قد أعلنت منتصف شهر فبراير (شباط) الماضي عن قرارها بتسليم السفارة السورية إلى الائتلاف المعارض، بعد تسمية الحراكي سفيرا له. ويتحدر الحراكي من مدينة درعا، لكنه ولد في دمشق وعاش في حلب، حيث درس في جامعتها وتخرج حاملا دبلومة في الهندسة الكهربائية. واعتقل الحراكي ثلاث مرات في الأعوام 1991 و1994 و1999، على خلفية نشاطه السياسي، منع على أثرها من مغادرة دمشق. بعد اندلاع الأعمال الاحتجاجية ضد النظام السورية، بداية شهر مارس (آذار) 2011، وكان الحراكي في عداد وفد الشخصيات والقوى السياسية الذين طافوا على عدد من المسؤولين السوريين رفيعي المستوى وبينهم الرئيس السوري، وتعرض للاعتقال بعد كل لقاء. وشارك في مؤتمري سميراميس والإنقاذ، وتعرض بعدها لمضايقات عدة، لكنه استمر في الحراك الثوري حتى بداية عام 2012، وانتقل إلى الأردن بعد إحراق منزله واستهداف ممتلكاته واعتقال شقيقه. ونشط منذ ذلك التاريخ في صفوف المجلس الوطني السوري وشارك في كل المؤتمرات التي عقدها المجلس، ثم استقر في قطر وتمت تسميته من قبل الائتلاف سفيرا له لدى قطر.