اجتماع حاسم للقائمة العراقية في منزل النجيفي والناطق السابق باسمها يعلن «وفاتها»

على خلفية حضور المطلك ووزراء تنظيمه اجتماع مجلس الوزراء

صورة من موقع صالح المطلك لنائب رئيس الوزراء العراقي وهو يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع وزراء القائمة العراقية الذين حضروا معه اجتماع مجلس الوزراء أول من أمس
TT

لم يعد الصمت ممكنا.. هذه المقولة التي أطلقها الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي في سبعينات القرن الماضي عندما اختلف مع الحزب الشيوعي الفرنسي وجدت سبيلها اليوم إلى قلب القائمة العراقية التي أصدر بالأمس من كان أشد المدافعين عنها (الناطق السابق باسمها حيدر الملا) شهادة وفاتها محملا ما سماه «الإسلاميين الجدد» مسؤولية هذه الوفاة.

القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي حافظت على تماسكها طوال الفترة الماضية ولكن مع اشتداد الأزمة الحالية، لا سيما بعد اتساع نطاق المظاهرات وركوب موجتها من قبل بعض قياداتها، فإن صدور أوامر بانسحاب وزرائها من الحكومة كان بداية التفكيك الذي اشتغل عليه مقربون من رئيس الوزراء نوري المالكي. فطبقا للتجارب السابقة فإن «كعب أخيل» القائمة العراقية هم وزراؤها الذين سبق لهم أن أجبروا القائمة على إعادة النظر بموقفها من الحكومة عندما عاد قسم منهم قبل أكثر من سنة الأمر الذي جعلها تضطر لإعادة من تبقى منهم خشية عودتهم منفردين. وبعودة وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان قبل نحو شهر إلى الحكومة لتطوي هذه العودة كل ما أثير ضد وزارته من ملفات فساد ليتبعه بيومين وزير شؤون المحافظات طورهان المفتي وحضور قيادي القائمة ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك مع اثنين من وزراء تنظيمه «جبهة الحوار الوطني» اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي أول من أمس، فإن الوهن بدأ يدب في أوصال هذا الائتلاف الذي خسر زعيمه علاوي فرصة تشكيل الحكومة عام 2010 بعد أن فاز بأعلى الأصوات في البرلمان.

وبالاستناد إلى ما كشفه قيادي بارز في القائمة العراقية لـ«الشرق الأوسط» مشترطا عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته فإن «هناك أزمة بين رئيس البرلمان أسامة النجيفي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك، إذ اشترط المطلك استقالة النجيفي أولا مقابل استقالته هو». ويضيف القيادي في العراقية قائلا: إن «النجيفي أخبر المطلك بأنه منتخب لرئاسة البرلمان من قبل الكتل البرلمانية بوصفه رئيسا للسلطة التشريعية ولا يمكنه الاستقالة أو الانسحاب أما الوزراء فيمكن أن ينسحبوا من أجل توفير الضغوط على الحكومة وهو ما رفضه المطلك».

من جهته، كشف النائب في البرلمان العراقي عن القائمة العراقية طلال الزوبعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «القائمة العراقية سوف تتخذ خلال اجتماع لها في منزل أسامة النجيفي جملة من القرارات الهامة والتي سوف تصب في مصلحة وحدة القائمة». وأضاف أن «العراقية ولأنها تمثل مشروعا وطنيا تتعرض إلى المزيد من المؤامرات لتفتيتها وبالتالي فإنها ملزمة بوضع حلول حقيقية وجادة من خلال الاجتماع الذي سوف تحضره قيادات العراقية وممثلون عن الكتل المؤتلفة فيها لأنها باتت على قناعة بوجود مساع فاعلة لتفكيكها تحت ذرائع ومسميات شتى». وردا على سؤال بشأن موقف القائمة من حضور المطلك ووزرائه إلى اجتماعات الحكومة قال الزوبعي إن «هذا الأمر سوف يناقش بوضوح وبصراحة خلال الاجتماع وسوف تستمع قيادات القائمة إلى المبررات التي سيطرحها الدكتور المطلك بشأن ذلك». وردا على سؤال بأن المطلك كان قد عزا حضوره إلى تشكيل لجان للتفاوض مع المتظاهرين وهناك قرارات تم اتخاذها قال الزوبعي إن «المشكلة أننا جربنا ذلك كله والدكتور المطلك يعرف ذلك حيث إن العملية لا تكاد تخرج عن المماطلة والتسويف» مشيرا إلى أن «الحكومة لو كانت جادة في عملها لأوقفت الاعتقالات العشوائية وأوقفت عملية عسكرة المجتمع ولا توجد جدية في الحل ولذلك فإن العودة هي إضعاف للقائمة وتقوية مجانية لمعسكر الحكومة».

وكان النائب عن «العراقية» والناطق السابق باسمها حيدر الملا اعتبر أن تحركات الإسلاميين الجدد بمثابة إعلان غير رسمي لـ«وفاة» القائمة العراقية. وقال الملا في بيان أمس إن «الهدف من الزيارات المكوكية للإسلاميين الجدد إلى إيران وتعهدهم بإحياء اتفاقية 1975. وكذلك لقاء رئيس البرلمان أسامة النجيفي مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري الحصول على الدعم لتقسيم العراق، كما أن تحركات الإسلاميين الجدد إعلان غير رسمي عن وفاة القائمة العراقية». وحذر الملا من «خطر كبير يواجه العراق في المرحلة الحالية يتمثل بالإسلاميين الجدد وإيران، كون الطرفين يريدان استخدام العراق من أجل تحقيق مشاريعهما في المنطقة، لإحداث تغييرات في الجغرافية السياسية، وكذلك محاولة لإعادة إنتاج المنطقة على أسس طائفية». واعتبر الملا أن «مشروع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن القاضي بتقسيم العراق وجد من ينفذه على أكمل وجه من الإسلاميين الجدد، أما إيران فهي أفضل حليف في هذا المشروع التقسيمي الذي التقت إرادات عدة على تنفيذه». وأشار الملا إلى أن جبهة الحوار الوطني التي هو من قيادييها «ترى أن الإسلاميين الجدد لديهم الاستعداد الكامل للتعامل مع المحتل الأميركي وحتى مع اليمين الصهيوني في سبيل تحقيق مشروعهم الطائفي التقسيمي». ودعا النائب عن القائمة العراقية إلى «الفرز داخل القائمة العراقية بين مشروع وطني يريد المحافظة على وحدة وعروبة العراق ومحاربة الطائفية السياسية وآخر طائفي تقسيمي يقوده الإسلاميون الجدد الذين يحاولون إيهام بعض العشائر ورجال الدين من أجل أن يكونوا داعمين لهم»، داعيا إلى «أخذ الحيطة والحذر من أي أجندات تريد المساس بوحدة البلاد والعباد».