جوبا تترقب زيارة البشير

سرقة مليون دولار من مكتب سلفا كير

TT

أعلنت دولة جنوب السودان عن استعدادها لاستقبال الرئيس السوداني عمر البشير في أي وقت يرغب فيه بزيارة جوبا، فيما كشفت عن مقترح مصري بتشييد طريق بري قاري يربط بين القاهرة والخرطوم وجوبا، وفي الوقت ذاته وصل وفد فني نفطي من جنوب السودان للخرطوم أمس.

وأعلن سفير جنوب السودان في الخرطوم ميان دوت أن بلاده جاهزة لاستقبال الرئيس السوداني عمر البشير، وأنها ظلت تترقب زيارته منذ شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وكونت اللجان الخاصة باستقباله.

وقال السفير للوكالة السودانية الرسمية «سونا» إن لجان الاستقبال التي كونت للزيارة السابقة ما زالت موجودة، وإن جوبا في انتظار تحديد الجهات المختصة بالزيارة في الخرطوم، واصفا لقاء الرئيسين البشير وسلفا كير ميارديت بأنه على الدوام مصدر تفاؤل، ويخرج بخلاصات واضحة حول المسائل كافة. ووصف السفير دوت علاقات البلدين بأنها بدأت تسير بخطى متسارعة نحو التعاون الإيجابي خاصة بعد اتفاق أديس أبابا الأخير، وفي الوقت ذاته أكد السفير اكتمال انسحاب جيشي البلدين من المنطقة الآمنة منزوعة السلاح، وأن الانسحاب المتبادل يعد تقدما كبيرا باتجاه طي الملف الأمني بين البلدين، والشروع في إنفاذ الملفات الأخرى لتحسين الأوضاع في الدولتين. ووعد دوت بأن يؤدي الانفراج الكبير في العلاقات بين الخرطوم وجوبا إلى تحسن كبير في حياة المواطنين، وأنه أدى إلى انخفاض سعر العملات الأجنبية في البلدين بصورة كبيرة قبل بداية ضخ البترول. وكشف السفير عن مقترح قال إن مصر قدمته لربط عواصم الدول الثلاث القاهرة والخرطوم وجوبا عبر شبكة طرق برية ومعابر حدودية لدعم العلاقات بين الجيران الثلاثة.

وقال إن المقترح المصري أتي عقب التقارب بين القاهرة وجوبا، وتصادف مع الانفراجة في العلاقات بين جوبا والخرطوم، بما يدعم العلاقة الثلاثية. وتوقع دوت أن تظهر مبادرات تشمل إنشاء طريق قاري يربط أوغندا بالبلاد الثلاثة ويصل حتى دولة جنوب أفريقيا، وتبادل المنافع بين دول القارة. وفي السياق، وصل الوفد الفني الخاص بالعمليات الفنية للنفط إلى الخرطوم برئاسة وكيل وزارة النفط والمعادن بجنوب السودان مشار أشيك في زيارة تستغرق يومين لبحث استئناف ضخ نفط الجنوب عبر الأراضي والمواني السودانية.

وقال الأمين العام لوزارة النفط السودانية عوض عبد الفتاح إن الزيارة تعني بداية تنفيذ مصفوفة اتفاقية التعاون المشترك في مجال النفط، ووعد بأن تشهد الأيام القليلة المقبلة صدور الأوامر لشركات النفط للقيام بالتحضيرات اللازمة لمرور النفط عبر خط أنابيب السودان إلى موانئ التصدير بشرق البلاد.

من جهته، قال وكيل وزارة النفط بجنوب السودان مشار أشيك أدير إن وزارته ملتزمة بما تم الاتفاق عليه في أديس أبابا بشأن مصفوفة التعاون المشترك، وأنها أصدرت الأوامر للشركات العاملة في مجال النفط بالجنوب لإعادة تشغيل الآبار وبدء الإنتاج للنفطي. من جهة أخرى، سرق مجهولون قرابة المليون دولار من داخل مكتب رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير ميارديت بجوبا في عطلة نهاية الأسبوع الماضي. ونقلت صحيفة «سودان تريبيون» الجنوبية على الإنترنت، عن مصدر رسمي قوله إن المبلغ الذي يقارب الستة ملايين جنيه (أكثر من مليون دولار) اختفى من داخل مكتب سلفا كير رغم الحراسة المشددة المفروضة عليه. وحسب المصدر، فإن المبلغ عبارة عن أوراق نقدية من عمله جنوب السودان «الجنيه» والدولار الأميركي، ولم تعرف الجهة التي قامت بسرقة المبلغ بعد، وإن لجنة تحقيق كونت بشكل سري للتحقيق في السرقة الكبيرة. وحسب الصحيفة، فإن مصدرها الرسمي لم يستطع تقديم تفسير لوجود مثل هذا المبلغ الكبير داخل مكتب الرئيس وليس في البنوك، وإنه اكتفى بالقول إن تحقيقا سريا يجري بعيدا عن مسامع الجمهور للحيلولة دون التأثير السلبي للسرقة على المواطنين الذين فجعوا لحدوث السرقة داخل أهم الأماكن في دولتهم الجديدة الذي يفترض أن يكون أكثرها تأمينا.

ويتداول المواطنون في شوارع المدينة خبر سرقة المبلغ الكبير واختفائه من المكتب الرئاسي، بما يثير شكوكهم المتنامية عن استشراء الفساد بين المسؤولين في الدولة الوليدة.