حزب إسلامي جزائري يعتبر موقف بلاده إزاء سوريا إخفاقا لدبلوماسيتها

رئيس «النهضة» قال إن هذا لا ينسجم مع ما قدمه الشعب السوري للثورة الجزائرية

TT

انتقد الدكتور فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة الجزائرية (حزب إسلامي معارض) موقف حكومة بلاده تجاه الملف السوري. وقال ربيعي إنه «يتأسف لموقف الجزائر من الملف السوري»، وهذا الإخفاق تجلى حسب قوله في «إخفاق الدبلوماسية الجزائرية في التعاطي مع القضية السورية، واصطفافها في موقف لا ينسجم مع ما قدمه الشعب السوري للثورة الجزائرية».

وجاءت هذه التصريحات خلال أعمال اليوم التضامني مع الشعب السوري بمناسبة مرور عامين على انطلاقة ثورته ضد نظام بشار الأسد، الذي نظمته الحركة بالتنسيق مع لجنة الدفاع عن مطالب الشعب السوري أمس وحضره الكثير من قيادات الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وقال ربيعي، إنه «في الوقت الذي أصر فيه شباب الثورة ومفجروها على سلميتها، أمعن النظام الحاكم في صنوف القتل والتنكيل وانتهاك الحرمات، ما جعل الشباب أما خيار الدفاع عن النفس والعرض والكرامة بكل الوسائل الممكنة». وأضاف: «لقد أظهرت السنتين الماضيتين طبيعة النظام وعقيدته الدموية، باستخدامه لكل ترسانته العسكرية في التقتيل والتهجير، والقضاء على البنية التحتية التي بنيت بأموال وعرق السوريين». وأشار إلى أن «النظام لو ألقى جزءا من قنابله التي ألقاها على الشعب السوري (على إسرائيل) لاستعاد أرض الجولان ولحرر القدس». مشيرا إلى أن «النظام السوري لن يفعل ذلك لأنه كان حاميا حقيقيا للكيان الإسرائيلي» ووصف «ما يحدث في سوريا من تدمير بأنه استمرار للخدمة التي يقدمها نظام الأسد للكيان الصهيوني». واتهم ربيعي المجتمع الدولي بالتواطؤ في ما يحدث بسوريا خدمة للكيان الصهيوني، وهو ما فسر حسب زعيم حركة النهضة «بقاء المجتمع الدولي متفرجا أمام المذابح الجماعية التي يرتكبها النظام» وهو ما يترجم حسب ربيعي «رغبة الدول الراعية للكيان الصهيوني في تحطيم سوريا بعد الثورة، لتضمن بقاء السوريين بعدها منشغلين بأوضاعهم الداخلية، وبإعادة إعمار ما حطمته الآلة العسكرية للنظام على حساب الشعب السوري وإمكاناته».

وقال ربيعي، إن «الخذلان الدولي للقضية السورية رافقه موقف عربي متخاذل وعجز عن حماية الشعب السوري من أجل توفير لقمة العيش والدواء والمأوى للنازحين». وأضاف: «ولئن كانت خطوة الاعتراف بالائتلاف السوري ممثلا للشعب السوري ومنحه مقعد سوريا في الجامعة العربية (إيجابية) فإنها جاءت متأخرة، فإنها تحتاج إلى تفعيل ميداني من خلال تقديم كل أشكال الدعم لإسقاط النظام الذي يتحمل مسؤولية المآسي التي يعيشها الشعب السوري».

وأسف ربيعي مجددا على موقف بلاده من الملف السوري الذي تجلى، حسب رأيه، في «إخفاق الدبلوماسية الجزائرية في التعاطي مع القضية السورية، باصطفافها في موقف لا ينسجم مع ما قدمه الشعب السوري للثورة الجزائرية، وللأمير عبد القادر بعد نفي المستعمر له». وقال ربيعي: إنه «من غير المعقول والمقبول أن تخرج الجزائر عن الإجماع العربي وتتحفظ على تمكن المعارضة من مقعد سوريا في الجامعة العربية، في موقف متطابق مع مالكي العراق صنيعة الاحتلال ومطارد السنة في العراق».

وطالب أمين عام حركة النهضة الحكومة الجزائرية بطرد السفير السوري من الجزائر وتمكين أصحاب الشرعية من التمثيل من خلال منح السفارة إلى ممثلي المعارضة، بالإضافة إلى تقديم الدعم الإنساني للاجئين ولكل الشعب السوري بعيدا عن الهلال الأحمر السوري لأنه طريق النظام حسب قوله.

وفي السياق أدان ربيعي اغتيال الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي. وقال بالمناسبة: «لا يفوتني في ختام كلمتي هذه أن أترحم على روح الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي طالته يد الغدر وهو على كرسي التدريس، ونحن إذ ندين هذا العمل الجبان وتصفية العلماء، فإننا نسأل الله له الرحمة والمغفرة وللشعب السوري النصر المؤزر على النظام الذي يتحمل كامل المسؤولية في قتل العلماء والدعاة وهدم المساجد والكنائس».