مصدر إسرائيلي: اتفاق المصالحة مع تركيا سيوقع قريبا

الوزير بينيت يحذر من «أسطول حرية» آخر إلى غزة

TT

في الوقت الذي تشكو فيه إسرائيل من «التصريحات الاستفزازية التي تهدف إلى تخريب الجهود لتسوية النزاع» مع تركيا، كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أن اتفاق المصالحة بين البلدين قد أصبح ناجزا بغالبية بنوده الأساسية، ولم يبق سوى الاتفاق على قيمة التعويضات، وأضافت أن جولة محادثات ستعقد بعد عيد الفصح اليهودي (الذي ينتهي الثلاثاء المقبل). وقالت هذه المصادر للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إن الطرفين اتفقا على المبادئ الأساسية الثلاثة التالية: أولا؛ الاعتذار الإسرائيلي على مقتل مواطنين أتراك. وثانيا؛ تعهدت تركيا بأن تصل أموال التعويضات التي سيتفق على حجمها لاحقا، فقط إلى عائلات الضحايا وليس لجهات خارجية. وثالثا؛ تركيا تعهدت بأن لا تتقدم بدعاوى ضد الجنود الإسرائيليين الذين نفذوا الهجوم على «أسطول الحرية» في مايو (أيار) 2010، وعندما أعلنت المعارضة التركية أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لا يتمتع بصلاحيات إلغاء الدعاوى، وافقت حكومته على التعهد بإعادة أي مبلغ تقرر المحاكم التركية أن تدفعه إسرائيل.

وكان وزير الاقتصاد الإسرائيلي وزعيم حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، نفتالي بينيت، قد أطلق تصريحات استفزازية ضد المواقف التركية. ومع أنه امتنع عن توجيه انتقادات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على اعتذاره لنظيره التركي، فقد توجه إلى جنود الجيش الإسرائيلي من على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي قائلا إنه وحزبه وكل الشعب الإسرائيلي يقف إلى جانبهم ويدعمهم في مواجهة الإجراءات التركية المعادية.. «فعليكم أن تعملوا كل ما في وسعكم من أجل حماية إسرائيل وسكانها»، وقال إن «أردوغان يبدو، منذ نشر الاعتذار، وكأنه يريد لإسرائيل أن تندم، فهو يبذل كل جهد ممكن لمواصلة الاستفزاز ويدير حملة منظمة وفظة تهدد من جديد العلاقات الإسرائيلية - التركية»، وتابع بينيت: «لكي لا تكون هناك ذرة شك، علي أن أوضح أن أية دولة لا تصنع معروفا لإسرائيل عندما تستأنف العلاقات معها، وأن أجواء العداء قد تمهد تربة خصبة للإرهاب، فإذا اصطدمت إسرائيل بأي عمل إرهابي سترد بشدة».

ولا يزال موضوع الاعتذار لتركيا يثير جدلا واسعا في إسرائيل ما بين مؤيد ومعارض، وكتب المعلق السياسي جدعون ليفي مقالا حادا في صحيفة «هآرتس»، أمس، جاء فيه: «سيتطلع العالم الآن إلى تركيا ويتعلم منها: فهكذا يجب، للأسف الشديد، معاملة إسرائيل. وقد يتعلم العالم الدرس، لكن نشك في أن تفعل إسرائيل ذلك أيضا. فمن الحقائق أنه حتى بعد الاعتذار الهاتفي، لم يعترف أحد في إسرائيل اعترافا كاملا وبالصورة المطلوبة بأن إسرائيل تصرفت بعنف آثم لا حاجة إليه وعوقبت لذلك، وكان العقاب فعالا. ومن المؤسف أن نتنياهو لم يقل ذلك للإسرائيليين بشجاعة وصدق. ومن المؤسف أنه لم يقل لهم إن دولا أخرى أيضا قد تسير الآن في طريق تركيا وتعاقب إسرائيل بسبب الاحتلال كي تغير سلوكها. لقد أيدت تركيا الفلسطينيين، وهذا طبيعي وهذا عادل ويجب أن يكون مفهوما من تلقاء ذاته بالنسبة لكل دولة مسلمة، ويجب أن يكون مفهوما من تلقاء ذاته بالنسبة لكل دولة. فالإسرائيليون الذين يؤثر مصير إخوتهم اليهود في كل مكان في قلوبهم ويقيمون الدنيا ولا يُقعدونها بسبب كل مساس بهم، كان يجب أن يكونوا أول من يفهموا هذا الشعور.. فـ(الرصاص المصبوب) جعلت الرأي العام في تركيا يثور. وكان ذلك أيضا مفهوما وعادلا. وآنذاك قُتل تسعة مدنيين أتراك، وأثار ذلك غضب دولتهم أكثر. وكان يجب أن يثير غضب الرأي العام في إسرائيل لأنه لا يصعب أن نتخيل ماذا كان سيحدث لو أن الجيش التركي قتل تسعة إسرائيليين. كان يجب أن يكون طريق (مرمرة) مفتوحا إلى غزة، ولم تكن السيطرة العنيفة عليها فقط آثمة، بل حمقاء أيضا».