نقل مانديلا إلى المستشفى مجددا بسبب التهاب رئوي

زوما يدعو العالم إلى «الدعاء» لرمز النضال ضد التمييز العنصري

TT

أعلن مكتب الرئاسة في جنوب أفريقيا، أمس، أن الرئيس الأسبق للبلاد نيلسون مانديلا «يستجيب إيجابيا» للعلاج، وذلك غداة نقله إلى المستشفى بسبب التهاب رئوي، في حين دعا الرئيس جاكوب زوما الأمة والعالم أجمع إلى الدعاء للزعيم القومي ورمز النضال ضد التمييز العنصري.

وقال مكتب الرئاسة في بيان، أمس، إن الأطباء أكدوا أن مانديلا «يستجيب إيجابيا» للعلاج. وكان الناطق باسم الرئاسة قد أعلن أن الزعيم مانديلا وصل «واعيا» إلى المستشفى ليل الأربعاء/ الخميس، و«الأطباء يعتنون به ويتأكدون من أنه يحظى بأفضل علاج طبي ممكن وبكل وسائل الراحة». ولم توضح الرئاسة إلى أي مستشفى نقل مانديلا كما تفعل في كل مرة يدخل فيها المستشفى. وقد دعت مرة جديدة وسائل الإعلام في العالم أجمع إلى «احترام خصوصية» الحائز على جائزة نوبل للسلام «من أجل إفساح المجال أمام الأطباء للقيام بعملهم». كما دعا حزب المؤتمر الوطني الحاكم جنوب أفريقيا والعالم إلى «ذكر مانديلا في صلواتهم».

ومانديلا الذي يعد بطلا وطنيا ورمزا عالميا للمصالحة لدوره في النضال ضد نظام الفصل العنصري ثم إرساء ديمقراطية متعددة الأعراق، بات على ما يبدو ضعيفا جدا ولم يعد له أي ظهور علني منذ نحو ثلاث سنوات.

وتمنى الرئيس جاكوب زوما الشفاء العاجل له. وقال: «ندعو شعب جنوب أفريقيا والعالم أجمع إلى الصلاة من أجل عزيزنا ماديبا (الاسم القبلي لمانديلا) ولعائلته. لدينا الثقة التامة في الفريق الطبي ونعلم أنهم سيبذلون كل ما بوسعهم ليستعيد عافيته».

وكان مانديلا أدخل المستشفى مطلع مارس (آذار) لأربع وعشرين ساعة وقالت الرئاسة آنذاك إن الأمر يتعلق بفحوصات روتينية. وآخر مرة دخل مانديلا المستشفى لفترة طويلة استمرت 18 يوما كانت في ديسمبر (كانون الأول) 2012، إثر إصابته بهذا الالتهاب الرئوي المتكرر. وتولى مانديلا الرئاسة من 1994 حتى 1999 بعد 27 سنة أمضاها في السجن لنضاله ضد نظام الفصل العنصري الذي كان يفرض تمييزا عرقيا في جنوب أفريقيا. وأفرج عنه في 1990 ليصبح بعد أربع سنوات أول رئيس أسود للبلاد. وحصل في 1993 على جائزة نوبل للسلام مع آخر رئيس في نظام التمييز العنصري فريدريك دو كليرك، وذلك لاتهامهما بنجاح المفاوضات من أجل إرساء الديمقراطية.

وبات يعيش في عزلة تامة متنقلا بين جوهانسبورغ وقرية كونو التي ترعرع فيها بجنوب البلاد. ومنذ بضع سنوات توارى الرجل العظيم عن الساحة العامة ولم يعد يصدر عنه أي تعليق عن الحياة السياسية في بلاده، لكنه استقبل في العاشر من فبراير (شباط) الماضي الرئيس زوما. ووجده الأخير «في حالة جيدة ومرتاحا» وهو يشاهد التلفزيون. وبعد بضعة أيام من ذلك زاره محاميه وصديقه جورج بيزوس الذي كان أقل تفاؤلا. وصرح في 11 مارس بعد مغادرة مانديلا المستشفى، بأن مانديلا خضع لفحوصات طبية أظهرت أنه بصحة جيدة، لكنه يعاني من فقدان الذاكرة بين حين وآخر. وقال المحامي الشهير في حديث لوكالة «آي ويتنس نيوز» بعد أن زار مانديلا: «للأسف ينسى أحيانا وفاة بعض الأشخاص أو تبدو على وجهه علامات التعجب عندما نقول له إن ولتر سيسولو أو غيره رحل عن هذا العالم».