متظاهرو الرمادي يشككون في جدية الحكومة في التفاوض معهم ببغداد

مصدر يؤكد أن «العراقية» تتجه لفصل المطلك والكربولي من عضويتها

TT

اعتبر الناطق الرسمي باسم متظاهري الأنبار، الشيخ سعيد اللافي، أن «الهدف من تشكيل وفد تفاوضي مع الحكومة هو إسقاط كل ما لديها من ذرائع ظلت طوال الفترة الماضية تتحجج بها فضلا عن إطلاقها شتى النعوت والتسميات للمظاهرات السلمية في المحافظات الغربية». وقال اللافي لـ«الشرق الأوسط» إن «المفاوضات ربما تكون مضيعة للوقت خصوصا بعد أن أقدمت الحكومة على إجراءات معينة خلال اجتماعها الأخير بدت وكأنها مكافأة لطرف دون آخر (في إشارة إلى عودة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك)، بينما نحن المعنيون بما تعتبره هي مكاسب». وأضاف أن «الحكومة يبدو أنها تريد أن تتعامل معنا بلغة المكاسب والمكرمات وليس الحقوق، وباتت تربطها بعودة هذا الطرف أو ذاك إليها، في حين أننا أكدنا منذ البداية أنه لا علاقة للسياسيين بالأمر، وأنها إذا تريد أن تجعل من بعض القرارات بمثابة حبل إنقاذ لها فإن هذا لا يمكن أن يكون على حسابنا».

وبينما تتجه القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي إلى فصل القيادي فيها ونائب رئيس الوزراء للخدمات صالح المطلك وجبهة الحوار الوطني من بين صفوفها، فقد أكد اللافي أن «الحكومة تمارس سياسة اللف والدوران، فهي تريد أن تضرب هذا بذاك، وهو ما يعني أن أهدافها ليست إحقاق الحق، وهو ما نرفضه، لأننا نعرف هذه الأساليب ولا نتعامل معها». وبشأن الوفد التفاوضي الذي تم الاتفاق عليه قال اللافي إن «اللجان التنسيقية في الأنبار وباقي المحافظات اتفقت على تشكيل لجنة من 15 عضوا تضم كل الساحات، وهذه اللجنة هي التي سوف تختار العضو المفاوض مع الحكومة، لكننا لا نريد أن نكشف عن أسماء الوفد لخشيتنا من تصفيتهم من قبل أطراف حكومية أو محسوبة عليها».

وبشأن ما إذا كانت المفاوضات مع الحكومة يمكن أن تؤدي إلى حل الأزمة، قال اللافي «إننا نعتقد أن الأزمة يمكن أن تحل بدون لجان ووفود تفاوضية لأننا أحيانا نتساءل عن ماذا نتفاوض، حيث إن كل الأمور هي بيد الحكومة، وعلى سبيل المثال هل رفع الصبات الكونكريتية التي هي صبات الفصل العنصري ضد مدن وأحياء أهل السنة في بغداد تحتاج إلى مفاوضات أم مجرد قرار من المالكي لرفعها؟». وأشار إلى أن «الهدف من المفاوضات هو إظهار حسن نوايانا بعد أن أكدنا طوال الشهور الماضية سلمية مظاهراتنا وطردنا كل المتشددين من الساحات، وبالتالي فإن الكرة هي في ملعب الحكومة التي هي بالنسبة لنا ليست موضع ثقة». واعتبر اللافي أن «عودة المطلك ووزرائه إلى الحكومة أمر لا يعني المتظاهرين مع أنهم كانوا بمثابة حبل إنقاذ لها، حيث إن ما يعتبرونه نصرا للمتظاهرين أمر لا ينطلي علينا لأنهم يريدون الاستمرار في ركوب الموجة، وهو ما نرفضه تماما».

جاء ذلك في وقت أفاد فيه قيادي بارز في القائمة العراقية بأن الأخيرة تتجه لاتخاذ قرار بإنهاء علاقة صالح المطلك وجمال الكربولي بها. وقال القيادي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «مما يؤسف له أن ما تم الإعلان عنه في الاجتماع الأخير للحكومة الذي حضره صالح المطلك ووزير التربية التابع لجبهة الحوار ووزير عن كتلة الحل التي يرأسها جمال الكربولي ليس بالجديد حتى يبرر حضورهم وقيامهم بكسر قرار القائمة بالمقاطعة». وأضاف القيادي أن «حسين الشهرستاني رئيس اللجنة الخماسية أعلن قبل أكثر من شهرين إلغاء المخبر السري وكل القرارات التي أعلنوا عنها، وهو ما يعني أن كل شيء هو مجرد كلام لكنهم يريدون العودة لمصالح خاصة بهم». وبشأن طبيعة الإجراءات التي تتجه القائمة العراقية لاتخاذها قال إن «القائمة تتجه لإنهاء علاقة المطلك والكربولي لاختلاف مشروعهم عن مشروع القائمة وهو أمر بات يعرفه جمهور القائمة في كل أنحاء العراق».