الرئيس الفرنسي هولند في زيارة دولة للمغرب يومي 3 و4 ابريل

المصادر الرئاسية تشدد على العلاقة «الاستثنائية والاستراتيجية» وتؤكد استمرار دعم المغرب في موضوع الصحراء

TT

يقوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يومي 3 و4 أبريل (نيسان) المقبل بزيارة دولة إلى المغرب، هي الأولى من نوعها لبلد عربي منذ انتخابه ربيع العام الماضي تلبية لدعوة رسمية من الملك محمد السادس تبدأ في الدار البيضاء وتنتهي في الرباط بعد التعريج على محلة المديونة القريبة من العاصمة الاقتصادية للمغرب لغرض تدشين معمل معالجة المياه المبتذلة.

ويمثل المغرب البلد العربي الرابع الذي يزوره هولاند بعد لبنان والمملكة السعودية والجزائر التي زارها في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وأعد للرئيس الفرنسي برنامج حافل بشقيه الرسمي والشعبي عموده الفقري القمة المنتظرة بين رئيسي الدولتين والتي ستكون، وفق المصادر الرئاسية الفرنسية، مخصصة للعلاقات الثنائية وللبحث في الوضع الإقليمي المغاربي، العربي والمتوسطي وخصوما آلت إليه تحولات الربيع العربي التي يتابعها البلدان عن كثب. ولن يغيب الملف المالي أو الأفريقي عن جدول المباحثات إذ إن باريس ضالعة في الحرب في مالي وموجودة في أفريقيا الوسطى كما أن الملك المغربي عاد مؤخرا من جولة أفريقية موسعة.

ويبدأ هولاند زيارته في الدار البيضاء حيث يلتقي العاهل المغربي في جولة أولى من المحادثات بعد أن يكون قد حظي باستقبال شعبي. وتتضمن المحطة الأولى توقيع عدد كبير من الاتفاقيات الثنائية في ميادين التعاون المؤسساتي والاقتصادي والبيئوي والطاقة المستقبلية. كما يزور الرئيس الفرنسي بمعية ملك المغرب في اليوم التالي لوصوله مسجد الحسن الثاني الكبير في الدار البيضاء. وقالت مصادر رئاسية فرنسية إن الزيارة «لفتة» من هولاند باتجاه الإسلام المغربي الذي يتميز بالاعتدال.

وستحفل المحطة الثانية من الزيارة «الرباط» بنشاطات مكثفة أهمها خطاب أمام مجلس النواب المغربي وآخر في منتدى رجال الأعمال في البلدين وحوار مع عينة من الشباب الجامعي المغربي في الجامعة الدولية في الرباط ولقاء مع نساء عاملات في الحقل الاجتماعي. وينهي هولاند زيارته بمؤتمر صحافي في المكتبة الوطنية في الرباط.

وشددت المصادر الرئاسية على أهمية خطاب هولاند أمام البرلمان المغربي معتبرة أنه سيكون مناسبة لعرض رؤية فرنسا لتطورات الأوضاع في المتوسط والعالم العربي وتتمات الربيع العربي ونتائجه وانعكاساته ولما يجري في أفريقيا. وسيتضمن الخطاب، وفق المصادر الفرنسية، «إشادة» بالتجربة المغربية الإصلاحية التي تراها باريس متناسبة مع روح العصر والطريقة «السلمية» للتغيير.

وعلى الصعيد الثنائي، تعتبر باريس أن العلاقات مع المغرب «استراتيجية واستثنائية» على السواء. وعلى الرغم من رغبة باريس في تقوية علاقاتها مع الجزائر وهو ما عبر عنه الرئيس هولاند في زيارته إلى الجزائر أواخر العام الماضي، فإن العلاقات الفرنسية - المغربية تبقى، وفق مصادر فرنسية رسمية «حالة على حده» بمعنى أنها «لا تشبه» أي علاقات أخرى.

ودأبت الأوساط السياسية والإعلامية على الموازنة بين ما هو قائم بين باريس والرباط من جهة وباريس والجزائر من جهة ثانية فيما أكدت أوساط فرنسية سياسية أن عهد هولاند سيتميز بالتقارب أكثر مع الجزائر ما قد يكون على حساب المغرب. لكن قراءة السياسة الفرنسية منذ أقل من عام وحتى الآن تفيد أن فرنسا تريد أن تتقارب أكثر مع الجزائر ولكن من غير الابتعاد عن المغرب وليس على حسابه بأي حال. وقات هذه المصادر: «علاقاتنا مع الجزائر شيء ومع المغرب شيء آخر».

وسبق للرئيس هولاند أن عبر أكثر من مرة عن إعجابه ودعمه لـ«المسار الإصلاحي الديمقراطي، الاقتصادي والاجتماعي» الجاري في المغرب. وأعربت الرباط عن دعمها المطلق لفرنسا في مالي وفتحت أجواءها أمام الطيران الفرنسي الحربي كما وضعت إمكاناتها في تصرف باريس.

ولم تتزحزح باريس عن موقفها من موضوع الصحراء الغربية الذي تتواجه فيه العاصمتان المغاربيتان وأكدت مصادرها أمس أن فرنسا تدعم خطة الإدارة الذاتية التي طرحتا الرباط وتعتبرها «الاقتراح الوحيد الجدي» للخروج من هذه الأزمة المزمنة التي تسمم العلاقات المغاربية. وكان الرئيس الفرنسي قال في الجزائر إن البلدين «صديقان» ووجود اختلافات في الرأي بينهما «ليس مشكلة».

ووقفت باريس دائما إلى جانب المغرب في مجلس الأمن الدولي. وواضح من وجهة النظر الفرنسية أن العلاقات مع المغرب تشكل «أحد ثوابت» السياسة الفرنسية المتوسطية والمغاربية مهما يكن لون الحكومة الفرنسية السياسي. ولعل أفضل برهان على ذلك أن الرئيس «اليميني» نيكولا ساركوزي حل في ضيافة ملك المغرب أكثر من مرة منذ خروجه من قصر الإليزيه.