زيباري: لا خلافات مع قطر.. وقضينا على إشاعات نالت من العلاقة قبل القمة عبر الحوار

وزير الخارجية العراقي اعتبر أن إعطاء الائتلاف السوري مقعد سوريا في الجامعة قضى على الحل السياسي

TT

كشف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن تفاصل الوصول إلى قرار شغل الائتلاف لمقعد سوريا في الجامعة. واعتبر في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الإجراء قضى على الحل السياسي. وكشف عن تفاصيل التوتر الذي ساد العلاقات العراقية - القطرية قبل القمة ووصفه بأنه علاقة غير مثالية وانتهى إلى حالة من الارتياح. وبعد أن تولى العراق رئاسة الدورة السابقة للجامعة العربية سلم الرئاسة إلى قطر هذا الأسبوع. وفي ما يلي نص الحوار:

* ما تقييمكم لنتائج القمة؟ وهل أضافت جديدا على خلاف القمم السابقة أم أن الفيصل في الحكم هو مستوى التنفيذ للقرارات؟

- كل القمم العربية مفيدة، وتجمع القادة العرب واللقاءات التي تجرى على هامشها والمباحثات الثنائية لكل الوفود وتبحث قضايا مصيرية أمانة، والعبرة ليست بالقرارات، ولكن بالتنفيذ، ونحن وبشهادة الجميع والأمانة العامة نفذنا أكبر قدر من القرارات التي كانت مترتبة على رئاسة العراق في تنفيذها. والتطور الذي حصل في قمة الدوحة مسألة مقعد سوريا.

* قبل الحديث عن مقعد سوريا تعرضت العلاقات العراقية - القطرية لبعض التوتر على أثر فتوى خرجت على لسان الشيخ القرضاوي بإهدار دم الرئيس السوري بشار الأسد وذكر اسم رئيس الوزراء نوري المالكي.. هل انتهت هذه الأزمة على خلفية مشاركتكم في القمة؟

- قبل القمة دعينا نقل إن العلاقات بين العراق وقطر ليست مثالية وتفتقد إلى الدفء والحرارة، لكن العلاقات مع القيادة القطرية من الناحية الشخصية متميزة ومثالية. وللحقيقة كانت لدينا إشكالات قبل القمة حول ثلاث مسائل، وهي أن الشيخ القرضاوي خرج على قناة «الجزيرة» وأحل دم الأسد، وعرضا قال كل من يدعمونه بمن فيهم المالكي، وهذا أثار سخط واستياء لأن هذه فتاوى خطيرة، وخلال اجتماع القاهرة في تاريخ 6 مارس (آذار) حصل حديث جدي مع الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حول هذا الموضوع وذكرتم له على أبواب انعقاد قمة في قطر والمفروض أن تهيأ الأجواء، وخصوصا أننا نريد تسليمكم رئاسة القمة بسلاسة ومن دون إشكاليات.. أرجو معالجة هذا الموضوع ونحن نعرف أن هذا الموضوع لا يمثل رأيكم مباشرة ولكن عندما يبث هذا البرنامج من «الجزيرة» ومن قطر يؤثر على العلاقة ثم حدثت بعد ذلك مضاعفات داخلية بعد برنامج القرضاوي وتساؤلات منها هل نذهب إلى القمة العربية في الدوحة أم لا نذهب وهل تبقى العلاقة مع قطر أم لا تبقى وفي نهاية النقاش الداخلي أكدنا أن العراق يجب أن يحضر ويشارك في القمة وعلى أعلى مستوى لأن هذه أمانة ومسؤولية أخلاقية وأدبية ومؤسسة القمة مؤسسة مستقلة ولا علاقة لها بعلاقات ثنائية. والأمر الثاني خرجت إشاعات قوية، والعراق الجديد أصبح سوقا للإشاعات حقيقة أن القطريين وجهوا الدعوة لطارق الهاشمي النائب السابق للرئيس والمحكوم عليه قضائيا لتمثيل العراق في القمة، وعليه قمنا باتصالات مع الجانب القطري ومع الأمانة العامة للجامعة العربية وتبين أن الهاشمي كان موجودا في الدوحة، ولكن قطر لم توجه له دعوة ولا شيء وإنما مجرد تشويش وهناك أطراف مغرضة تريد الإساءة لأي علاقة عراقية مع الدول العربية. وخلال وجودنا في الدوحة تمت معالجة هذا الموضوع، ولذلك حضورنا للقمة كان محل ارتياح قطري، وحتى قلنا لهم انظروا كيف تعاملنا معكم وقضينا على الفتنة التي كادت تؤثر على العلاقة وانتهى الموقف بكل احترام ومودة ولم نتوقف عند المشاركات المتبادلة.

* تقصد انتهى سوء التفاهم عبر الحوار؟

- صحيح، وقد عبر ذلك الأمير وولي العهد والشيخ حمد بن جاسم وقد أشادوا بالمشاركة العراقية وسارت الأمور بارتياح.

* والأمر الثالث الذي كان يعترض مثالية العلاقة مع قطر كما تفضلت؟

- مسألة التمثيل السوري، في القمة العربية وإعطاء مقعد سوريا للمعارضة أننا تحفظنا عليه وكذلك الجزائر، لكن لا نستطيع وقفه وقلنا إن ما حدث لا يتفق وميثاق الجامعة العربية ولا مع منظومة العمل العربي المشترك التي تأسست وذكرنا، أنه إذا كنتم ترغبون في تغيير النظام الأساسي والميثاق ليس لدينا مانع.

* ألا ترى أن موقف العراق من تمثيل المعارضة لمقعد سوريا في الجامعة سيؤثر على العلاقة في المستقبل؟

- لا، أبدا، ونحن التقينا بالمعارضة السورية مع معاذ الخطيب وغسان هيتو وبرهان غليون وجورج صبرا وشهير الأتاسي وقلنا لهم إن موقف العراق ليس ضدكم وإنما هو موقف قانوني وفق ميثاق الجامعة وليس صغرا بكم أو تقليلا من شأنكم وأنتم معارضون ثوريون ووطنيون ولا تربطون هذا بهذا وفي الحقيقة هم تفهموا موقفنا.

* تبقى علامات استفهام في الموقف العراقي بالنسبة لسوريا والذي يتزامن مع زيارة جون كيري لبغداد والمطالبة بوقف عبور السلاح للنظام عبر المجال الجو؟

- الإعلاميون دائما يربطون المسائل ببعضها والتسلسل لا ننكره ولكن هناك تفاصيل أخرى.

* هل يمكن معرفتها؟

- ما أريد قوله هو أن الدول الكبرى وأعضاء مجلس الأمن ليسوا كلهم مرتاحين من قرار القمة بإعطاء مقعد سوية للمعارضة لأن معنى هذا أنه وضع نهاية لكل محاولات الحل السياسي والتسويات الدبلوماسية للأزمة السورية، وهذا ما تم إبلاغنا به وليس هو الموقف الروسي فقط وإنما من الأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بأن هذا ليس الحل وبأن نفتح المجال بدعم المعارضة، وحتى ليلة انعقاد القمة تمت صياغة القرار بطريقة تضم الائتلاف والحكومة المؤقتة وكان الطرح هو كيف نعترف بحكومة مؤقتة وهناك حكومة أخرى عضو في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وأن هذا سوف يخلق إشكالية قانونية وسياسية لكثير من الدول وعليه صدر القرار كالتالي، لقد أخذت القمة علما بتشكيل حكومة انتقالية، لأنها لم تشكل، وأشاروا إلى أن الائتلاف الوطني السوري هو الذي يشغل مقعد سوريا في القمة حتى يتم إجراء انتخابات.

* كيف ترى ما أعلنه وزير الخارجية التركي بأن بلاده سوف تسعى لحصول المعارضة السورية على مقعد سوريا في الأمم المتحدة؟

- سيكون هناك جدل والمسألة أن الائتلاف المعارض السوري لا ينقصها الشرعية الدولية، وخلال مؤتمر مساندة الشعب السوري في فرنسا كانت هناك 140 دولة أيدت الائتلاف، إنما الموضوع الأساسي هو دعم هؤلاء كي يتمكنوا من تغيير موازين القوة على الأرض وهذا غير موجود، وهذه الخطوات التي اتخذت، الاعتراف والمقعد تؤدي إلى زيادة وتيرة القتل والعنف وسترون.

* إذن لا حل؟

- لا يوجد حل في الأفق وشغل مقعد المعارضة في الجامعة قضى عمليا على مهمة الأخضر الإبراهيمي.

* ولذلك هو تغيب عن مؤتمر القمة؟

- لم يحضر القمة.

* هل تتوقع محاولات لإحياء المسار السياسي؟

- قرارات القمة تضمنت التمسك بالحل السياسي.

* لكن مواقف أخرى ترى أن الاعتراف والمقعد للمعارضة لا يعني انتهاء الحل السياسي أو القضاء عليه وإنما تؤدي إلى توازن القوى التي تؤدي إلى الحل؟

- عندما نرفع العلم السوري ونضع علم الثورة انتهى الأمر السياسي.

* إذن الحسم سيكون عسكريا؟

- الحسم على الأرض وفي الميدان.

* ماذا عن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للعراق؟

- الزيارة ليست مفاجأة وإنما كانت مخططة وتوقيتها كان محددا بأربع ساعات وأبلغته بأنني مرتبط بتسليم رئاسة المجلس الوزاري إلى قطر في نفس اليوم الذي يزور فيه العراق وقد التقى السيد المالكي ورئيس مجلس النواب وأجرى مباحثات هاتفية مع رئيس الإقليم السيد مسعود بارزاني والجانب الثاني أن أميركا ما زالت ملتزمة بالاتفاقية الاستراتيجية مع العراق وتعهداته، وركز كيري خلال الزيارة للعراق على بحث الأزمة السياسية الداخلية وأكد أن هناك أزمة حقيقية ولا بد من القيادات والحكومة العراقية للتحرك في سبيل معالجة الأسباب وإلا سوف تهدد البلاد ككل وقد اشتكى الجميع لكيري، ونرى أيضا أن استمرار الأزمة في سوريا يهدد الوضع في العراق وكلما انتهت بسرعة كان أفضل، والأمر الثالث في زيارة كيري أن لديه معلومات بأن العراق يغض الطرف عن عبور أسلحة ومعدات، والتي تنقل من إيران إلى سوريا عبر الأجواء العراقية.

* وكذلك وجود اعتراف ضابط سوري منشق بعبور طائرات من موسكو في الأجواء العراقية؟

- هذا كذاب ومن أحد الأكاذيب القول إنها تتم بموافقات وزارة الخارجية، وهذا لن يحدث ولا توجد أي موافقة ولا عبور لشيء.

* وماذا طلب كيري من بغداد؟

- هو تحدث عن تأثير هذا الموضوع أي عبور الأسلحة، على التزامات أميركا مع العراق وأشار إلى أن لدى واشنطن معلومات مؤكدة عن رحلات الطائرات والتي تكثفت خلال الفترة الأخيرة والجانب العراقي طلب أدلة.

* والموقف؟

- العراق قام بعمليتي تفتيش للطائرات وترى واشنطن أن هذا غير كاف وفي نفس الوقت هم يتصورون أن هذه الرحلات هي ضد قرارات مجلس الأمن التي صدرت تحت البند السابع، وهذا يعني أن الدول الأعضاء ملزمة بمنعها، وأكثر من مرة قدمت إليهم الدعوة، أي دول مجلس الأمن وقلت لهم نحن غير قادرين، حتى لو لدينا الرغبة والقرار السياسي فإن العراق لا يمتلك، لأنه ليس لديه دفاع جوي وطيران، وتفضلوا لنرى كيف يمكن السيطرة.

* الأزمة السياسية في العراق إلى أين؟ هل أنت غاضب وتقيم في أربيل؟

- لست غاضبا من أحد، والأزمة الحقيقة أزمة عميقة وربما من أخطر الأزمات وللأسف ما زال هناك من يعتقد أنه ليس هناك أزمة وهذه هي المصيبة الكبرى، وأقصد وجود أزمة في تحالفات سياسية وشراكة، والعراق الجديد قام على التوافق ومشاركة وهناك أطراف تشعر بأنه، لا يجب مراعاة ذلك، والطرف الكردي حتى الآن هو في مرحلة التشاور، ولم يعلن بعد موقفه من الاستمرار في المشاركة أو الانسحاب، وقد تتضح الصورة خلال الفترة القادمة.

* إلى أي طريق سيكون الموقف الكردي؟

- الصورة تتضح بعد التشاور.

* سبق لرئيس الإقليم مسعود بارزاني قيامه بمبادرات للتوافق.. أين هي من أزمة اليوم؟

- حاول قبل هذه الأزمة وطرح مبادرة أخرى في محاولة لاحتواء الأزمة ومعالجة المظاهرات والاحتجاجات والانسحابات والاتفاق على برنامج مستقبلي، لكن حقيقة الأطراف الأخرى المعنية لم تتجاوب بالشكل المطلوب ولذلك نحن نفتقد حاليا الوسيط النزيه.

* طرح رئيس منظمة التعاون الإسلامي خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الاستعداد لحوار يجمع كل القوى السياسية في العراق على خلفية وثيقة مكة؟

- الجامعة لديها استعداد لبدء عملية التواصل مع القيادات العراقية، أما مقترح منظمة التعاون الإسلامي فهو مطروح وطرح أكثر من مرة ووثيقة مكة من الوثائق المهمة في تاريخ العراق الحديث حقيقة لأنها كانت وقفة لكل الأطراف حتى لا ينزلقوا في الحرب الطائفية، ومؤتمرات الجامعة حول الوفاق الوطني العراقي والمصالحة الوطنية وكلها ساعدت على تهدئة الأوضاع وتشكيل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق، وبالتالي نحن لا ننكر أن الأزمة في العراق حقيقية وليست مصطنعة، ولا ننسى تداعيات الأزمة السورية، وهذا ما كنا نتحدث عنه باستمرار عندما نتهم بالوقوف إلى جانب النظام في حين أننا نتخذ المواقف انطلاقا حرصا على مصالحنا، ونذكر بما حدث بالأمس في لبنان وما يحدث.. حكومة استقالت وبداية أزمة.

* هل هذا متوقع حدوثه في دول الجوار السوري؟

- إذا كان التأثير سيقف عند حد استقالات الحكومة والوزراء فليس لدينا مانع، ولكن الأمر سوف يمتد إلى الشارع مع توقعات بحروب أهلية وطائفية وهذا ما نخشاه، ونرى أيضا أن أوضاع المنطقة كلها تترقب نهاية الأزمة السورية، كما نشهد حاليا أيضا تحالفات وتحركات منها التقارب التركي الإسرائيلي الأخير، ومحاولات لحوار أميركي إيراني مباشر.