«الجيش الحر» يسيطر على بلدة داعل ويعزل درعا عن دمشق

الزعبي يصف قصف دمشق بـ«أمر عمليات خارجي»

مظاهرة مناهضة لنظام الأسد بحي بستان القصر بحلب أمس (رويترز)
TT

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن مقاتلي «الجيش الحر»، سيطروا بالكامل على مدينة داعل بمحافظة درعا. وتمتلك المدينة التي تربط دمشق بدرعا قيمة استراتيجية مهمة للنظام السوري فقد كانت، وفق ما أكده ناشطون، مركز إمداد للكثير من الحواجز المتواجدة في البلدات المحيطة. وبعد سيطرة المعارضة على بلدة داعل تصبح محافظة درعا جنوب البلاد «شبه معزولة» عن مواقع الجيش النظامي.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان «أن سيطرة المقاتلين على داعل أدت إلى قطع الطريق القديم، في حين أن الأوتوستراد الدولي «غير آمن» نظرا لمروره قرب بلدة خربة غزالة الواقعة خارج سيطرة النظام، كما أن الطريق بين مدينتي نوى ودرعا «مقطوع». وأشار «المرصد» إلى اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من «الجيش الحر» هاجموا كتيبة نظامية قرب بلدة المليحة الشرقية بدرعا، كما تحدثت مصادر المعارضة عن قصف براجمات الصواريخ والمدفعية من كتائب النظام على محيط المسجد العمري ومبنى البريد بدرعا البلد وعلى مدينة طفس.

وخرج السوريون أمس مجددا للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في جمعة أطلق عليها اسم «وبشر الصابرين» في إشارة إلى صبر السوريين على كل ما يعانونه من قتل وتدمير وتشريد.

وطغى حدث حصول الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة على مقعد سوريا في الجامعة العربية على شعارات المتظاهرين، إذ أنشد متظاهرو دوما في الريف الدمشقي «أخذنا مقعد الجامعة وجاي الدور على مقعد بشار» بينما رفع متظاهرو الوعر في محافظة حمص (وسط) لافتات كُتب عليها أن «مقعدنا (في الأمم المتحدة) حق لنا، لأن نظام الطاغية بشار فقد شرعيته».

وتوجه متظاهرو إدلب وحلب (شمال) ومناطق أخرى برسائل إلى رئيس الائتلاف معاذ الخطيب تطالبه بالعدول عن استقالته وكشف ما يجري في الغرف المغلقة. كما وجه متظاهرون آخرون سهام غضبهم إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وسياسته المترددة حيال تسليح المعارضة، رافعين لافتة «أيها الفرنسي لماذا تصر على تذكيرنا بأنك محتل سابق ولست صديقا حاليا».

أما على الصعيد العسكري، فأفاد ناشطون أمس أن الجيش الحر استخدم مضادات الطيران ضد الطائرات الحربية المغيرة على مخيم خان الشيح في ريف دمشق (جنوب غرب)، كما أكدوا مقتل طيار إثر إسقاط طائرته في سرجة بمحافظة إدلب.

وواصلت القوات النظامية عملياتها العسكرية ضد مناطق الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وسقط عدد كبير من الجرحى والقتلى جراء قصف قوات النظام لبلدة العتيبة بالطيران الحربي وراجمات الصواريخ.

كما قصفت مدفعيات النظام مدينة المعضمية وداريا (غرب) في ريف دمشق.

وفي منطقة القلمون أغارت طائرات قوات النظام على مزارع مدينة النبك، وقامت بقصفها وذلك بعد تمكن «الحر» من السيطرة على مستودعات الذخيرة في الفوج 413 القريب من مطار الناصرية العسكري. من جهتها ردت المعارضة السورية على تصريحات لوزير الإعلام السوري عمران الزعبي ربط فيها بين تسلم «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» مقعد سوريا في الجامعة العربية وارتفاع وتيرة العنف في دمشق، متهما من سماهم بـ«الإرهابيين» باستهداف الجامعات والمستشفيات والمدارس والأحياء السكنية في العاصمة بأمر «عمليات خارجي».

وقال هيثم المالح، رئيس مجلس أمناء «الائتلاف الوطني السوري المعارض» لـ«الشرق الأوسط» إن «مقاتلي المعارضة في دمشق يدافعون عن الناس ولا يمكن أن يستهدفوا المدنيين»، متهما النظام السوري بـ«تدمير سوريا». وأشار المالح إلى أن «تسلم المعارضة لمقعد سوريا في الجامعة العربية هو قرار سياسي مرتبط بنزع الشرعية عن نظام بشار الأسد». وأوضح هشام مروة، عضو «الائتلاف الوطني» والمجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط» أن «كلية العمارة التي تم استهدافها أول من أمس وجاءت تصريحات الوزير للتعليق عليها، معروفة بمواقفها المساندة للثورة»، متسائلا: «كيف يمكن أن تقصف المعارضة قطاعا دراسيا مدنيا مواليا لها؟».

وقال مروة إن «المنطقة التي تقع فيها الكلية تعتبر منطقة أمنية يتواجد فيها عناصر من الحرس الجمهوري والوحدات الخاصة، ما يعني أن اختراقها من جانب الجيش الحر أمر مستحيل»، مشيرا إلى أن «النظام السوري يقوم بسلسلة عمليات داخل دمشق لاستهداف المدنيين، موجها بذلك رسالة إلى أهالي الشام بألا خطوط حمراء لديه ويستطيع أن يقتل الناس في الجامعات والمساجد في حال تحركوا ضده».

ونفى مروة أن «يكون لقطر أو تركيا، بحسب ما أوحى الزعبي، أي علاقة بسير المعارك على الأرض»، مؤكدا أن «القرار الميداني كما القرار السياسي هو وطني بامتياز يخضع لحسابات المعركة الهادفة لإسقاط نظام الأسد».

وكان التلفزيون الرسمي السوري قد بث تصريحات للزعبي، أشار فيها إلى أن «تكرار عمليات إطلاق قذائف الهاون على أحياء متفرقة في وسط العاصمة السورية يأتي بأمر خارجي»، متهما «قطر وتركيا وبعض أجهزة الاستخبارات العربية والغربية بأنها ترمي اليوم بكل ثقلها ورهاناتها، في محاولة أخيرة ويائسة لتفكيك وإسقاط الدولة السورية». وقال الزعبي: «الأمر الخارجي يأتي بالتوازي مع إعطاء الجامعة العربية للمعارضة»، مشددا على وجود «قرار حاسم ونهائي لجيشنا وشعبنا وقيادتنا بالدفاع عن البلاد حتى اللحظة الأخيرة بعد قيام الإرهابيين بمهاجمة وسط العاصمة للإيحاء بأنهم قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أهداف عدوانهم على سوريا».

وجاءت تصريحات الوزير السوري بعد يوم على سقوط عدة قذائف هاون على مبنى كلية الهندسة المعمارية وسط دمشق، ما أدى إلى مقتل 15 طالبا. وتبادل الطرفان، أي المعارضة والنظام، الاتهامات بشأن هذا الحادث.

وفي شرق سوريا، تحدثت شبكة شام المعارضة عن اشتباكات عنيفة في دير الزور داخل حي الصناعة بين الجيش الحر والقوات النظامية، كما أفادت عن اشتباكات عنيفة بالفرقة رقم 17 ومحيطها شمال مدينة الرقة، بالتزامن مع قصف عنيف من الطيران الحربي.

وفي العاصمة دمشق، أفاد ناشطون أن الجيش النظامي قصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات منطقتي القابون وجوبر وأحياء دمشق الجنوبية، تزامنا مع قصف جوي على محطة الحافلات الرئيسية التي سيطر عليها «الجيش الحر» في منطقة البرامكة.

وفي ريف دمشق، أشارت «لجان التنسيق» إلى اشتباكات عنيفة في بلدات الذيابية والبحدلية بالتزامن مع قصف عنيف بمختلف الأسلحة الثقيلة على الذيابية والبحدلية ومخيم الحسنية وسقوط أكثر من مائة قذيفة خلال ثلاث ساعات.