«قاعدة المغرب» تتهم الفرنسيين بـ«دفعها» إلى إعدام رعاياهم المحتجزين في مالي

هاجس هجمات «الجماعة المسلحة» فوق التراب الفرنسي يعود بعد 18 سنة

TT

دعا تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، عائلات رهائن فرنسيين يحتجزهم منذ أكثر من عامين، إلى الضغط على الرئيس فرنسوا هولاند وحكومته لدفعه إلى سحب قوات بلاده من مالي. ووضع حياة المحتجزين في كفة، ووقف العملية العسكرية الجارية في مالي منذ شهر ونصف، في كفة ثانية.

وذكر التنظيم المسلح في بيان نشرته أمس مواقع إلكترونية تروج لأعمال شبكة «القاعدة»، أن الفرنسيين مطالبون بـ«ترك المسلمين (في مالي) وشأنهم، يختارون بكل حرية منهج حياتهم كما اختاروا هم منهج حياتهم».

وأوضح البيان متحدثا عن الحكومة الفرنسية التي تحارب عناصر «القاعدة» في الصحراء لإنهاء سيطرتهم على أجزاء من المنطقة: «إن الأمن اليوم في العالم مسألة كلية لا تقبل التجزئة، فإما تتركونا آمنين في ديارنا، وإما نهدر أمنكم كما تهدرون أمننا، فالخير بالخير والبادئ أكرم.. والشر بالشر والبادئ أظلم».

وينطوي هذا الكلام على تهديد بشن هجمات فوق أرض فرنسا، بعدما تعرضت مصالحها في السنوات الماضية للاستهداف، كخطف رعاياها في مالي والنيجر، ونشر الرعب في مواقع تحتضن استثمارات فرنسية.. ما أدى إلى غلقها ورحيل الفنيين العاملين فيها. كما اضطرت وكالات سياحية فرنسية إلى التوقف عن إرسال وفود السياح إلى مالي والنيجر وموريتانيا وصحراء الجزائر، بسبب تهديدات «القاعدة».

يذكر أن «الجماعة الإسلامية المسلحة»، وهي نواة «القاعدة المغاربية»، ضربت عمق فرنسا في صيف 1995 بواسطة تفجيرات بباريس خلفت ثمانية قتلى وعشرات الجرحى.

وهدد بيان التنظيم الذي يقوده الجزائري عبد المالك دروكدال، الشهير بـ«أبو مصعب عبد الودود»، بـ«القصاص العادل من كل الفرنسيين، لما أصاب ويصيب المسلمين في مالي من ظلم وعدوان الحكومة الفرنسية الظالمة وجيشها المعتدي، لأنكم انتخبتم حكومتكم بكل حرية». ويعني ذلك أن التنظيم عازم على استهداف الرعايا الفرنسيين من جديد، «داخل بلادهم وخارجها».

وأضاف: «نحذر الشعب الفرنسي من مغبة استمرار حكومته الظالمة في احتلال مالي، ونهب ثروات المسلمين في أفريقيا المسلمة برمته (..) لقد ظلت حكومتكم تكذب عليكم، وتتهم المجاهدين بقطع التواصل عبر الوسطاء المعروفين، وهي من قطعت الاتصال وغامرت بحياة أبنائكم بفعل سياستها الرعناء، ومحاولتها اليائسة لتحريرهم بأسلوب أثبت فشله».

ويعتبر الحديث عن «وسطاء» تأكيدا لأخبار عن وجود أشخاص ينتمون لقبائل طرقية في الساحل، كلفتهم المخابرات الفرنسية بالدخول في مفاوضات مع محتجزي الرهائن بهدف إطلاق سراحهم، واشترط الخاطفون فدية قيمتها 5 ملايين يورو نظير الإفراج عنهم. وأعلن هولاند لعائلات الرهائن لدى استقبالها الأسبوع الماضي، عن رفضه دفع الفدية.

وورد في بيان «القاعدة» أيضا أن «أبناءكم الرهائن لدى التنظيم ما زالوا إلى غاية كتابة هذا البيان سالمين، ما عدا الجاسوس فيليب فاردان الذي أعلن التنظيم عن قتله انتقاما لأطفالنا ونسائنا في شمال مالي، ولكننا لا نستطيع ضمان سلامتهم إلى ما لا نهاية بفعل عدوان حكومتكم وهجمات جيشكم على مواقع المجاهدين».

وكان الرئيس هولاند صرح لقناة «فرانس 2» أول من أمس الخميس، أن فيليب فاردان قتل فعلا. ويحتجز التنظيم منذ 16 سبتمبر (أيلول) 2010 أربعة فرنسيين هم: دانيال لاريب وتييري دول ومارك فيري وبيار لوغران، يعملون بشركة «أريفا» المختصة في استخراج اليورانيوم. وتم اختطافهم من منجم أرليت بالنيجر الذي يزود فرنسا بأهم حاجياتها من الطاقة النووية.

وذكر التنظيم الإرهابي أن الخاطفين «عبروا في الكثير من المناسبات عن نيتهم إيجاد حل عادل لملف الرهائن، ولكن الحكومة الفرنسية ظلت تماطل وتتهرب من مسؤولياتها تجاه رعاياها، وراحت تدفع المجاهدين لإعدامهم بمحاولاتها لتخليصهم عسكريا، وهي المحاولات التي فشلت في الكثير من المرات من الصحراء الكبرى إلى الصومال».

وأضاف: «إن رغبة الساسة الفرنسيين من اليسار إلى اليمين، في التخلص من ملف رهائنهم لدى التنظيم، ما زالت تحركهم نحو الحل الأسوأ، ألا وهو إعدام الرهائن بقصفهم العشوائي أو أيدي المجاهدين، وهو ما حدث بالفعل يوم 10 مارس (آذار) 2013 ميلادي، حين اضطر المجاهدون إلى تنفيذ تهديدهم بتصفية الجاسوس فيليب فاردان، المحتجز لدى التنظيم منذ أزيد من عامين، كرد فعل على احتلال مالي المسلمة واستهداف قواعد المجاهدين».