مناورات عسكرية روسية مفاجئة في البحر الأسود

تقارير: قبرص قد تسمح لموسكو بإقامة قاعدة بحرية على أراضيها

TT

أثار الأمر المفاجئ الذي باغت به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته المسلحة من على متن طائرته خلال رحلة العودة من جنوب أفريقيا حول بدء مناوراتها العسكرية في حوض البحر الأسود في الرابعة فجر الخميس الماضي دهشة وتساؤلات حول الأسباب الحقيقية لإصدار مثل هذا الأمر. وقال ديمتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي إن بوتين بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة لم يبلغ وزير دفاعه بهذا الأمر في وقت سابق والذي قال إنه لا يحتاج إلى إخطار الدول الأجنبية، نظرا لأن القانون الدولي لا يحتم مثل هذا الإخطار في حال عدم تجاوز عدد القوات المشاركة في المناورات السبعة آلاف فرد.

وقالت المصادر العسكرية إن المناورات التي بدأت بمشاركة سبعة آلاف جندي وضابط و30 سفينة حربية وأكثر من عشرين طائرة ونحو 250 آلية مدرعة ونحو 50 مدفعا تستهدف التأكد من درجة استعداد القوات المسلحة ومراجعة قدرات البحرية وإظهار مدى قوة القوات الروسية في هذه المنطقة بعد طول سبات على حد قول الجنرال ليونيد إيفاشوف الرئيس الأسبق لدائرة العلاقات الخارجية في وزارة الدفاع الروسية. ومن اللافت أن هذا الأمر صدر في توقيت مواكب لاندلاع الاضطرابات الاقتصادية في قبرص، وهو ما أبرزته وكالة أنباء «ريا نوفوستي» في معرض إشارتها إلى وجود مخاوف من احتمالات اتخاذ قبرص لقرارات تتعلق بمستقبل القاعدتين البريطانيتين الموجودتين هناك وما قد يتبع ذلك من مطالب بسداد فواتير حسابات هاتين القاعدتين التي تبلغ ما يقدر بمليار يورو قد تطالب بها قبرص، بريطانيا لتجاوز أزماتها المالية. وأشارت «ريا نوفوستي» إلى احتمال مطالبة قبرص بإجلاء القاعدتين البريطانيتين وقبول افتراض ظهور قاعدة بحرية عسكرية روسية في قبرص. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن حصول روسيا على قاعدة لقواتها البحرية في قبرص يمكن أن يعد تعويضا عن خسائر مواطنيها الذين أودعوا أموالهم في البنوك القبرصية. ونقلت الوكالة الروسية ما يقال حول احتمال وصول صواريخ روسية قادرة على تدمير أسطول كامل من البوارج الحربية مثل صاروخ «فولكان»، إلى «قلب» البحر المتوسط وهو ما وصفته بأنه «أخطر نذر الأزمة القبرصية».

وكانت وسائل الإعلام الروسية نقلت عن الناطق الرسمي باسم الكرملين قوله «إن المناورات المفاجئة التي تجريها القوات المسلحة على مثل هذا النحو تستهدف التثبت من استعداد القوات للقيام بمهمة غير متوقعة. وأعادت إلى الأذهان أن وزارة الدفاع الروسية كانت قد أجرت في فبراير (شباط) الماضي تفتيشا مفاجئا على عدد من معسكرات الجيش في وسط وجنوب البلاد». ويذكر المراقبون أن الرئيس بوتين كان قد أشرف بنفسه في يناير (كانون الثاني) الماضي مع وزير دفاعه الجديد سيرغي شويغو على سير ونتائج التدريبات الاستراتيجية الحالية التي قامت بها سفن الأساطيل الحربية الروسية في البحر الأبيض المتوسط بمشاركة 20 سفينة حربية وثلاث غواصات إحداها ذرية. وقال وزير الدفاع الروسي إن المرحلة الأولى من هذه التدريبات تضمنت المسائل المتعلقة بنشاط الطيران بعيد المدى في سماء عدد من المناطق فوق البحر الأسود وبحري البلطيق والترويج وفي أجواء المنطقة الشمالية الشرقية للمحيط الأطلسي وبمشاركة كل السفن الحربية الروسية الموجودة في مياه البحر المتوسط.