السلطات المصرية تأمر بتوقيف الإعلامي الساخر باسم يوسف بتهمة إهانة الرئيس

أكد مثوله للتحقيق اليوم

TT

فيما بدا أنه استمرار لنهج التصعيد ضد نشطاء وإعلاميين مناوئين للرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، قالت مصادر قضائية إن النائب العام المستشار طلعت عبد الله أصدر أمس أمرا بضبط وإحضار الإعلامي باسم يوسف وهو مقدم برنامج سياسي ساخر يُعرض على قناة فضائية خاصة، بتهمة إهانة الرئيس مرسي وازدراء الأديان.

وبينما لا يزال الجدل دائرا حول شرعية بقاء النائب العام الحالي (عبد الله) في منصبه، بعد أن قضت محكمة خاصة بالقضاة قبل أيام، ببطلان قرار عزل النائب السابق عبد المجيد محمود، حرك عبد الله الأسبوع الماضي عدة بلاغات ضد نشطاء معارضين للرئيس مرسي. وأكد يوسف على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» اعتزامه المثول أمام جهات التحقيق، قائلا بأسلوبه الساخر: «أمر الضبط والإحضار صحيح.. سأتوجه للتحقيق غدا (اليوم الأحد) إلا لو تفضلوا بإرسال بوكس (سيارة شرطة) ليأخذني اليوم ويوفر علينا المواصلات».

ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» الحصول على تعليق من يوسف الذي أغلق هاتفه الجوال أمس. لكنه واصل تعليقاته الساخرة على «تويتر» وكتب: «أنت جاي تدلي بأقوالك ولا جاي تهرج؟.. لا يا فندم أنا جاي أهرج.. من وحي التحقيق غدا».

وكان المستشار عبد الله قد أمر بانتداب المستشار محمد خليفة، المحامي العام الأول بالمكتب الفني للنائب العام، للتحقيق في بلاغات قدمها مواطنون تتهم يوسف مقدم برنامج «البرنامج» الأسبوعي الشهير بإهانة الرئيس مرسي وازدراء الأديان.

ومن جانبه قال المستشار خليفة في تصريحات صحافية أمس إنه باشر التحقيق في 4 بلاغات ضد يوسف، تتهمه بإهانة الرئيس وازدراء الدين الإسلامي في حلقات برنامجه، وهي الحلقات 6 و12 و14 و15، واستمع إلى أقوال المبلغين وعددهم 28 وهم محامي مقدم البلاغ عن الحلقة رقم 6، وثلاثة محامين أبلغوا عن الحلقة رقم 12، و12 محاميا عن الحلقة رقم 14، و12 مواطنا تقدموا ببلاغ جماعي عن الحلقة رقم 15.

ومنذ الاشتباكات التي وقعت الجمعة قبل الماضية بين أعضاء جماعة الإخوان ومحتجين في محيط المقر الرئيس للجماعة بحي المقطم (جنوب القاهرة)، استخدم الرئيس مرسي لغة حادة ضد خصومه السياسيين، وتوعدهم بالملاحقة القانونية.

وتسبب يوسف وهو طبيب اتجه إلى تقديم البرامج الساخرة في أعقاب ثورة 25 يناير، في إحراج الرئيس مرسي دوليا بعد أن بث قبل أسابيع مقطعا مصورا للرئيس حين كان عضوا بمكتب إرشاد الإخوان يحث فيه المصريين على تربية أبنائهم على «كراهية اليهود والصهيونية».

وصعدت شهرة يوسف سريعا كهاو بعد أن بث على موقع «يوتيوب» برنامجا يسخر فيه من أداء الإعلام الرسمي إبان الـ18 يوما التي شهدت مظاهرات حاشدة ضد الرئيس السابق حسني مبارك، والتي انتهت بتخليه عن السلطة في فبراير (شباط) عام 2011.

وتوالت أمس ردود الفعل الرافضة لملاحقة الإعلامي يوسف، وقال ضياء رشوان نقيب الصحافيين، إن ضبط وإحضار يوسف دليل على تحكم السلطة في حرية الإعلام، مضيفا خلال كلمة له أمام المؤتمر الذي دعا له وزير الإعلام تحت عنوان «رؤية مستقبلية حول مستقبل الإعلام»: «هناك تشريعات قائمة في مصر تضيق الخناق على أصحاب الرأي، سواء في الصحافة المكتوبة أو المقروءة»، مشددا على ضرورة مناقشتها.

من جانبه، قال السياسي الليبرالي أيمن نور في تصريح صحافي له أمس إنه «من حق باسم (يوسف) أن يمارس دوره الفني والإبداعي في إطار الحق في حرية التعبير»، فيما استنكر أحمد خيري المتحدث الرسمي باسم حزب المصريين الأحرار، أمر ضبط وإحضار يوسف معتبرا أن القرار «دليل على فشل النظام وعجزه».

وقال خيري، على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «عندما تخشى من إعلامي ساخر فاعرف أنك فاشل وعاجز.. بمناسبة ضبط وإحضار باسم يوسف».

من جانبه، دعا الروائي علاء الأسواني يوسف إلى عدم المثول أمام النائب العام. وقال الأسواني على حسابه الشخصي على «تويتر»: «أتضامن مع الإعلامي الموهوب الشجاع باسم يوسف ضد محاكم التفتيش الإخوانية، وأدعوه إلى عدم المثول أمام نائب عام غير شرعي أبطل القضاء قرار تعيينه».

وأثار خبر ضبط وإحضار يوسف غضبا واسعا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، لكن جمهورا أكثر تحفظا يرى في تعليقات يوسف خروجا على التقاليد المصرية. وتلزم الرقابة على المصنفات الفنية في مصر يوسف بالتنويه قبل بدء حلقاته أن محتوى برنامجه ساخر وغير واقعي ولا علاقة له بالأحداث، كما ألزمته بالتنويه عن أن برنامجه قد يحمل ألفاظا خادشة للحياء.

واختارت إدارة موقع «يوتيوب» برنامج يوسف كواحد من أكثر القصص نجاحا على مستوى العالم. وأعلن يوسف قبل قرار توقيفه أنه سيسافر للولايات المتحدة هذا الأسبوع للمشاركة في أحد أكبر المهرجانات في العالم، بناء على هذا الاختيار.

وتتنامى في مصر مخاوف من التضييق على الإعلاميين، بعد إحالة عدد من مقدمي البرامج الحوارية إلى التحقيق في بلاغات مماثلة، بالإضافة لمحاصرة مناصرين لتيار الإسلام السياسي مدينة الإنتاج الإعلامي مرتين منذ تولي الرئيس مرسي مهام منصبه منتصف العام الماضي.