أبو البرنامج النووي الإيراني: الشاه كان يريد إبقاء جميع الخيارات مفتوحة

قال إنه رفض عرضا من صدام.. واعتبر أنه لا مجال لتراجع طهران عن برنامجها

TT

يعتقد أكبر اعتماد الذي يعد أبا للبرنامج النووي الإيراني خلاف فترة حكم الشاه أنه ليس هناك مجال أمام إيران الآن للتراجع في برنامجها النووي، ويتذكر اعتماد، وهو في الثمانينيات من العمر حاليا ويقيم في باريس في مقابلة نادرة أجراها معه برنامج «توداي» في تلفزيون «بي بي سي» البريطاني، المفاوضات التي جرت بين طهران وواشنطن أنه عندما كان رئيسا لمنظمة الطاقة النووية الإيرانية خلال الفترة ما بين عامي 1974 و1978 والتي بدأت عندما أعلن شاه إيران عن رغبته في بناء محطات للطاقة النووية في البلاد، وكان هدف إيران العمل على إنتاج 23 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية، ولكن الولايات المتحدة أرادت فرض شروطها على حد قوله.

كان الأميركيون في بادئ الأمر، حسبما يروي، يدعمون هذه الخطة «ظنا منهم أنهم قد يكونون شريكا أساسيا لإيران في مساعدتها على تطبيق التكنولوجيا النووية». ويضيف قائلا: «كان لدي انطباع بأن الأميركيين يريدون فرض شروطهم على إيران وذلك هو ما جعلني أرفض التعامل معهم. ومع أننا ناقشنا شروط الاتفاق الثنائي على مدار أربعة أعوام متواصلة، لم نتوصل إلى أي نتيجة». ويؤكد أن الأميركيين أبلغوه بعد ذلك أن «إيران لا تمثل مشكلة بالنسبة لنا، ولكن الشروط التي نريد فرضها على إيران هي تلك التي نريد فرضها على دول أخرى مثل يوغوسلافيا والفلبين». ويشير اعتماد إلى أن الطلاب الإيرانيين كانوا يذهبون إلى واشنطن لدراسة البحوث النووية. وأوضح في المقابلة مع «بي بي سي» أن الشاه أراد أن يترك جميع الخيارات مفتوحة لكنه كان يدرك أن لديه القوة الكافية التي تجعله قادرا على حماية مصالح بلاده في المنطقة، ولذلك لم يكن يحتاج إلى القنبلة النووية، ولكن قال له تغير هذا الوضع، فسنضطر إلى تصنيع السلاح النووي، وكانت مهمتي في ذلك الوقت أن أوفر كافة العناصر التكنولوجية المتاحة في المجال النووي».

وبعد الثورة الإيرانية عام 1979 اعتقد الحكام الجدد التكنولوجيا النووية من خطط الولايات المتحدة للهيمنة على إيران، ولكنهم أدركوا في وقت لاحق أنه برنامج ناجح وعليهم الاستمرار في تنفيذه. و لكن اعتماد رفض طلبهم بالعودة.

وحول الأزمة الحالية بين طهران والغرب فيما يتعلق بالخطط النووية الإيرانية قال اعتماد في المقابلة إنه ليس هناك مجال للتراجع معربا عن اعتقاده بأن لإيران الحق في إجراء الأبحاث النووية، وتساءل قائلا: «إنهم يضغطون على إيران؛ فلم لا يضغطون كذلك على الهند وباكستان وإسرائيل؟». كما أعرب عن اعتقاده بأن إسرائيل أو الولايات المتحدة ليستا في وضع يمكنهما من مهاجمة إيران.

وقال اعتماد إن صدام حسين، التي كانت بلاده في حالة حرب مع إيران، حاول إقناعه بالعمل لصالح العراق، ولكنه رفض قائلا لصدام: «ما دمت تقاتل أهلي، فإنني لن آتي إلى العراق. إنك عدوي».

ويوضح اعتماد أنه رفض عدة عروض من بلدان كثيرة للعمل في برامجها النووية، وفضل البقاء في منفاه في باريس.