كرزاي يتوجه إلى قطر للتباحث حول فتح مكتب لطالبان

تدشين قناة رسمية للتواصل بين الحكومة الأفغانية والمتمردين

الرئيس الأفغاني حميد كرزاي
TT

غادر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي كابل أمس، متوجها إلى قطر لإجراء محادثات حول فتح مكتب تمثيل لحركة طالبان في الدوحة في إطار مفاوضات السلام، كما أعلن المتحدث باسمه. وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال المتحدث باسم الرئاسة ايمال فيضي «سنتحدث بالتأكيد عن عملية السلام وفتح مكتب (تمثيل) لحركة طالبان في قطر»، موضحا أن عددا كبيرا من أعضاء الحكومة يرافقون كرزاي. وحتى بداية العام الحالي، كان كرزاي معارضا لفكرة امتلاك الحركة المتشددة لأي مقر للاجتماع خارج أفغانستان خشية تجميد حكومته في إطار أي مفاوضات بين الولايات المتحدة والحركة. وكان كرزاي رفض في وقت سابق من هذه السنة فكرة فتح مكتب لحركة طالبان في قطر، متخوفا من استبعاد حكومته عن المناقشات بين المتمردين والولايات المتحدة. ثم غير رأيه. ورفضت حركة طالبان التفاوض مع كرزاي الذي تصفه بأنه «دمية» أميركية. لكن قبل أقل من سنتين على انسحاب القسم الأكبر من قوات الحلف الأطلسي التي تساند الحكومة الأفغانية، بات التوصل إلى اتفاق سلام واجبا، خشية تجدد اندلاع الحرب في البلاد التي شهدت نزاعا استمر أكثر من ثلاثة عقود. وفكرة فتح مكتب لطالبان في قطر، تعد خطوة هامة في إطار تدشين قناة رسمية للتواصل بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان. ومن المقرر أن تغادر القوات الغربية أفغانستان بشكل نهائي قبل نهاية 2014 ، وقال متحدث باسم الرئيس الأفغاني إنه «من المقرر أن تتناول المحادثات عملية السلام في أفغانستان وأوجه التعاون المشترك». وتعهد الرئيس الأفغاني ونظيره الباكستاني آصف على زرداري بالعمل سويا من أجل تحقيق السلام خلال ستة أشهر وكان كرزاي قد أعرب عن غضبه في وقت سابق مما وصفه بالمفاوضات المباشرة في الدوحة بين حركة طالبان ومسؤولين أميركيين دون مشاركته رغم نفي الحركة لإجراء مثل هذه المباحثات.

واتهم كرزاي طالبان بالتواطؤ مع الولايات المتحدة لإبقاء القوات الأجنبية في البلاد وهو ما يمثل تراجعا جديدا في العلاقات بين الرئيس الأفغاني وواشنطن أقوى داعميه. وكانت وزارة الخارجية الأفغانية قد أعلنت أن زيارة كرزاي هذه إلى قطر برفقة وفد وزاري كبير تأتي بناء على دعوة من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لبحث التعاون الثنائي، وإجراء مفاوضات سلام مع حركة طالبان.

ورفضت طالبان التفاوض المباشر مع الحكومة الأفغانية، فيما أعلنت الخارجية الأفغانية أن الحكومة ستشرع في المفاوضات فقط حين «ينهي مسلحو الحركة علاقاتهم بالقاعدة ويتخلون عن الإرهاب». وكانت حركة طالبان تحكم أفغانستان قبل أن تتم الإطاحة بها في هجوم قادته القوات الأميركية عام. 2001. يذكر أن كرزاي سبق له أن رفض بشكل قاطع خطة افتتاح مكتب لطالبان في الدوحة، كما هدد بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر في حال تحقيق هذه الخطة، لكنه غيّر موقفه لاحقا ووافق على تكليف ممثلين عن المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان بالتفاوض مع طالبان في قطر.

هذا وحث يان كوبيس الممثل الأعلى للأمم المتحدة في أفغانستان، الأربعاء الماضي، حركة طالبان على بدء مفاوضات سلام قبل نحو سنتين من انسحاب معظم قوات حلف شمال الأطلسي من هذا البلد. وبعد 11 عاما على وصول القوات الدولية التي طردت طالبان من الحكم في أواخر 2001 لم تستطع هذه القوات القضاء على هذه الحركة رغم إنفاق مئات مليارات الدولارات وعلى الرغم من انتشار أكثر من مائة ألف عسكري من الحلف الأطلسي حتى الآن في أفغانستان. وقال كوبيس، في مؤتمر صحافي، «إن رسالتي إلى حركة التمرد - وهي نوع من رسالة طويلة الأمد - تقول: أنتم أفغان وبلادكم، كما أتصور، عزيزة على قلوبكم، وترغبون في مستقبل مستقر وآمن لبلادكم». وسيغادر القسم الأكبر من القوات الأجنبية هذا البلد بحلول نهاية 2014 تاركة مهمة الأمن في أيدي القوات الوطنية التي لا تزال غير جاهزة رغم عددها الكبير، وسيبدأ حوالي 352 ألف شرطي وجندي أفغاني تولي مهمة الأمن في عام 2015.