الرئيس اليمني: الحوار الوطني مصيري وهو الوسيلة الوحيدة لتجنب الحرب الأهلية

قتيل و3 جرحى في عدن.. وبن عمر يواصل مساعيه مع المعارضة الجنوبية بالخارج

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يتحدث خلال مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن هناك جهات تسعى إلى عرقلة مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي انطلقت أعماله في 18 من مارس (آذار) الحالي، في وقت يواصل فيه المبعوث الأممي إلى اليمن لقاءاته ومشاوراته مع المعارضة الجنوبية في الخارج، من أجل التوصل إلى صيغة تتعلق بلحاقها بركب الحوار الوطني، في حين قالت مسؤولة في مؤتمر الحوار إن من حق الجنوبيين تقرير مصيرهم.

وترأس الرئيس اليمني، أمس، الجلسة العامة الثامنة لمؤتمر الحوار، التي جرى فيها تقسيم أعضاء المؤتمر إلى فرق ميدانية، وقال في كلمة له إن «هناك من لا يريد الحوار، وهناك من يعمل ضده، وهناك من يحاول خلق المشكلات والعوائق تجاه استمراره»، وإن الأحداث الأخيرة في صنعاء وعدن ما هي «إلا مؤشر على ذلك، ولذلك عندما تدركون ذلك فأنا على يقين أنكم ستحرصون بأن لا تنعكس سلبا على أعمال المؤتمر أي أحداث من هذا القبيل في أي محافظة كانت»، وحذر هادي من حرب أهلية قد تدخل فيها البلاد إذا ما فشل الحوار الوطني، حيث قال إن «الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي ستجنب شعبنا الدخول في حرب أهلية وصراع مسلح وتدمير شامل لكل مقدراته وآماله».

وتطرق هادي إلى الأوضاع في جنوب اليمن والأحداث الدامية التي تشهدها مدينة عدن منذ عدة أيام، واتهم الفصيل الذي يتزعمه نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض بالقيام بفرض العصيان المدني في عدن بالقوة المسلحة.. الأمر الذي يؤدي إلى أضرار كبيرة تلحق بالمواطنين، وأشار إلى توجيهات صدرت بتعزيز كافة أقسام الشرطة بفرق من وحدات مكافحة الشغب، ودعا «الحراك الجنوبي» إلى تنفيذ مسيرات سلمية وغير مسلحة كالمعتاد، ولكن ليس فرض العصيان بالقوة المسلحة.

وشهدت عدن أمس موجة جديدة من المواجهات العنيفة بين قوات الأمن وعناصر الحراك، في سياق تصعيد الأخير من احتجاجاته الرافضة للحوار الوطني الشامل ومطالبته بفصل جنوب البلاد عن شمالها، وقال شهود عيان ومصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن شخصا واحدا على الأقل قتل وجرح نحو 4 آخرين في تلك المواجهات بعدن.

إلى ذلك، هدد أعضاء الحراك الجنوبي المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل في صنعاء بمقاطعة المؤتمر، وذلك على خلفية تشكيل الفرق الميدانية الـ9 التي ستعمل على النزول الميداني بالمحافظات اليمنية المحددة في إطار بلورة أفكار ورؤى بشأن مخرجات الحوار الوطني، وقال مصدر جنوبي في مؤتمر الحوار لـ«الشرق الأوسط»، رفض ذكر اسمه، إن هناك مشاورات تجري حاليا بين المشاركين الجنوبيين، وبالأخص المعارضون، من أجل اتخاذ قرار المقاطعة والانسحاب أو الاستمرار، مع إشارته إلى احتمال التوصل إلى حل للمشكلة التي تكمن في تمثيل أعضاء الحراك في الفرق الميدانية الـ9، حيث يمثل في حصة الجنوب جنوبيون ينتمون لتيارات سياسية في الساحة اليمنية على حساب حصة المعارضين منهم في الحراك، وبالتالي تقل نسبة تمثيل الحراك والجنوب عن الـ50 في المائة المنصوص عليها، واعتبر المصدر «ذلك التفافا على النظام الداخلي لمؤتمر الحوار الوطني».

من ناحية أخرى، قالت مصادر سياسية مطلعة إن المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر التقى مساء الجمعة في دبي بالإمارات العربية المتحدة 3 من قيادات المعارضة الجنوبية في الخارج، وهم: عبد الرحمن الجفري، رئيس حزب الرابطة، وسالم صالح محمد، وحيدر أبو بكر العطاس، وقال الجفري لـ«الشرق الأوسط» إنه جرى الاتفاق مع بن عمر على عقد لقاء جنوبي موسع في الخارج لكافة ألوان الطيف السياسي الجنوبي سيعمل على الترتيب له المبعوث الدولي.

على صعيد متصل، قالت أفراح الزوبة، الأمين العام المساعد لمؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن، إنهم في الأمانة العامة مع خيار الجنوبيين في تقرير مصيرهم بأنفسهم، وأشارت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أنها ليست ضد أن يختار الجنوبيون شكل النظام الذي يريدونه، مؤكدة أن على الشماليين طمأنة الجنوبيين وعدم النظر إليهم كمصدر للثروة والأرض والمساحة، وأشارت الزوبة إلى أن الأسبوعين المنصرمين من المؤتمر انقضيا في الاستماع لما لدى الأطراف المشاركة في المؤتمر، ولم يتم حتى الآن نقاش أي قضية بشكل عميق، وإلى أن هناك ظواهر مدهشة في المؤتمر لم يعتدها اليمنيون وأدهشتهم وأدهشت الآخرين، وهي أن اليمنيين لأول مرة يجتمعون على طاولة حوار كالجارية حاليا، ويتحدث كل طرف بسقف مرتفع جدا يصل إلى قضية الوحدة اليمنية وبقائها من عدم بقائها، وعن الفيدرالية، وغيرها من القضايا التي لم يكن مسموحا الحديث عنها.