«الشؤون الإسلامية» تقترح إنشاء مصرف إسلامي لخدمة الأوقاف الخيرية

في كلمة أمام باحثين من 13 دولة دشنوا أمس المؤتمر الدولي الرابع للأوقاف

TT

أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف السعودي الشيخ صالح آل الشيخ أن بلاده تسعى إلى وضع استراتيجية واضحة للنهوض بالوقف الخيري في المملكة، وبين الوزير أن المؤتمر الدولي الرابع للأوقاف الذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية ضمن فعاليات الاحتفال بالمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013 هدفه وضع استراتيجية لها أهداف بعيدة لخدمة الوقف الإسلامي.

وتابع آل الشيخ حديثه قائلا في كلمة أمام باحثين من 13 دولة شاركوا في المؤتمر: «هذا يعتبر إيمانا منا جميعا بأن الوقف في الشريعة الإسلامية ركن ركين في أساسها الفقهي والعملي، وهو سنة إسلامية لم يسبق أمة الإسلام إليها أمة من الأمم، كما أن الصدقة الحالية أعظم صورها الوقف».

وبين وزير الشؤون الدينية خلال المؤتمر الذي جاء بعنوان «نحو استراتيجية تكاملية للنهوض بالوقف الإسلامي» أن المنظمين يسعون للخروج من هذا التجمع الدولي بتصور لأنظمة كافية تضمن حماية الوقف من الاعتداء، مضيفا بأن تخوف الأغنياء من الوقف لعدم توفر التقنين والأنظمة في البلاد الإسلامية التي تحفظ لهم حقوقهم.

واقترح الوزير أن يعقب هذا المؤتمر ورشة عمل تخصص لموضوع واحد وهو إيجاد بنك إسلامي وقفي للمسلمين تصب أرباحه في خدمة إدارة الأوقاف والنهوض بها.

ومن وجهة نظر الوزير فإن مفترق الطرق يكمن في عدم وجود التنظيمات الكافية حكومية كانت أو أهلية للنهوض بالوقف الإسلامي، ويوجه آل الشيخ حديثه للحضور قائلا: «لا بد من النهوض بالوقف في الجهاز الحكومي وأداء الدول، وكذلك في الأداء الأهلي من خلال إيجاد صيغ ونماذج وقفية جاهزة يقر عليها القضاء ليضمن أهل الأوقاف الحفاظ على أموالهم».

وبرر وزير الشؤون الإسلامية حالة الضعف التي يشهدها الوقف حاليا بسبب غياب التنظيمات الكافية لحفظ حقوق الموقفين، مضيفا أن دولا كثيرة في العالم الإسلامي أساءت للوقف والأوقاف القديمة فمنهم من ألغى الوقف كليا ومنهم من صرفه في غير شرط الواقف، ومنهم من أبقاها على استحياء.

وختم آل الشيخ بالقول: «نسعى في هذا المؤتمر للخروج بتصور لأنظمة كافية تضمن حماية الوقف من الاعتداء وتجعل الوقف خادما للإنسان المسلم، فالعلماء أجازوا الوقف على كل ما ينفع الإنسان حتى غير المسلم وحتى الحيوان».

بدوره قال مدير الجامعة الإسلامية ورئيس اللجنتين العلمية والاستشارية العليا للمؤتمر الدكتور محمد بن علي العقلا، إن «المؤتمر يهدف بصفة رئيسة إلى بلورة مجموعة من الخطط العملية لتحقيق أهداف بعيدة المدى للمؤسسة الوقفية، وتتمثل في تطوير منظومة تشغيل الأوقاف وإدارتها وإعادة هيكلتها، وتحديد الخطوات التنفيذية والآليات الواضحة لتوجيه مؤسسة الأوقاف نحو المستوى المرغوب فيه».

وأضاف العقلا، أن الجامعة تلقت أكثر من أربعمائة ملخص بحث، فحصت بدقة وتم اختيار الأنسب منها، وقد وصل بالفعل إلى اللجنة العلمية ما يزيد على المائة والعشرين بحثا، أخضعت جميعها للتحكيم العلمي الدقيق، واجتاز التحكيم منها خمسة وأربعون بحثا سوف يتم عرضها ومناقشتها في المؤتمر.