أردوغان يؤكد تطلع تركيا لشراكة مع كردستان في مجال الطاقة

مصدر كردي: الإقليم يحتل موقعه على خارطة الدول المصدرة

TT

كشف مصدر كردي مقرب من حكومة إقليم كردستان، التي يرأسها نيجيرفان بارزاني، أن «هناك انفتاحا تركيا وأوروبيا على السياسة النفطية التي تنتهجها حكومة بارزاني، وأن حكومة الإقليم تلقت تطمينات من عدة أطراف دولية بالتعامل بشكل إيجابي مع تلك السياسة التي تستند إلى مبادئ وأسس الدستور العراقي».

وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن «الزيارة الناجحة التي قام بها رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني مؤخرا إلى كل من ألمانيا وتركيا مهدت الطريق أمام الإقليم ليحتل موقعه على خارطة الطاقة العالمية، حيث إن العديد من الدول تنظر إلى إقليم كردستان كمنطقة واعدة لتجهيز الطاقة، وبدا الاهتمام الدولي واضحا أثناء مشاركة بارزاني في المؤتمر الدولي حول الطاقة والأمن الذي انعقد في برلين قبل عدة أيام، إذ التقى هناك بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وطلب منها دعما للسياسة النفطية التي تنتهجها حكومته والتي تتناسب وتتلاءم مع الدستور العراقي، وأكدت ميركل من جانبها أنها ستحث الشركات الألمانية المتخصصة بالطاقة لزيارة إقليم كردستان والعمل في مجال الاستثمار النفطي فيه، وبذلك تكون كردستان قد وضعت أقدامها على أول الطريق للدخول إلى الأسواق العالمية كمنطقة منتجة ومصدرة للطاقة».

وحول لقاءات بارزاني في تركيا كشف المصدر أن «الزيارة لم تكن معلنة في وقتها، وعندما كان بارزاني في ألمانيا للمشاركة في المؤتمر الدولي للطاقة تلقى دعوة عاجلة لزيارة تركيا، وهكذا كان، ولا نعرف أسباب الإعلان عن الزيارة من قبل المسؤولين الأتراك، ولكن مع ذلك فقد أجرى بارزاني هناك محادثات مثمرة أسفرت عن الاتفاق على فتح معبر ثان بين الإقليم وتركيا، إلى جانب بحث المسائل المتعلقة بالاستثمارات في مجال الطاقة والتعاون الاقتصادي بين الطرفين».

من جهته، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أن «تركيا تبحث حاليا عن أسس شراكة مساهمة في مجال الطاقة مع حكومة إقليم كردستان». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن من شأن هذا التصريح أن يعمق الأزمة التي تعاني منها العلاقات بين العراق وتركيا على خلفية اندفاع تركيا نحو تطوير تعاونها الاقتصادي مع إقليم كردستان، خاصة في المجال النفطي، وقبولها بمد خط نفطي ناقل من إقليم كردستان إلى الموانئ التركية. وبدا من خلال تصريحات أردوغان أمس أن تركيا منطلقة نحو تأسيس شراكة في المجال النفطي مع الإقليم، إذ أشار رئيس الوزراء التركي إلى أن بلاده «تسعى حاليا للتباحث مع إقليم كردستان بشأن أسس شراكة مساهمة مشتركة بمجال الطاقة مع الإقليم، وهي ماضية لتوقيع اتفاق تجاري بهذا الشأن مع قيادة الإقليم». وأوضح أردوغان أن «الخط الحالي لنقل النفط عبر الخط العراقي لا يعمل بكل طاقته، حيث من المقدر أن يصدر العراق سنويا عبر هذا الخط ما يقرب من 70 مليونا و900 ألف طن من النفط إلى الأسواق العالمية، ولذلك يتطلب الأمر تفعيل هذا الخط، بالإضافة إلى مد خط آخر لنقل النفط والغاز من العراق عبر تركيا».

ودافع أردوغان عن علاقات بلاده النفطية مع كردستان، مؤكدا أنه يحق لكردستان العراق بموجب الدستور العراقي استخدام مواردها من الطاقة مع الدولة التي تختار. وتساءل «لماذا تظنون أن منطقة شمال العراق أرادت إبرام اتفاق معنا؟ لأنها لا تستطيع التوصل إلى اتفاق مع (رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي». وأضاف «لا مادة في الدستور العراقي تمنع (حكومة كردستان العراق) من إبرام اتفاق معنا». وأكد أن الجانبين يستفيدان من هذا الاتفاق.