تركيا تحض تركمان سوريا على «تحديد دورهم في مستقبل البلاد»

أردوغان يدعو «إرهابيي الكردستاني» إلى إلقاء السلاح ومغادرة البلاد

TT

دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التركمان في سوريا إلى «العمل في إطار تشكيل سياسي واسع النطاق وشامل يمكنهم من خلاله إسماع صوتهم والحصول على الوضع الذي يستحقونه في سوريا ديمقراطية جديدة»، مشددا على «الأهمية القصوى لتمثيل التركمان في الحكومة السورية المشكلة حديثا».

وقال في اجتماع استضافه منتدى التركمان في العاصمة التركية أنقرة، بمناسبة تأسيس جمعية التركمان السوريين، إن بلاده لن تقف صامتة إزاء معاناة «أشقائنا التركمان في سوريا»، مشيرا إلى أن جمهورية تركيا تثير «مصالح أشقائنا التركمان في كل محفل بصوت عال وسوف تواصل ذلك».

وبدوره، شدد وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، على أن المرحلة في سوريا الآن هي مرحلة إنشاء البلاد، مؤكدا أن منبر تركمان سوريا يسهم في وضع حجر أساس ذلك، حاثا إياهم على عدم التعامل بشكل مناطقي، وبعصبيات بسيطة. وأضاف «قد تحصل صراعات بين المناطق، واختلافات معينة، إلا أن المرحلة مهمة، وتحتاج إلى المحافظة على توحيد الصف»، داعيا إياهم إلى سحب البساط ممن يعملون على التفرقة وإحداث الفتنة». ونبه إلى ضرورة أن يعمل التركمان، إلى جانب بقية أطياف المعارضة السورية، تحت مظلة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مناشدا إياهم «عدم الحقد والكراهية، بل الحب والعقل، الذي هو الحكم، فالائتلاف يضم جميع السوريين، باختلاف قومياتهم وأعراقهم».

وذكّر داود أوغلو بنقطة التحول التي تمثلت في تسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى الائتلاف الوطني، ورفع علم الاستقلال، الذي أضحى رمزا للثورة السورية، في مؤتمر القمة العربية المؤخرة في الدوحة، في وقت دعا فيه المعارضة السورية، إلى تمثيل التركمان بشكل فاعل، مضيفا أنه أوصى رئيس الحكومة المؤقتة، غسان هيتو، بتشكيل حكومة تضم جميع المكونات السورية. وحث تركمان سوريا كي يحددوا دورهم في مستقبل البلاد، بعد انتصار الثورة، لأن التركمان أُبعدوا بشكل واضح عن المجتمع، فكانوا يخفون هويتهم، رغم أنه يجب لأحد ألا يمحي أحد هوية أي أقلية «لأنهم باقون هناك، وسيبقون إلى يوم القيامة». ولفت إلى ضرورة أن يأخذ التركمان موقعهم، في ظل تشكل الشرق الأوسط الجديد، وأن يكونوا جسرا بين بلادهم والأناضول، متسلحين بالعلم والتنظيم، مؤكدا أن الجميع في تركيا يدعون لهم، حيث إن التركمان لم ينسهم أحد، ولن ينساهم أبدا. وأشار إلى أن السوريين من التركمان والعرب والأكراد قدموا أروع البطولات في مقاومة نظام غاشم، موجها تحية للشباب الذين يصارعون النظام، مشددا على أن الحكومة التركية ستقف إلى جانب التركمان، والشعب السوري، وهي دائما تتعهد بمساعدة للمعارضة، إلا أن تحديد مصير سوريا هو بيد السوريين، مؤكدا أن عليهم أن يعلموا بوقوف تركيا إلى جانب قراراتهم.

وشدد أردوغان على أنه من المهم بالنسبة للحكومة التركية أن يترك عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) «الإرهابية» سلاحهم أولا ويختاروا الوجهة التي سيتوجهون إليها بعد مغادرة تركيا من دون سلاح، موضحا أن «وجهتهم القادمة لا تعني الحكومة»، معتبرا أن «ازدهار جنوب الأناضول، وتركيا بصفة عامة، وتقدمها للوصول إلى المراتب التي تستحقها، أمر مرهون بانتهاء الإرهاب في البلاد». وأشار إلى أن مفاوضات السلام في تركيا «تسير بشكل ناجح، وأنها ستسير كذلك في المستقبل»، لافتا إلى أن التناول الإيجابي من قبل الإعلام لتلك المفاوضات يسهم بشكل كبير في نجاحها بالشكل الذي ترغب فيه جميع الأطراف المعنية.

ولفت أردوغان إلى أن هناك بعض الأطراف من داخل تركيا وهي بعض المعارضة، ومن خارجها، لا تريد للبلاد أن تنعم بالهدوء والاستقرار في المنطقة، موضحا أن تلك الأطراف تعرف أن استقرار تركيا يعني تقدمها بشكل أكبر مما هي عليه الآن، وهذا ما لا يريدون، بحسب قوله.

وعما إذا كان كل من العراق وإيران سينتهج نهجا من شأنه عرقلة مفاوضات السلام في تركيا، قال أردوغان إن العراق حاليا يفتقر إلى الوحدة، موضحا أنه لا يرى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قوة قائمة بذاتها، بل يرى القوة في الشعب العراقي وحده. وانتقد أردوغان مواقف الحكومة العراقية التي تنادي في بعض الأحيان بأهمية الديمقراطية، وإقامة عراق جديد مبني على أسس من الديمقراطية، ومن ناحية أخرى تحيك الألاعيب للانقضاض على الشرعية والديمقراطية.