التعاون العسكري يطغى على زيارة الرئيس اليمني إلى موسكو

دبلوماسي يمني لـ«الشرق الأوسط»: هادي سيطمئن الروس بأن انتقال السلطة في اليمن لن يؤثر على العلاقات مع روسيا

TT

يبدأ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اليوم، زيارة إلى روسيا الاتحادية هي الأولى له منذ انتخابه في فبراير (شباط) 2011، في حين أجرى وزير الخارجية الفنلندي مباحثات قصيرة في صنعاء بشأن مواطنين فنلنديين اثنين مختطفين في صنعاء على يد جماعة إرهابية.

وقال دبلوماسيون يمنيون لـ«الشرق الأوسط» إن الزيارة التي يقوم بها هادي إلى روسيا تهدف إلى أمرين، الأول سياسي والثاني عسكري، والأخير يحتل أهمية كبيرة في المباحثات التي سيجريها الرئيس اليمني مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين والمسؤولين الروس. وأكد الدكتور عبد الوهاب الروحاني، السفير اليمني السابق لدى روسيا، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن زيارة هادي إلى موسكو تهدف إلى «طمأنة بشأن الأوضاع في اليمن، لأن الجانب الروسي لديه مفهوم ونظرة خاصة بشأن ثورات الربيع العربي تختلف عن النظرة والمفهوم الذي لدى الدول الغربية»، وأن هادي سيؤكد للمسؤولين الروس أن «الانتقال السلمي للسلطة الذي حدث ويحدث في اليمن لن يؤثر على العلاقات اليمنية – الروسية».

وتأتي زيارة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى روسيا في ظل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ترعاه الدول الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، والتي بينها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وبينها روسيا، وأيضا مع قرب الاحتفال بمناسبة مرور 85 عاما على توقيع أول اتفاقية بين الاتحاد السوفياتي (السابق) واليمن عندما كانت المملكة المتوكلية اليمنية إبان عهد الإمامة.

ويؤكد المراقبون في اليمن أن الزيارة ستركز على التعاون اليمني - الروسي في المجال العسكري، حيث إن تسليح الجيش اليمني في مجمله، تقريبا، هو روسي الصنع، وفي هذا الخصوص يقول السفير الروحاني لـ«الشرق الأوسط» إنه «إلى جانب بحث العلاقات الثنائية والوضع السياسي في اليمن، سيتم التأكيد للروس على أن العلاقات ستظل على ما كانت عليه في السابق، لأن الجيش اليمني يعتمد في تسليحه على المعدات العسكرية الروسية»، وبالتالي «سيتم بحث التعاون العسكري بين البلدين وهذا، تقريبا، ما يهم الجانب الروسي، لأن العلاقة في ما مضى كانت تتركز على التعاون العسكري، وكلما كانت تقترب من توسيع العلاقة في الجانب التجاري والتعاون الاقتصادي كانت تنكمش مباشرة».

ويشير الدبلوماسي اليمني إلى أن هناك صفقات كبيرة تمت بين اليمن وروسيا في الفترات الماضية، وصلت قيمتها إلى أكثر من 6 مليارات دولار، وإلى أن هناك «بعض قضايا عالقة في جانب صفقات أسلحة روسية بيعت إلى اليمن ستتم تصفية بعض الحسابات فيها»، مؤكدا أنه و«من خلال تشكيلة الوفد المرافق للرئيس اليمني يتضح أن هدف الزيارة بحث التعاون العسكري في المقام الأول».

وفي السياق ذاته، قالت مصادر سياسية يمنية رفيعة، رفضت الكشف عن هويتها، لـ«الشرق الأوسط»، إن المباحثات التي سيجريها هادي مع المسؤولين الروس ربما تسفر عن صفقات أسلحة روسية جديدة لليمن في إطار دعم روسيا لصنعاء في المجال العسكري ومجال محاربة الإرهاب، إضافة إلى تصفية القضايا العالقة التي أشار إليها سفير اليمن السابق لدى روسيا. وقالت هذه المصادر إنه إذا ما تمت صفقة أسلحة فإنها ستكون الأولى التي تتم في عهد الرئيس عبد ربه منصور هادي.

على صعيد آخر، أجرى وزير الخارجية الفنلندي، آركي تومي اريا، مباحثات أمس مع الرئيس هادي تتعلق بقضية المختطفين الفنلنديين لدى تنظيم القاعدة في اليمن، إلى جانب مواطن نمساوي، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على يد مسلحين من «القاعدة» من وسط ميدان التحرير في العاصمة صنعاء. وفي الوقت الذي ما زالت فيه جماعات إرهابية تحتجز الرهينتين الفنلنديتين والنمساوي، فإن هذه الجماعات تستمر في احتجاز القنصل السعودي في عدن عبد الله الخالدي، الذي لا يزال في قبضة التنظيم الإرهابي منذ قرابة عامين.