الجزائر تبلغ روس استعدادها لقبول قرار الصحراويين حتى لو كان الاندماج في المغرب

زعيم «البوليساريو» يراسل العاهل المغربي: أوقفوا جنودكم عن ارتكاب السلوك المشين باسمكم

TT

أبلغ مسؤولون جزائريون المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس بتمسكهم بمبدأ «تقرير المصير» عن طريق استفتاء تشرف عليه الأمم المتحدة، كأفضل حل لنزاع الصحراء الذي يدوم منذ 38 سنة.

ونقل عن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي قوله لروس، الذي بدأ زيارة للجزائر أمس، إن مسؤولي بلده «مستعدون لقبول أي مصير يوافق عليه الصحراويون، بما فيه الاندماج في المغرب». كما نقل عنه أن مبدأ تقرير المصير «اختارته الجزائر عندما توجهت نحو الاستفتاء لإنهاء استعمارها (1962)، فطبيعي أن تريده لكل الشعوب التي تعاني الاحتلال». ويرتقب أن يلتقي مبعوث الأمم المتحدة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة اليوم، قبل أن يغادر الجزائر.

وذكر روس أول من أمس، في ختام زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف (جنوب غربي الجزائر)، أن «الوضعية الخطيرة في منطقة الساحل وما جاورها، أصبحت تتطلب حلا عاجلا أكثر من أي وقت مضى».

وقال في نفس السياق «أجريت مباحثات مع قيادة جبهة البوليساريو وأمينها العام السيد محمد عبد العزيز وكذا ممثلي المجتمع المدني لإيجاد أفضل السبل لدفع مسار التفاوض مع المغرب». وأضاف: «سأقدم نتائج جولتي التي ستقودني إلى نواكشوط ثم الجزائر إلى مجلس الأمن في 22 أبريل (نيسان)».

وزار روس مدينة العيون حيث التقى بعدد من أعضاء عائلات المعتقلين السياسيين الصحراويين. وتم خلال هذا اللقاء تقديم عرض لروس لمختلف أطوار المحاكمة والأحكام التي وصفت بـ«القاسية» التي أصدرتها المحكمة العسكرية بالرباط في حق نشطاء سياسيين.

واغتنم أعضاء عائلات المعتقلين السياسيين الصحراويين فرصة وجود الممثل الأممي بينهم، ليلفتوا انتباهه حول ما سموه «الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والنهب الممنهج لثروات الصحراء الغربية».

وجاء في «وكالة الأنباء الصحراوية» أمس أن ممثلي «اللجنة الصحراوية للدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير»، أطلعوا روس على «الوضع الخطير» السائد في الصحراء الغربية والذي يتطلب من الأمم المتحدة تحمل مسؤولياتها كاملة بهذا الشأن. وطالبوا من المبعوث الأممي «العمل على التعجيل بتمكين بعثة المينورسو من القيام بمأموريتها كاملة، كبعثة دولية تتولى حماية حقوق الإنسان ومراقبتها والتقرير عنها، وأن تتحرك باستقلالية وتتواصل بحرية مع المواطنين الصحراويين، بمنظور القيام بمهمتها الرئيسة المتمثلة في تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي».

وفي سياق متصل، نشرت وكالة الأنباء الجزائرية أمس رسالة رفعها زعيم «البوليساريو» محمد عبد العزيز إلى ملك المغرب محمد السادس، جاء فيها: «إن ما حدث يوم السبت 23 مارس (آذار) في شوارع مدينة العيون المحتلة، على هامش زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد كريستوفر روس إلى الصحراء الغربية، وقبل ذلك في مدينة بوجدور المحتلة، بتاريخ 18 فبراير (شباط) 2013، من خلال إقدام السلطات الأمنية المغربية، بناء على أوامر رسمية وبحضور كبار المسؤولين الأمنيين، على ارتكاب (كبيرة) التنكيل بالنساء الصحراويات المتظاهرات سلميا، وتعريتهن في الشوارع العامة، والتحرش بهن وتهديدهن بالاغتصاب أمام الملأ - يشكل حالة خطيرة من الطيش والنزق والتحلل من أدنى قدر من أخلاق الإنسانية وسماحة الإسلام».

وخاطب عبد العزيز المغاربة قائلا: «فلتتحملوا مسؤوليتكم، ولتجعلوا ضباط وجنود جيشكم وشرطتكم وأجهزتكم الأمنية الذين تبعثونهم إلى الصحراء الغربية المحتلة يتوقفون عن ارتكاب مثل هذه السلوكيات المشينة الفاضحة باسمكم في حق النساء والأطفال والرجال والمسنين الصحراويين العزل». وأضاف: «يخطئ خطأ فادحا من يتصور أن استهداف الصحراويين من خلال الإمعان في التنكيل بالنساء، أسلوب ناجع للي أذرعهم والتأثير على استعدادهم للتضحية من أجل حقوقهم الوطنية المشروعة في الحرية والاستقلال».