تجدد الاشتباكات في تمبكتو.. والجيش المالي يطلق عمليات مطاردة بدعم فرنسي

المتمردون شنوا هجوما بسيارة ملغومة كغطاء للتسلل إلى المدينة

TT

قتل مسلحان إسلاميان، أمس، برصاص جنود ماليين مدعومين من قوات فرنسية في تمبكتو، شمال غربي مالي، حيث استمرت المعارك حتى عصر أمس، وجاء ذلك بعد أن استخدم المتمردون سيارة ملغومة كغطاء للتسلل إلى البلدة الصحراوية في شمال البلاد أثناء الليل.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط في الجيش المالي، في اتصال أجري معه في المدينة الواقعة على مسافة 900 كلم من باماكو، قوله: «قتل جهاديان، وأصيب 4 عسكريين ماليين بجروح. إنها الحصيلة المؤقتة للمعارك بين الجيش المالي والجهاديين التي لم تنتهِ بعد».

وقال الضابط إن المقاتلين الإسلاميين «فتحوا جبهتين؛ الأولى في اتجاه فندق والثانية في اتجاه معسكر.. كلاهما في وسط المدينة».

وتنتشر القوات المالية في تمبكتو عادة، في حين تتمركز القوات الفرنسية التي تدعم الجيش المالي في مطار المدينة. وأسفرت الحملة التي تقودها فرنسا في مالي عن طرد الإسلاميين من معاقلهم الشمالية وقواعدهم الجبلية، ولكن المتشددين ردوا بعدد من الهجمات الانتحارية.

واندلعت المواجهات، صباح أمس، غداة عملية انتحارية وقعت في الضاحية الغربية للمدينة. واغتنم جهاديون الهجوم للتسلل إلى المدينة، فأطلق الجيش المالي، صباح أمس، عمليات مطاردة مدعوما من وحدة عسكرية فرنسية، بحسب ما أوضح مسؤول في الجيش المالي ومصدر أمني محلي.

وقتل الانتحاري بينما أصيب جندي مالي بجروح في العملية الانتحارية، أول من أمس، بحسب حصيلة أعلنها الجيش المالي.

وقال المصدر الأمني المحلي في اتصال أجري معه في موقع الأحداث إن «الجهاديين اغتنموا العملية الانتحارية، ليل السبت، فتسللوا إلى المدينة، وتجري حاليا (أمس الأحد) معارك بينهم وبين الماليين المدعومين من الفرنسيين».

وأفاد سكان في وقت سابق أمس من باماكو بسماع إطلاق نار غزير يتركز في محيط مدرسة مهمان الحسن حيدر في تمبكتو، والثكنة العسكرية في وسط المدينة.

ونقلت وكالة «رويترز» عن الكابتن موديبو نامان تراوري أحد ضباط الجيش المالي أن 3 من جنوده على الأقل أصيبوا في القتال الذي اندلع، أمس، في البلدة التجارية القديمة الواقعة على مسافة ألف كيلومتر شمال العاصمة باماكو، واضطر السكان إلى الاحتماء داخل منازلهم.

بينما أفاد بلال توري، وهو عضو في لجنة الأزمات في تمبكتو، التي تشكلت بعد استعادة البلدة من سيطرة الإسلاميين في يناير (كانون الثاني) بأنه شاهد طائرة فرنسية تقصف مواقع للمتمردين.

ويعكس الهجوم التحدي المتمثل في تأمين مالي، في الوقت الذي تستعد فيه فرنسا لتقليص عدد قواتها المنتشرة هناك، وتسليم المسؤولية الأمنية إلى الجيش المالي الذي يفتقر إلى العتاد اللازم وقوة أفريقية يزيد قوامها عن 7 آلاف جندي.

وقالت وزارة الدفاع المالية، أول من أمس (السبت)، إن جنديين نيجيريين من القوة الأفريقية قتلا إثر انفجار لغم في قافلتهما خارج بلدة انسونجو قرب حدود النيجر.

وجاء التدخل الفرنسي في مالي في يناير (كانون الثاني)، بهدف وقف تقدم المتمردين الشماليين المرتبطين بـ«القاعدة» باتجاه باماكو.

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الخميس، إن بلاده تعتزم خفض عدد قواتها في مالي من 4 آلاف جندي حاليا إلى ألفين بحلول يوليو (تموز)، ثم إلى ألف بنهاية العام.

ومن المقرر أن تجري مالي انتخابات رئاسية وتشريعية في يوليو، وهي خطوة حيوية لتحقيق الاستقرار في هذا البلد المنتج للذهب والقطن بعد الانقلاب العسكري الذي شهده العام الماضي، ومهد الطريق أمام سيطرة المتمردين على المناطق الشمالية.