«العمال الكردستاني» لأردوغان: اتفاق السلام لا يتحقق بـ«النبرة المتعالية».. بل بجهود الطرفين

وجه انتقادات لرئيس الوزراء التركي وطالب بضمانات لسحب قواته

TT

وجهت قيادة حزب العمال الكردستاني التركي المعارض انتقادات حادة إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لتكرار وصم الحزب بـ«الإرهاب» في تصريحاته الرسمية رغم أن الحزب تقدم بمبادرة سلمية لإنهاء الصراع الدامي بتركيا استجابة للنداء الذي أطلقه زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان. وانتقدت أيضا «النبرة المتعالية» في تصريحات قادة الحكومة التركية، مؤكدة أن «السلام لا يتحقق إلا بإرادة طرفين، والسلام يتحقق عبر الحوار والتفاوض بين قيادة الحزب والدولة التركية».

جاء ذلك في تصريح رسمي صدر عن اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني بجبل قنديل أرسلت نسخة منه إلى «الشرق الأوسط» جاء فيه أن «رئاسة اللجنة القيادية للحزب ترفض جميع التصريحات والأحاديث التي تدور حاليا حول انسحاب متوقع لمقاتلي الحزب من داخل الأراضي التركية، لأن تحقيق هذا الأمر يستدعي وجود ضمانات قانونية وتهيئة الأجواء أمام انطلاق مثل هذه العملية، ويجب أن تكون هناك خطوات إيجابية وملائمة تقنع قيادة الحزب بالتوجه لتحقيق هذا الهدف».

وكانت قيادة «الكردستاني» ترد بذلك على تصريح صدر عن رئيس الوزراء التركي أردوغان الذي أشار إلى أن «حزب العمال الكردستاني سيلقي سلاحه وسينسحب من داخل الأراضي التركية»، ولكن قيادة قنديل رفضت هذه اللغة التي اعتبرتها «نبرة متعالية» وقالت في تصريحها الرسمي إن «هذه اللغة التي تحدث بها أردوغان وأسلوب طرحها بهذا الشكل، ستكون لها تأثيرات سلبية على عملية السلام التي نصبو إليها، لأن استخدام هذه اللغة قد يفهم منه أن حسم جميع الأمور بات بيد الطرف الآخر، وهذا أمر غير صحيح، لأن المرحلة الحالية التي بدأت بطرح مبادرتنا تحتاج إلى جهود الطرفين، وأن تقدم الخطوات نحو إتمام هذه العملية يحتاج إلى حوار وتفاوض بين قيادتنا وقيادة الدولة، وأن الأسلوب الذي تحدث عنه أردوغان لسحب قواتنا غير وارد لدينا إطلاقا، لأن هذا الأمر مرهون بالخطوات المقابلة من الحكومة التركية وبتهيئة الأجواء والأرضية الملائمة لإنجاح المبادرة، وعلى الأخص توفير أرضية قانونية تساعد على سحب قواتنا من الداخل، ولا بد من تلك الخطوات المتقابلة لنتمكن من إقناع قواتنا بهذا الأمر». وأضافت قيادة جبل قنديل في تصريحها: «يجب الحذر من تصريحات بهذا الأسلوب المتعالي، خاصة وصف الحزب بالإرهاب ومقاتليه بالإرهابيين من قبل أردوغان، بدل الحديث عن القضية الكردية، فمثل هذه التصريحات سوف يثير العديد من التساؤلات حول مدى جدية الحكومة، وتزيد الشكوك حول إمكانية نجاح مبادرة السلام لوقف الصراع الدائر داخل تركيا».

وانتقدت قيادة «العمال الكردستاني» التقرير الصادر عن اللجنة التحقيقية حول مذبحة قرية روبوسكي التي راح ضحيتها 34 مواطنا كرديا مدنيا كانوا يعملون في نقل البضائع عبر الحدود، قصفتهم الطائرات التركية بعد شكوك بأنهم مقاتلون من العمال الكردستاني، وقالت في بيانها: «كان يفترض بهيئة حقوق الإنسان التركية أن تكشف للرأي العام الأشخاص والجهات التي وقفت وراء هذه المذبحة، ولكنها حاولت تبرئة حزب أردوغان، واصفة المذبحة بأنها لم تكن مقصودة، وهذا التقرير تمت مصادقته بدعم من نواب حزب أردوغان، ونحن نعتقد بأنه من دون كشف الحقائق عن هذه المذبحة، لا يمكن تبرئة الدولة التركية من مسؤوليتها التاريخية بهذا الشأن».