حزب المؤتمر التونسي يبحث استعداداته للانتخابات بعد «هزة الانشقاقات»

المرزوقي في رسالة للحزب: لسنا عدوا لـ«النهضة» ولا تابعين لها.. بل حليفها الاستراتيجي

TT

بدأ حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، أمس، في مدينة سوسة الساحلية أعمال المجلس الوطني للحزب، في دورته العادية الثالثة والتي ستستمر حتى اليوم (الاثنين)، تحت شعار استكمال المؤسسات وترسيخ الهوية.

ومن المقرر أن يحسم الحزب الذي شهد عدة انشقاقات تمخضت عنها 4 أحزاب حتى الآن، في قضية الأمانة العامة التي كان يشغلها محمد عبو الذي استقال من الحزب وشكل حزبا جديدا أطلق عليه اسم «الإرادة». وإلى جانب حالات الانشقاق، فإن حزب المؤتمر بدأ ببحث استراتيجيته القادمة واستعداداته للانتخابات المقررة قبل نهاية العام الحالي. ويحتاج كما يقول المراقبون إلى رزنامة يحدد فيها لاعبيه الرئيسين فيما تبقى من هذا العام، لا سيما بعد أن هزت الحزب كثرة الاستقالات وأشدها على الحزب خروج عبد الرؤوف العيادي الذي شكل بدوره حزبا جديدا أطلق عليه اسم «وفاء».

وتدور تخمينات حول مرشحين بارزين لتولي الأمانة العامة في حزب المؤتمر، وهما وزيرة المرأة سهام بادي، والمستشار لدى رئيس الجمهورية عماد الدايمي الذي يحظى بشعبية داخل الحزب، وهو من المقربين من الرئيس المنصف المرزوقي داخل الحزب والرئاسة. ولم يستبعد كثيرون أن تتولى شخصية أخرى غير بادي والدايمي المقرب من حزب حركة النهضة، وهم وزير التجارة عبد الوهاب معطر، وطارق الكحلاوي، والهادي بن عباس.

وقد وجه المرزوقي رسالة إلى المجلس الوطني لحزب المؤتمر، ألقاها عضو المكتب السياسي للمؤتمر من أجل الجمهورية عدنان منصر، دعا فيها إلى الإسراع بحسم ثلاث قضايا رئيسة وهي هوية الحزب وبرنامجه وهيكلته. وأوضح المرزوقي في رسالته، أن «المؤتمر ليس عدوا لحزب حركة النهضة، ولكنه لم يكن ولن يكون تابعا له، بل هو حليف استراتيجي سابقا وحاضرا ومستقبلا، كما هو حليف لحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات».

وقد جرت أثناء أعمال المجلس الوطني لحزب المؤتمر، بعد الإشكالات من بينها حضور القيادي السابق في الحزب الطاهر هميلة إلى عين المكان، لكنه لم يلق الترحيب، وقام أنصار حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بطرد الطاهر هميلة القيادي المنشق عن حزب المؤتمر من فعاليات افتتاح مؤتمر الحزب رافعين في وجهه شعار «ديغاج» وذلك احتجاجا على مواقفه وتصريحاته الأخيرة في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والتي رأوا فيها مسا في مصداقية الحزب ومن رموزه التاريخية. وكان هميلة قد اتهم في تصريحات سابقة الرئيس المرزوقي بأنه فاقد لقدراته العقلية ولا يصلح أن يكون رئيسا للجمهورية التونسية. وكان عدد من المنشقين عن الحزب مثل محمد عبو وبن رحيبة وغيرهما قد وجهوا انتقادات لاذعة لعدد من رموزه، في مقدمتهم الرئيس محمد المنصف المرزوقي.

تجدر الإشارة إلى أن حزب المؤتمر كان الثالث من حيث عدد المقاعد في المجلس الوطني التأسيسي، لكن يتوقع أن تقل حظوظه في الانتخابات القادمة عما كانت عليه، لا سيما بعد ظهور أحزاب جديدة رؤساؤها كانوا رموزا في حزب المؤتمر كالعيادي، ومحمد عبو، والطاهر هميلة وآخرين.