جولة لـ«قيادة الحر» طلبا للسلاح العربي واستنفار وسط دمشق

شائعات في أوساط سكان العاصمة عن مقتل الأسد.. وفرنجية يتصل به مطمئنا

مقاتلة تابعة لكتيبة الإخلاص تفتش حافلة صغيرة عند أحد الحواجز في مدينة حلب أمس (رويترز)
TT

يردد سكان دمشق منذ أسبوعين تقريبا شائعات عن اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، تكثف تداولها أمس، بعد تأكيد مجموعة من «الجيش الحر» مقتل الأسد بالتزامن مع وجود حالات استنفار أمني عند محيط مشفى الشامي، وهو المشفى القريب من مقر إقامة الأسد والمخصص غالبا لكبار المسؤولين السوريين. وقال ناشطون معارضون إن «كل الطرق المؤدية إلى المشفى أغلقت بانتشار الحرس الجمهوري في محيط المنطقة». وأشار علاء الباشا، الناطق باسم لواء سيف الشام لـ«الشرق الأوسط» إلى «انتشار أمني كثيف في الأماكن المحيطة بالمشفى منذ 3 أيام». وقال: «التعزيزات لم تشمل فقط محيط المشفى الذي منع المرور بقربه، بل وأيضا في ساحة الأمويين حيث وضعت عربات ثقيلة وتم توزيع أسلحة متوسطة على الحواجز المنتشرة في العاصمة». ولفت إلى «تزامن الاستنفار العسكري في دمشق مع الشائعات التي تتحدث عن مقتل الرئيس السوري»، رافضا «تأكيد أي معلومة بهذا الشأن».

ويتداول سكان دمشق منذ فترة شائعات عن مقتل الرئيس السوري تتراوح بين «اغتياله على يد أحد حراسه الإيرانيين» و«تصفيته داخل القصر الجمهوري» نتيجة خلافات بين ضباط سوريين وآخرين من الحرس الثوري الإيراني. ونشر لواء «شهداء دوما» شريط فيديو على موقع «يوتيوب»» يؤكد فيه مقتل الأسد الذي تم، وفق ما قاله أحد المتحدثين في الفيديو، بـ«التنسيق مع ضباط من داخل القصر»، متحديا «الرئيس السوري بالخروج إلى العالم خلال 12 ساعة لتكذيب ذلك إذا ما كان لا يزال على قيد الحياة».

وأثارت هذه الشائعات موجة من الصخب في صفوف الموالين للنظام السوري على مواقع التواصل الاجتماعي حيث طالب كثير منهم الرئيس السوري بالظهور على الإعلام لدحض هذه الشائعات.

وبينما نفى التلفزيون السوري الرسمي أمس شائعة مقتل الأسد، أصدر تيار المردة في لبنان، الذي يترأسه النائب سليمان فرنجية، وهو من الأصدقاء الشخصيين للأسد، بيانا أشار فيه إلى إجراء فرنجية اتصالا بالأسد «اطمأن فيه إلى صحته». وأكد البيان أن الرئيس السوري «بألف خير والكلام عن اغتياله هو محض إشاعات».

من جهته، عزا محمد علوش، المدير التنفيذي لجبهة تحرير سوريا الاستنفار الأمني النظامي في دمشق إلى عمليات نقل الأسلحة التي وصلت إلى النظام عبر قناة السويس»، موضحا أن «العاصمة عاشت الليلة قبل الماضية ظلاما دامسا بعد قطع التيار الكهربائي عن معظم الأحياء بهدف تسهيل عمليات نقل الأسلحة». وأكد علوش أن «كميات كبيرة من الأسلحة نقلت من مقر أمن الدولة الواقع في منطقة الفحامة إلى مطار المزة الذي يعتبر مركز المخابرات الجوية». وحول الشائعات عن مقتل الرئيس السوري، قال: «هناك بعض الكتائب التي تسرعت في إعلان خبر مقتل الأسد، لكن لا يوجد شيء مؤكد في هذا المجال». وفي موازاة الاستنفار النظامي في دمشق، كشف معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في إحدى لقاءاته الصحافية عن عزم رئيس هيئة الأركان في «الجيش السوري الحر» القيام بجولة على مجموعة من الدول العربية لطلب الدعم العسكري. وفي هذا السياق، قال العقيد قاسم سعد الدين، الناطق الرسمي باسم القيادة العسكرية العليا لهيئة الأركان لـ«الشرق الأوسط» إن «الجولة ستشمل كثيرا من الدول العربية»، مشيرا إلى أن «قياديين من (الجيش الحر) من كل الاختصاصات العسكرية، سيشاركون العميد سليم إدريس زيارته المرتقبة». وشدد على أن «طلب المساعدات العسكرية سيتركز على مضادات الطيران ومضادات الدروع إضافة إلى كمامات واقية من الأسلحة الكيميائية». وأكد سعد الدين أن «حصول كتائب (الجيش الحر) على هذه الأسلحة سيكفل إسقاط النظام خلال مدة لا تتجاوز الشهر».

ميدانيا، أفادت الهيئة العامة لـ«لثورة» السورية بأن القوات النظامية قصفت حيي الحجر الأسود ومخيم اليرموك في جنوبي العاصمة دمشق، مشيرة إلى أن القصف بالمدفعية تركز أيضا على مدينة داريا التي استمرت فيها الاشتباكات بين القوات النظامية وكتائب «الجيش الحر». وبحسب ناشطين معارضين، فقد اندلعت اشتباكات عنيفة أمس في بلدة البحدلية بريف دمشق سبقها قصف شنته القوات النظامية بالمدفعية وراجمات الصواريخ وصل إلى بلدة الذيابية المجاورة ومسرابا. وتعرضت بلدتا عربين وكفر بطنا في ريف دمشق لقصف مدفعي عنيف، مما أدى إلى سقوط ضحايا بينهم أطفال ونساء.