أوباما يريد امرأة لرئاسة «إف بي آي»

سلسلة تعيينات نسائية

TT

بعد انتقادات وجهت إليه من منظمات نسائية، وخصوصا داخل الحزب الديمقراطي، بأن إدارته في رئاسته الثانية ليس فيها غير عدد قليل جدا من النساء، بدا أوباما سلسلة تعيينات نساء في مناصب قيادية، وأمس الاثنين قالت مصادر إخبارية أميركية إن أوباما سيختار امرأة لقيادة مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي).

ورشحت المصادر ليزا موناكو، التي كانت مساعدة لوزير العدل للشؤون الأمنية، ثم انتقلت إلى البيت الأبيض في الشهر الماضي لتكون مستشارة للرئيس أوباما للحرب ضد الإرهاب.

ويتوقع أن تنتهي فترة المدير الحالي، روبرت ميولر (68 سنة)، الذي ظل في منصبه لاثنتي عشرة سنة، في سبتمبر (أيلول) القادم. وحسب القانون، يقضي المدير فترة لا تزيد عن عشر سنوات. وفي سنة 2011 كان مقررا أن تنتهي فترته، لكن لم يعثر أوباما على الشخص الذي يريده، وأصدر الكونغرس قرارا بتمديد فترة ميولر لسنتين.

بالإضافة إلى موناكو، نشرت مصادر إخبارية أميركية أسماء أخرى، منها: ميريك غارلاند، قاضي استئناف اتحادي في واشنطن، وجيمس كومي، مساعد لوزير العدل في إدارة الرئيس السابق بوش الابن، ونيل ماكبرايد، مدّعٍ عام اتحادي في ولاية فرجينيا، وباتريك فتزجيرالد، مدّعٍ عام في ولاية اللينوي.

يبلغ عمر موناكو 44 سنة، وقبل عملها مساعدة لوزير العدل لأكثر من عشر سنوات، منذ إدارة الرئيس السابق بوش الابن، عملت مع جانيت رينو، وزيرة العدل في إدارة الرئيس الأسبق كلينتون. وكانت أيضا مساعدة للمدعي الاتحادي في واشنطن، وعملت لفترة كبيرة موظفي مكتب ميولر، مدير «إف بي آي».

وكان أوباما، لتحسين سمعة الخدمة السرية، وهي الشرطة التي تحميه وعائلته وكبار المسؤولين والسفارات الأجنبية ورؤساء الدول الضيوف، عين امرأة لإدارتها، وهي جوليا بيرسون. وكانت سمعة الجهاز تعرضت للأذى في العام الماضي عندما كشفت نشاطات دعارة لرجال من الشرطة كانوا يحرسون أوباما في كولومبيا خلال زيارة رسمية قام بها.

وقال أوباما في بيان إن «بيرسون عملت لأكثر من 30 عاما في جهاز الخدمة السرية. وأظهرت خلال عملها تفانيا ومثالا يحتذى به في الوكالة». وأضاف: «جوليا مؤهلة بشكل ملحوظ لقيادة الجهاز، ولقيادة الرجال والسيدات العاملين في هذا الجهاز الهام».

في نفس الوقت، يتوقع أن تقود امرأة في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) قسم العمليات السرية الذي يشمل عمليات «درون» (طائرة دون طيار)، وهو ثاني أهم منصب في الوكالة.

وقالت مصادر إخبارية أميركية يوم الأحد إن لجنة خاصة شكلها جون برينان، المدير الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، تراجع مصير «كبرى الجاسوسات» التي ستشرف على العمليات السرية للوكالة، وإن أسهمها ارتفعت مؤخرا، وإن أعضاء في لجنة الاستخبارات في الكونغرس يؤيدون تعيينها للمنصب، رغم أن آخرين يعارضون ذلك.

وقالت بريستون غولسون، الناطقة باسم «سي آي إيه»، إن المرأة «واحدة من بين أبرز الضباط الحاليين وأكثرهم احتراما». وأكدت أنها مرشحة قوية للمنصب.

وتظل أجهزة الإعلام الأميركية ترفض نشر اسم المرأة. وقال مسؤول كبير سابق في «سي آي إيه»، وطلب عدم نشر اسمه أو وظيفته السابقة، أو اسم المرأة: «هذه امرأة ذكية، ومتمرسة، ويمكن أن تكون مثالا لتطور المرأة وقدرتها على إدارة أكثر العمليات حساسية وسرية». وأضاف: «لكن سجلها يشمل اشتراكها في برنامج التعذيب لعدة سنوات في البداية».

هذه إشارة إلى أن المرأة كانت نائبة هوزي ريدريغويز، مدير العمليات السرية، وهو ثاني منصب أهمية بعد منصب المدير العام. وأشرفا على برنامج التحقيق مع المتهمين بالإرهاب. وفي وقت لاحق، أمر ريدريغويز بتدمير مئات من أشرطة الفيديو التي كانت سجلت التحقيقات.