سجناء «السلفية الجهادية» يعتزمون مقاضاة قناة تلفزيونية تبث حلقات عنهم

معتقل ينفي علاقته بصنع المتفجرات في حلقة تبث عنه اليوم

TT

تعتزم عائلات سجناء إسلاميين متهمين بالإرهاب رفع دعوى قضائية ضد قناة تلفزيونية مغربية بتهمة التشهير بأبنائها المعتقلين، وذلك على خلفية بث القناة سلسلة حلقات تتطرق إلى أبرز قضايا الإرهاب التي عرفتها البلاد.

وكانت قناة «ميدي إن تي في» العمومية قد شرعت منذ مطلع مارس (آذار) الماضي في بث حلقات من برنامج «مسرح الجريمة» المتخصص في إعادة تمثيل جرائم القتل والنصب والاحتيال، تتطرق إلى الأحداث الإرهابية التي عرفتها عدد من المدن المغربية، وأثارت تلك الحلقات احتجاج السجناء ما يعرف بـ«السلفية الجهادية» وعائلاتهم.

بيد أن القناة استمرت في بثها، حيث تعرض اليوم (الثلاثاء) حلقة جديدة عن المعتقل الإسلامي سعد الحسيني تحمل عنوان «سعد الحسيني، صانع متفجرات 16 مايو 2003».

واعتقل الحسيني، الذي يعتبر أحد كوادر الجناح العسكري للجماعة المقاتلة المغربية التي أسسها مقاتلون سابقون في أفغانستان والعراق، في شهر مارس (آذار) عام 2007، بعد أن ظل مبحوثا عنه منذ 2003، وحكم عليه بالسجن 20 عاما، ضمن خلية مكونة من 19 فردا بتهم تتعلق بـ«المس بسلامة الدولة الداخلية عن طريق تسلم مبالغ مالية في إطار تمويل نشاط من شأنه المس بسلامة الدولة، وتكوين عصابة لإعداد أعمال إرهابية وارتكابها في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطر بالنظام العام».

وفي هذا السياق، حذر الحسيني من سجن بوركايز بفاس، حيث يقضي عقوبته، القناة من «المساس بشرفه أو شرف وعرض أفراد أسرته أو الخوض في حياتهم الخاصة، وهو الأمر الذي دأبت عليه من أجل إثارة المشاهدين وتأليبهم وتحريضهم على أبناء هذا التيار الإسلامي» على حد تعبيره.

وأكد الحسيني في بيان له أمس «عدم وجود أي علاقة لي بهذه الأحداث وكذلك خلو محاضر التحقيق لدى الشرطة وقاضي التحقيق وكذلك جلسات المحاكمة من أي إشارة لأي علاقة بتلك الأحداث فضلا عن المشاركة فيها وإعداد المتفجرات التي استخدمت فيها».

وأضاف الحسيني الذي كان يدرس الفيزياء والكيمياء متسائلا «هل صارت الشهادات الجامعية في مجال الفيزياء والكيمياء دليلا على صنع المتفجرات؟ أم أن نصرة قضايا المسلمين في أفغانستان والعراق يعاقب عليها ليس فقط بعشرين سنة سجنا بل بسياسة التشويه الإعلامي وتزوير الأخبار والاستمرار في زيادة معاناة الأسرة والأقارب؟»، وتساءل أيضا «لماذا تصر عدد من المنابر الإعلامية على ربط اسمي دائما بتلك الأحداث ؟».

وفي السياق ذاته قال عضو باللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين لـ«الشرق الأوسط» إن عائلات السجناء الإسلاميين الذين تناول البرنامج حلقات عن أبنائهم المتورطين في تفجير مقهى الإنترنت بحي سيدي مومن بالدار البيضاء عام 2007 أوكلوا المحامي الذي كان مكلفا بقضيتهم برفع دعوى قضائية ضد القناة، كما أنهم سبق أن راسلوا كلا من وزيري الاتصال (الإعلام) والعدل، ومجلس حقوق الإنسان ينتقدون فيها تشهير القناة بأبنائهم، وعمدت القناة على أثر ذلك إلى عدم ذكر الأسماء الحقيقية للسجناء، إلا أنها لم تلتزم بذلك في الحلقة المخصصة للتفجير الإرهابي لمقهى «أركانة» بمراكش في 2010، على حد قوله.

وأضاف المصدر ذاته أن الحلقة المرتقب عرضها اليوم عن الحسيني تصفه بأنه صانع متفجرات الأحداث الإرهابية التي عرفتها مدينة الدار البيضاء، على الرغم من أنه لا وجود لهذه التهمة في محاضر التحقيقات.

وتأخذ لجنة الدفاع عن المعتقلين الإسلاميين القناة بعدم استئذان السجناء المعتقلين على خلفية قضايا الإرهاب، في بث حلقات عنهم وعدم الاستماع إلى وجهة نظرهم، واعتبرت حلقات البرنامج «تحريضا على الكراهية».