مهدي عاكف يدافع في مذكراته عن «النظام الخاص» لجماعة الإخوان

قال إن أعضاءه كانوا مدربين على استخدام الأسلحة المختلفة

TT

دافع مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين بمصر، في مذكرات بدأ نشرها أمس، عن «النظام الخاص» الذي أسسته الجماعة عام 1940، وقال إن أعضاءه كانوا مدربين على استخدام الأسلحة المختلفة، لكن الهدف منه لم يكن قتل الأبرياء أو المخالفين لـ«الإخوان»، ولكن «التصدي للاحتلال الإنجليزي ومقاومته».

وتأسست جماعة الإخوان عام 1928 كجماعة دعوية على يد حسن البنا، الذي يعتبر أول مرشد لـ«الإخوان»، إلا أن الجماعة تحولت إلى العمل السياسي واتهمت بقتل خصوم سياسيين، مما عرضها للملاحقة والحظر منذ أربعينات القرن الماضي.

وتنشر صحيفة «الحرية والعدالة»، الصادرة عن الحزب الذي يحمل نفس الاسم ويمثل الذراع السياسية لـ«الإخوان»، مذكرات المرشد السابق على حلقات، بواقع حلقة كل يوم ثلاثاء.

وأشار عاكف إلى أن حسن البنا أراد من إنشاء «النظام الخاص» إقامة نظام للتصدي للاحتلال البريطاني ومقاومته، قائلا إن أعضاء «النظام الخاص» كانوا مدربين على استخدام الأسلحة المختلفة، و«هدفه محاربة الإنجليز في مصر ومحاربة الصهيونية في فلسطين، وبالطبع كان تنظيما سريا، ولم يكن من أهدافه أبدا قتل الأبرياء أو المخالفين لـ(الإخوان)».

وقال عاكف، الذي تولى منصب المرشد العام لـ«الإخوان» من عام 2004 إلى عام 2010، إن «النظام الخاص» كان نظاما عسكريا، هدفه إعداد نخبة منتقاة من الإخوان المسلمين للقيام بمهمات خاصة والتدريب على العمليات العسكرية ضد العدو الخارجي، ومحو الأمية العسكرية للشعب المصري في ذلك الوقت.

والتحق عاكف بجماعة الإخوان بعد انتقاله مع أسرته في مطلع أربعينات القرن الماضي من محافظة الدقهلية بالدلتا إلى القاهرة. وأضاف أن البنا اختاره لـ«النظام الخاص»، الذي قال إنه كانت له «أهداف سامية عمل من أجلها، ولم يكن من أهدافه قتل الأبرياء أو المخالفين لـ(الإخوان)، لكن كان هدفه التصدي للمحتل»، مشيرا إلى أن اغتيال رئيس الوزراء الأسبق محمود فهمي النقراشي عام 1948 والقاضي أحمد الخازندار في وقت سابق من نفس العام حدث في إطار تصرفات فردية «لا تحسب على الجماعة ومبادئها وأهدافها، كما لا تحسب على التنظيم الخاص كله».

واغتيل الخازندار في 22 مارس (آذار) 1948 أمام منزله بعد أن أطلق اثنان من أعضاء جماعة الإخوان النار عليه. وفي ديسمبر (كانون الأول) من نفس العام اغتيل النقراشي بعد أن أطلق عضو بالجماعة الرصاص عليه بعد صدور قرار بحل جماعة الإخوان المسلمين.

وقال عاكف في مذكراته إنه «من الظلم أن نعمم تصرفات حصلت من شباب في ظروف ضاغطة على جماعة كاملة انتشرت في ربوع مصر والعالم». ويروي عاكف كيفية انضمامه إلى جماعة الإخوان في 1940 وتفضيله معهد التربية الرياضية عن الكلية الحربية وكلية الهندسة حتى يكون مندوب الجماعة بالمعهد.

كما تتضمن المذكرات جوانب مما مرت به مصر من وجهة نظر عاكف خلال فترات الاحتلال الإنجليزي والنظام الملكي في عهد الملك فاروق، وكذلك الفترة من ثورة يوليو (تموز) 1952 حتى ثورة 25 يناير2011. وتتطرق المذكرات إلى الرؤساء المصريين في تلك الفترة؛ محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك. كما تتناول المذكرات الفترة اللاحقة لثورة يناير 2011 التي تولت فيها جماعة الإخوان حكم مصر بعد فوز الرئيس محمد مرسي في انتخابات الرئاسة الصيف الماضي.