أوباما يتجه لتعيين ابنة جون كيندي سفيرة في طوكيو

كارولاين ظلت ترفض شغل منصب عام على خلاف مسيرة عائلتها

كارولاين كيندي
TT

تقتفي كارولاين كيندي أثر أسلافها، كما يبدو، لكنها ليست بالشخصية الذي توقعها الجميع في السياسة؛ فقد أفيد بدخول ابنة الرئيس الأميركي الأسبق جون إف كيندي، وابنة أخي السيناتور والمدعي العام والمرشح الرئاسي السابق روبرت كيندي، وابنة أخي السيناتور والمرشح الرئاسي الديمقراطي تيد كيندي، مجال الخدمة العامة، مستلهمة خطى جدها جوزيف كيندي، الذي عمل سفيرا للولايات المتحدة.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» ووسائل إعلامية أخرى، نبأ قرب تعيين كيندي، البالغة من العمر 55 عاما، سفيرة للولايات المتحدة في طوكيو، إلا أن البيت الأبيض رفض التعليق على الخبر.

ويقول كيفن شيكي، المستشار السياسي لعمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبيرغ، الذي يدعم كيندي منذ فترة طويلة، في بريد إلكتروني، بحسب افتراض تعيينها رسميا قريبا: «كانت دائما سفيرة رائعة للولايات المتحدة. وسوف يكون ذلك بمثابة تذكير جيد للأميركيين بمدى أهمية اليابان كحليف في آسيا».

وقال جوش إيساي، كبير الاستراتيجيين السياسيين والداعم لكيندي: «أعتقد أنها كانت طوال حياتها كلها سفيرة للقيم الأميركية، وأهمية الثقافة والتعليم وخدمة المجتمع، فكي تكون سفيرا جيدا، ينبغي ألا تسعى لاستقطاب الأنظار، بل أن تكون جسرا جيدا».

وعلى الفور رحبت اليابان بهذه الأنباء. وأعلن المتحدث باسم الحكومة اليابانية أن تعيين كيندي، في حال تأكد، سيكون «خبرا عظيما» للبلاد. وتابع: «سيكون خبرا عظيما من شأنه أن يعزز مشاعر الصداقة (إزاء الولايات المتحدة)»، مضيفا أنه سيمتنع عن التعليق حتى صدور القرار النهائي.

ولطالما رفضت كارولاين كيندي تولي أي منصب في الشأن العام، خلافا لمسيرة عائلتها التي تعتبر سياسية بامتياز، بدءا من والدها الرئيس الراحل، ومرورا بشقيقيه روبرت إف كيندي وإدوارد «تيد» كيندي، وصولا إلى آخرين كثر من أفراد العائلة.

في نهاية 2008 ومطلع 2009 فكرت كارولاين بالترشح إلى انتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك بعدما شغر هذا المقعد بتعيين هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية، ولكنها سرعان ما تراجعت بعدما ووجهت بهجمة سياسية شرسة تتهم المرأة الثرية بعدم التمتع بأي خبرة في الشأن العام، وباستنادها فقط إلى اسم عائلتها.

أراد الرئيس باراك أوباما، الذي استفاد من الحماسة والدعم الهام الرمزي لكيندي وعمها تيدي، خلال منافسته لهيلاري كلينتون لكسب ترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات عام 2008، أن تنال عضوية المجلس. وكان كل ما عليها أن تفعل هو إثبات جدارتها لحاكم الولاية حينئذ ديفيد باترسون. حينئذ بدأت في مواجهة المصاعب، فظهرت كيندي خلال فترة ترشيحها قصيرة الأمد كمرشحة متواضعة (كررت عبارة «أتعلمون؟» 138 مرة في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»). وخضعت لهجوم من قبل خصوم سياسيين بارعين وطموحين، الذين انتقدوا افتقارها للتأييد الشعبي، كما أثار دعم أوباما لها امتعاض معسكر كلينتون القوي، الذي كان داعما للمدعي العام لنيويورك (الحاكم الآن) أندرو كومو، الذي كان ينوي شغل المقعد، والذي عمد إلى مهاجمتها في المنتديات العامة، حتى إن وفدا من نواب نيويورك البارزين، الذين شعروا بالانبهار باسم عائلتها الكبير، انتقدوها في جلساتهم الخاصة.

وما زاد الأمور سوءا أن باترسون بدا كأنه يشعر بسعادة خاصة في التلاعب بمستقبلها السياسي، الذي كان يسيطر عليه بشكل كامل.

سحبت كيندي أوراق ترشيحها في الدقيقة الأخيرة.. الأمر الذي أصاب مستشاريها بالدهشة. ووصف مقربون منها قرارها بأنه «موقف شخصي مختلف اتخذ بشكل مفاجئ»، ذلك اليوم. لكن معسكر باترسون وصف كيندي بأنها «شعرت بعدم القدرة على المنافسة»، وأشار إلى أن انسحابها دليل على أنها غير مستعدة للعمل السياسي.

تخلى باترسون الذي دمر نفسه سياسيا، في النهاية عن مقعده لصالح منظم كلينتون السابق كريستن غليبراند (رفض مكتب غليبراند التعليق على الخبر). ولذا بات في حكم المؤكد نهاية مسيرة كارولاين كيندي في العمل العام.

عملت كارولاين خلال السنوات القليلة الماضية رئيسة لمؤسسة مكتبة جون إف كيندي، وركزت عملها على الأطفال الفقراء. وانتقل مشعل العائلة إلى أيدي الجيل القادم من عائلة كيندي، مثل جوزيف بي كيندي الثاني (31 عاما) الذي انتخب مؤخرا عضوا بمجلس النواب عن ولاية ماساتشوستس.

لكن كان هناك مسار أقل ارتيادا للخدمة العامة حجبه إنجازات والدها وأعمامها، وهو السلك الدبلوماسي؛ فقد عمل جد كيندي، ورأس العائلة، سفيرا لدى بريطانيا العظمى في الفترة من 1938 إلى 1940، وعملت عمتها جين آن كيندي سميث سفيرة لإدارة بيل كلينتون لدى آيرلندا.

وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن اليابانيين يشعرون بالإطراء عندما يتولى شخص ذو أصول عريقة منصب السفير الأميركي، لأن ذلك يؤكد على أهميتهم بالنسبة الولايات المتحدة. فكان من بين السفراء السابقين إلى اليابان قادة أغلبية سابقون في مجلس الشيوخ، مثل مايك مانفسيلد وهاورد بيكر نائب الرئيس الأسبق والتر موندال، ورئيس مجلس النواب الأسبق توم فولي.

وفي وقت ثمين بالنسبة لمنطقة تتعرض لتهديدات نزوات كوريا الشمالية، وخرجت من حادثة نووية في اليابان، وبلد لا ينضب، على ما يبدو، من الأزمات الاقتصادية، سيبعث عمل كيندي سفيرة برسالة قوية من الالتزام لليابانيين.

لم ترد كيندي على طلب التعليق، لكنها خلال حديثها مؤخرا إلى «كانساس سيتي ستار» بشأن فوائد تغلب الأطفال على مخاوف قراءة الشعر في المنتديات العامة، قالت: «رأيت أكثر الأطفال خجلا ينهضون ويؤدون، وهذا الشخص الجديد كلية يدخل إلى حيز الوجود، وتمنحهم الثقة بمرور الوقت في التعبير عن أفكارهم».

* خدمة «واشنطن بوست»

خاص بـ«الشرق الأوسط»