الرئاسة المصرية: النائب العام وحكومة «قنديل» مستمران في عملهما

الأزهر يقرر انتخاب رئيس جديد لجامعته

TT

بينما رفضت الرئاسة المصرية أمس إجراء أي تغيير للحكومة الحالية بقيادة الدكتور هشام قنديل، أو النائب العام المستشار طلعت عبد الله، مؤكدة أنهما مستمران في عملهما دون أي تعديل، قرر المجلس الأعلى للأزهر انتخاب رئيس جديد لجامعة الأزهر خلفا لرئيسها الحالي الدكتور أسامة العبد، الذي تظاهر طلاب الجامعة مطالبين برحيله بعد حادث تسمم أكثر من 500 طالب في المدينة الجامعية أول من أمس، إثر تناول وجبات غذائية «مسممة».

وقضت محكمة استئناف القاهرة الأسبوع الماضي ببطلان عزل النائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود، الذي عزله الرئيس محمد مرسي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من منصبه، وألغى الحكم قرار الرئيس بتعيين نائب عام جديد. لكن المتحدث باسم الرئاسة الوزير المفوض عمر عامر قال في مؤتمر صحافي عقده أمس إن النائب العام الحالي طلعت عبد الله باق في منصبه، وإنه يجري الآن بحث حكم محكمة استئناف القاهرة بشأن النائب العام من أجل الطعن عليه.

كما شددت الرئاسة على أن حكومة قنديل مستمرة في عملها نظرا لأن المرحلة الحالية تحتاج للاستقرار، وأنه لا توجد أي نية لتغيير حكومي مرتقب، مطالبة الجميع بتضافر الجهود ومساعدتها. وبينما يصل الرئيس محمد مرسي اليوم (الخميس) لدولة السودان في أول زيارة رسمية يقوم بها لدولة عربية - أفريقية، بهدف تعزيز أطر العلاقات الثنائية بين الدولتين، وبحث سبل تفعيل التعاون الاقتصادي، كشف المتحدث باسم الرئاسة عن أن هناك زيارة مرتقبة للرئيس مرسي لواشنطن سوف يعلن عنها في الوقت المناسب.

إلى ذلك، ناشد المجلس الأعلى للأزهر في اجتماعه الطارئ أمس، برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، كافة القوى السياسية عدم التدخل في شؤونه واحترام استقلاليته، ردا على مطالبات بعض السياسيين بعزل شيخ الأزهر، باعتباره مسؤولا سياسيا عن الواقعة التي هزت الرأي العام. وأعرب طلاب الأزهر المعتصمون أمام مقر المشيخة في القاهرة عن رضاهم وسعادتهم بالقرارات التي اتخذها المجلس الأعلى، وقرروا فض اعتصامهم المستمر منذ أول من أمس، لكنهم طالبوا بضرورة إصدار بيان واضح بإقالة الدكتور أسامة العبد، خوفا من احتمال ترشيحه للمنصب مرة أخرى. وكانت وزارة الصحة والسكان قد أعلنت إصابة 561 من طلاب المدينة الجامعية للأزهر بتسمم غذائي، لكنهم خرجوا جميعا من المستشفيات بعد تعافيهم، وإثر الحادث اقتحم مئات الطلاب مقر مشيخة الأزهر وقطعوا الطريق أمامه.. ما أدى إلى وقوع اشتباكات كثيرة مع قائدي السيارات. وتحول الحادث إلى سجال سياسي بسبب مطالبات البعض بتغيير كل القيادات الأزهرية، بمن فيها شيخ الأزهر، رغم نص الدستور الجديد على أن «شيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل»، واتهمت قوى سياسية محسوبة على التيار المدني، جماعة الإخوان المسلمين باستغلال الحادث للإطاحة بشيخ الأزهر، باعتباره حائط صد ضد ما يسمى «أخونة الأزهر». وأعرب الدكتور حسن الشافعي مستشار شيخ الأزهر، عن تقديره لحالة الطلاب في التعبير عن مشاعرهم بطريقة سلمية تليق بطلاب الأزهر الشريف، معربا في الوقت نفسه عن أنه ساءته بعض التجاوزات.

وقال الشافعي في بيان له أمس إن المجلس الأعلى قرر إجراء انتخابات على منصب رئيس جامعة الأزهر أسوة بما هو متبع في الجامعات المصرية بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، على أن يستمر فتح باب الترشح لمدة أسبوعين من أمس، على أن تبدأ الانتخابات فور إقرارها. كما قرر المجلس التغيير الفوري لكل من مدير عام المدينة الجامعية ومسؤول التغذية بالمدينة الجامعية للبنين والبنات، وإحالة المتسببين في الحادث للنيابة العامة للتحقيق العاجل، إضافة إلى الإعلان عن وظائف جديدة للعمال في القاهرة والأقاليم، لتعزيز الخدمات بالمدن الجامعية.

وكلف المجلس الأعلى للأزهر إدارة الجامعة بالتعاقد مع شركة لتجهيز المطابخ، بنين وبنات، وتكليف إدارة الجامعة بالتعاقد مع شركة نظافة على مستوى مناسب، وكلف المجلس عمداء الكليات بإجراء حوار جاد مع الطلاب والتعرف على مشاكلهم عن قرب.