أردوغان يلتقي اليوم «لجنة الحكماء» دعما لعملية السلام مع الأكراد

أنقرة تخشى استخدام سلاح «الكردستاني» من قبل دول «تتناحر» معها

TT

يلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم لجنة الحكماء التي كان أنشأها من 49 شخصية من مختلف أنحاء تركيا للمساعدة في تنفيذ خارطة الطريق التي اقترحها زعيم تنظيم حزب العمال الكردستاني المحظور عبد الله أوجلان، بالاتفاق مع الاستخبارات التركية لبدء عملية تسوية للقضية الكردية.

في غضون ذلك أشارت معلومات إلى عزم أوجلان على المضي في خطواته الإيجابية بإطلاق دعوة لمقاتلي الحزب من سجنه في تركيا للانسحاب من الأراضي التركية على الرغم من خلاف بين الطرفين حول «تفاصيل» هذا الانسحاب، إذ أكدت مصادر رسمية تركية أن أنقرة لن تسهل عملية خروج هؤلاء بأسلحتهم، وأن بإمكانهم مغادرة البلاد كما دخلوها، مشيرة إلى أن كل مسلح سيتم التعامل معه وفقا لما تنص عليه القواعد العسكرية لجهة إنذاره بالاستسلام ثم إطلاق النار إذا لم يتجاوب. وكان أردوغان قد قال إنه سيطلب من لجنة الحكماء «المساندة والعون لتطبيق خارطة السلام من دون مشكلات، والتدخل حين يلزم لتسوية أي مشكلة تعرقل تنفيذها».

وفي خطوة متوقعة، زار وفد جديد من قيادة حزب السلام والديمقراطية الكردي أوجلان في سجنه في جزيرة امرالي في وسط بحر مرمرة قبالة مدينة إسطنبول. وقال مسؤول حكومي إن أحد قادة حزب السلام والديمقراطية المؤيد للأكراد واثنين من النواب المنتمين إلى الحزب يزورون أوجلان في سجنه بجزيرة ايمرالي جنوب إسطنبول. وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن أوجلان سيدعو حزب العمال الكردستاني المتمرد التابع له للبدء في سحب مقاتليه من تركيا على الرغم من الخلاف مع أنقرة بشأن شروط الانسحاب.

وطلبت قيادة حزب العمال الكردستاني في جبال شمال العراق الحماية القانونية لمنع أي هجوم عسكري عليهم أثناء انسحابهم بعد عقود من القتال، وهو المطلب الذي رفضته الحكومة.

وكان أوجلان قد أعلن في 20 مارس (آذار) الماضي وقفا لإطلاق النار مع تركيا. وتتمثل الخطوة التالية في سحب مقاتلي حزب العمال الكردستاني من الأراضي التركية إلى قواعدهم في جبال شمال العراق، لكن المقاتلين يقولون إنهم قد يتعرضون للهجوم من القوات التركية ما لم يمنحهم البرلمان حماية قانونية بعد مقتل مئات من المقاتلين في اشتباكات مع قوات الأمن خلال عملية انسحاب سابقة عام 1999 بعد اعتقال أوجلان وإدانته بتهمة الخيانة.

وقال أردوغان إنه يضمن عدم تكرار مثل هذا الأمر لكنه يعارض إصدار تشريع، وبدلا من ذلك قال إنه يتعين على المتمردين نزع سلاحهم قبل التوجه إلى العراق لمنع خطر اندلاع معارك مع القوات التركية.

وكان الرئيس التركي عبد الله غل قد دعا إلى عدم «تضييع الفرص التي كان من الصعب التوصل إليها»، لكنه اعترض على موضوع انسحاب مقاتلي «الكردستاني» بأسلحتهم، لأنه يوجد في الحزب فرق غير راضية عن مرحلة السلام ومن الممكن أن تكرر الحرب على تركيا بعد 5 سنوات أو يمكن أن تستغل هذه الفرق من قبل دول الجوار أو من دول تتناحر مع تركيا».

أما في موضوع تعريف المواطنة في الدستور المزمع إعداده فقال: «دققنا في دستور 49 دولة حضارية في العالم ولم نجد بدساتيرها أي تعريف للمواطنة، ومن غير هذه المادة يمكن إعداد الدستور لأنه في النهاية سيتم التصويت عليه من قبل الشعب وهو يرفض أو يقبل». وأضاف: «من المتعارف عليه أن الإمبراطورية العثمانية والسلجوقية تعرفان بأنهما دول تركية، ولكن بداخلهما لم يكن هناك شيء يسمى تركيا، وبما أننا دولة استمرار لهذه الإمبرطوريات يمكن أن نتخطى جميع المعوقات من خلال مرجعيتنا لنظام الإمبراطورية». وتابع: «على مدى عقود طويلة أجبرنا أبناء الأراضي الكردية أن يقولوا إنهم أتراك، وهذا خطأ ارتكبناه ويجب أن نحل هذا المعضلة».