الطائرات الإسرائيلية تغير على غزة لأول مرة منذ عمود السحاب

الجيش يهدد في رده على إطلاق الصواريخ بأن تل أبيب لن تسمح بعودة الأوضاع إلى سابق عهدها

TT

في حادثة هي الأولى من نوعها منذ عدوان نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أغارت طائرات حربية إسرائيلية الليلة قبل الماضية على أهداف شمال قطاع غزة. وزعمت قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي أن الغارات جاءت ردا على إطلاق الصواريخ من غزة. وذكرت مصادر فلسطينية أن الغارات استهدفت أراضي زراعية شرق وشمال قطاع غزة، واستهدفت إحدى الغارات الأراضي الزراعية الواقعة في محيط بلدة بيت لاهيا، دون أن يبلغ عن إصابات، لخلو المنطقة من المزارعين عند القصف. وأغارت الطائرات الإسرائيلية على منطقة جبل الريس، شرق حي التفاح، فقصفت مصنعا للبلاط يعود لآل حسنين في حي الشجاعية. وفي الوقت ذاته كثفت فيه طائرات الاستطلاع دون طيار من تحليقها في أجواء قطاع غزة.

من ناحيته قال ناطق باسم الجيش الاحتلال في رده على إطلاق الصواريخ من غزة أن تل أبيب: «لن تسمح بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عملية عمود السحاب الأخير في نوفمبر الماضي»، مؤكدا أن حماس تتحمل مسؤولية أي تصعيد بصفتها الطرف الحاكم هناك.

لكن نقل موقع «وللا» الإخباري الإسرائيلي عن مصادر عسكرية قولها إن حماس غير مسؤولة عن إطلاق الصواريخ، «وإنما منظمات متمردة هي من أطلقتها»، على حد تعبيرها. واستدركت المصادر قائلة: «المسؤولية العامة عما يجري في غزة تقع على كاهل حماس، وإسرائيل ستبقي على منطقة الصيد المسموح للفلسطينيين الوجود فيها كما هو حاليا بما لا يزيد على 3 أميال بحرية وليس 6 أميال كما اتفق عليه في التفاهمات التي أنهت الحرب الأخيرة على غزة ».

وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل نقلت خلال الساعات الماضية للجانب المصري رسالة مفادها «أن الاتفاق المبرم مع حماس جرى اختراقه عدة مرات وأن إسرائيل سترد في الوقت المحدد والمناسب، وفي ذات السياق تبنت جماعة سلفية في غزة مسؤولية إطلاق صواريخ محلية الصنع نحو البلدات الإسرائيلية». وقالت: «جماعة مجلس شورى المجاهدين» إنها أطلقت الليلة قبل الماضية صاروخين اتجاه «نيرعوز» الواقعة في مجمع «أشكول» المحاذي لجنوب قطاع غزة. وتبنى المجلس المسؤولية عن إطلاق صواريخ أكثر من مرة كان آخرها التي أطلقت بالتزامن مع وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما في مارس (آذار) الماضي إلى الضفة الغربية.

وتعاظم التوتر في القطاع والضفة الغربية في أعقاب الإعلان عن وفاة الأسير الفلسطيني اللواء الأسير ميسرة أبو حمدية في السجن الإسرائيلي المصاب بمرض السرطان، بعد رفض إسرائيل تقديم العلاج له.

إلى ذلك قالت مصادر عسكرية إسرائيلية: «إن المستويات الأمنية منعت نشر خبر وفاة حمدية وأجلته حتى صباح أول من أمس حتى تتمكن من إصدار الأوامر اللازمة واتخاذ الاحتياطات في المناطق الفلسطينية تحسبا لأي ردة فعل». وقالت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية إن الجيش رفع درجة التأهب في المنطقة الجنوبية المحاذية لحدود غزة بعد إعلان وفاة أبو حمدية، تحسبا لرد فصائل المقاومة في القطاع.