اليهود المتدينون والعرب في إسرائيل يزدادون فقرا في ظل حكومة نتنياهو

البنك المركزي يحذر من خطورة هذا الواقع على مستقبل الدولة العبرية

TT

حذر البنك المركزي في إسرائيل من المعطيات الجديدة التي تدل على أن نسبة الفقر انخفضت في السنة الأخيرة لدى كل الشرائح في المجتمع، باستثناء الشريحتين الأكثر فقرا، وهما المواطنون اليهود المتدينون والمواطنون العرب (فلسطينيو 48)، اللتين ازدادتا فقرا في هذه الفترة.

وقال محافظ البنك، ستنلي فيشر، لدى عرضه التقرير السنوي عن الاقتصاد الإسرائيلي، إن استمرار سياسة الإفقار هذه ستترك أثرا بالغ السوء على مستقبل الدولة العبرية وازدهارها الاقتصادي، إذا لم تتخذ الحكومة الجديدة الخطوات اللازمة لوقف التدهور. ودعا الحكومة إلى توفير أماكن عمل لليهود المتدينين وللعرب وتقديم المحفزات لهم للمشاركة في قوة العمل الإسرائيلية بشكل جارف، حتى يخرجوا من دائرة الفقر. واعتبر هذه المسألة «ضرورة ملحة للحفاظ على الأمن القومي».

وجاء في التقرير أن المواطنين اليهود المتدينين والعرب هما أكبر شريحتين فقيرتين في إسرائيل. وأنه في الوقت الذي انخفضت فيه نسبة الفقراء في جميع الشرائح الاجتماعية في إسرائيل، زادت في أوساط المتدينين اليهود والعرب. ففي أوساط المتدينين، بلغت نسبة الفقراء بينهم 48.1% في 2003، وارتفعت إلى 57.4% في سنة 2005، وإلى 60.4% في سنة 2006، ثم انخفضت إلى 58.5% في سنة 2008، و56.7% في 2010، ثم ارتفعت في السنة الماضية إلى 58.1% لتصبح أكبر شريحة من الفقراء.

وأما المواطنون العرب، فإن نسبة الفقراء لديهم كانت 50.9% في سنة 2003، ثم ارتفعت إلى 51.6% في سنة 2005، وإلى 57.6% في سنة 2006، ثم انخفضت إلى 53% في سنة 2008، ثم عادت لترتفع إلى 53.4% في 2010، و56.7% في 2011، و58% في 2012.

يذكر أن نسبة الفقر في إسرائيل تحسب من 2000 شيقل (550 دولارا أميركيا) في الشهر للفرد الواحد. وحسب تقرير بنك إسرائيل، فإن أسرهم كبيرة وأن المرأة العربية لا تخرج إلى العمل (نسبة العاطلات عن العمل لدى النساء العربيات تبلغ 76%)، والرجل اليهودي المتدين لا يخرج إلى العمل (نسبة البطالة لديهم تعادل 72%). ولكن، حتى العائلات التي يوجد فيها عامل واحد فإن ربعها يعيش تحت خط الفقر، و4.6% من العائلات التي يعمل فيها الرجل والمرأة تعيش تحت خط الفقر.

وعقب النقابي جهاد عقل، عضو رئاسة اتحاد النقابات العمالية في إسرائيل «الهستدورت»، على هذه المعطيات، بالقول إن هناك عدة أسباب موضوعية لهذا الفقر، تتعلق بالعادات والتقاليد الاجتماعية والتزمت الديني وكثرة الأولاد وعدم التخطيط السليم، ولكن الأسباب الحاسمة للفقر تكمن في سياسة التمييز والإهمال التي يعانيها العرب واليهود المتدينون. ففي الوسط العربي، لا توجد مصانع ولا توجد أماكن عمل للنساء. والأجور التي يتقاضاها العرب لا تتعدى 67% من أجور اليهود في الوظيفة نفسها. والحكومة تهمل مناطق الريف، التي يعيش فيها غالبية اليهود المتدينين والعرب.