مخاوف فرنسية من تداعيات استقالة ميقاتي والأزمة السورية على لبنان

ترى أن «الأزمة السياسية فيه ستكون طويلة المدى»

TT

قالت مصادر فرنسية رفيعة المستوى تعقيبا على استقالة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي من منصبه وصعوبة الاتفاق على مرشح بديل إن باريس «تتوقع أزمة سياسية طويلة في لبنان»، في إشارة إلى استمرار الانقسامات بشأن القانون الانتخابي، المفترض أن تجري بموجبه انتخابات 20 يونيو (حزيران) المقبل، فضلا عن التخوفات من انعكاس الأزمة السورية بشكل أكبر على استقرار لبنان.

وذهب وزير الخارجية لوران فابيوس مرتين خلال أقل من 48 ساعة إلى الإعراب عن مخاوفه من تمزق سوريا من الداخل وامتدادات ذلك على لبنان والأردن، وهو ما كان موضع تشاور مع وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو أول من أمس في باريس. كذلك تتخوف فرنسا أكثر فأكثر من العبء المتزايد الذي يشكله اللاجئون السوريون على لبنان اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وتداعي سياسة «النأي بالنفس» التي تقول بيروت إنها تتبعها رسميا.

وفي ظل هذا الوضع المتأزم، يزور البطريرك الماروني بشارة الراعي باريس مطلع الأسبوع المقبل، إذ يلتقي الاثنين الوزير فابيوس، فيما يستقبله الرئيس فرنسوا هولاند يوم الثلاثاء المقبل. وكشفت المصادر المشار إليها أن باريس طلبت من لندن، التي تستضيف الثلاثاء المقبل اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني، وضع الملف اللبناني على جدول المباحثات والتداول في المساعدات التي يمكن تقديمها إليه في موضوع اللاجئين السوريين الذين يتزايد عددهم يوميا.

وكان الرئيس هولاند قد تباحث مع نظيره اللبناني ميشال سليمان هاتفيا أول من أمس، كما أن فابيوس تحادث مع ميقاتي مرتين في الأيام الأخيرة، فيما يتحرك السفير الفرنسي في بيروت باتريس باولي ميدانيا على جبهة الأحزاب السياسية. وتنفي باريس علمها المسبق بعزم ميقاتي على الاستقالة، وترى أنه رغم أن الأخير راغب في العودة إلى رئاسة الحكومة، فإن الأمور «ليست محسومة» بالنسبة إليه، إذ إنها ستخضع لمساومات على أكثر من صعيد محلي وإقليمي.

وفي سياق مواز، أكدت هذه المصادر أن باريس «غيرت موقفها» من مطلب وضع حزب الله على لائحة الإرهاب الأوروبية الذي كانت ترفضه سابقا بحجة أنه «جزء من النسيج السياسي اللبناني»، كما أنه حزب سياسي له نواب في البرلمان ووزراء في الحكومة. ومعلوم أن باريس تقيم حوارا دائما مع حزب الله «كما مع المكونات السياسية الأخرى» في لبنان، كما أن وزيري الحزب وعددا من نوابه يأتون غالبا إلى فرنسا.

وترى هذه المصادر أنه بعد ما تكشف عن عملية قبرص الضالع فيها أحد أعضاء حزب الله وما خلصت إليه سلطات بلغاريا بشأن تنفيذ الهجوم الانتحاري على حافلة سياح إسرائيليين أصبح «من الصعب» على باريس التمسك بموقفها الرافض سابقا لوضعه على لائحة الإرهاب الأوروبية، وأنها تميل اليوم لوضع جناحه العسكري على هذه اللائحة.

غير أن فرنسا، وفق ما تؤكده مصادرها «لن تأخذ المبادرة» على هذا الصعيد، كما أن الموضوع غير مسجل على جدول أعمال وزراء الخارجية في اجتماعهم القادم في بروكسل يوم 22 أبريل (نيسان) الحالي.