الكنيسة المصرية: اعتقال شاب مسيحي في بنغازي

السلطات الليبية تنفذ «حملة فحص» للأجانب في غرب البلاد

TT

نفذت السلطات الليبية أمس حملة لحصر الأجانب المقيمين في منطقة تاجوراء (غرب ليبيا) شملت 4 آلاف أجنبي. فيما قالت مصادر كنسية مصرية إن السلطات الليبية ألقت القبض على مواطن مصري مسيحي في مدينة بنغازي على خلفية اعتقال 5 آخرين بتهمة التبشير، توفي أحدهم في وقت سابق، بينما نفى السفير الليبي في القاهرة محمد فايز جبريل وجود أي معلومات لديه حول تلك الواقعة.

وذكرت وكالة الأنباء الليبية، أمس، قيام لجنة الحصر ومتابعة الأجانب التابعة للمجلس المحلي في منطقة تاجوراء بحصر نحو 4 آلاف أجنبي من جنسيات مختلفة مقيمين داخل المنطقة. وقالت إن بعض من شملهم الفحص تبين أنهم يقيمون بشكل قانوني، وبعضهم بشكل غير قانوني.

وأفادت مصادر بالمجلس بأنه من خلال الكشوف الطبية تبين إصابة 217 شخصا منهم بأمراض وبائية، من بينهم ثلاث حالات مصابة بالإيدز تم إبعادها عن البلاد من قبل الجهات المختصة بشكل يحترم الإنسانية، موضحة أنه بين الموقوفين 214 حالة مصابة بالوباء الكبدي تم ترحيل البعض منهم، وجار العمل على ترحيل من تبقى منهم خلال الأيام القليلة المقبلة.

في غضون ذلك، قالت مصادر كنسية مصرية لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات الليبية اعتقلت المواطن المصري جوزيف عادل شاكر (29 عاما) أول من أمس، وهو نجل أحد المحتجزين الأربعة بتهمة التبشير، وأشارت إلى أنه تم ترحيله من مدينة بنغازي إلى العاصمة طرابلس، حيث تم احتجازه في السجن الذي يوجد به والده.

وأوضحت المصادر أن الشاب يعمل مع والده في التجارة، مشيرة إلى أن قوات الأمن الليبية اعتقلته دون إبداء أسباب، فيما حاولت أسرته الاتصال بالمسؤولين في وزارة الخارجية المصرية دون جدوى.

من جانبه، نفى السفير محمد فايز جبريل السفير الليبي في القاهرة وجود أي معلومات لديه حول تلك الواقعة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أفضل انتظار معلومات مؤكدة من طرابلس قبل التعليق على تلك الواقعة»، مؤكدا عدم استهداف المصريين أو المسيحيين منهم من قبل السلطات الليبية.

وكانت سلطات طرابلس قد ألقت القبض على خمسة مصريين مسيحيين الشهر الماضي ووجهت لهم تهمة التبشير، واحتجزتهم في أحد سجون طرابلس، قبل أن يلقى أحدهم مصرعه في محبسه ويدعى عزت حكيم عطا الله.

واتهم نشطاء أقباط السلطات الليبية بتعذيب المسيحيين المقبوض عليهم، وقالوا إن المواطن عزت حكيم توفي في محبسه جراء التعذيب، إلا أن تقرير الطب الشرعي الليبي أثبت أن الوفاة حدثت نتيجة أزمة قلبية.

وكانت الكنيسة المصرية في مدينة بنغازي قد تعرضت لهجوم من مسلحين مجهولين الشهر الماضي، وهو الهجوم الثاني من نوعه على الكنيسة نفسها، وجاء في أعقاب اعتصام نظمه مصريون أقباط أمام السفارة الليبية في القاهرة وأحرقوا خلاله العلم الليبي احتجاجا على مقتل عزت حكيم في محبسه.

من جانبه، أكد الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والغربية، أنه يتابع أوضاع المسيحيين المصريين في ليبيا، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه على تواصل دائم مع الجهات الرسمية والسفارة المصرية في طرابلس، ووزارة الخارجية المصرية، للاطمئنان على أوضاع المصريين المسيحيين في ليبيا.

وقال: «رغم أن المواطن عزت حكيم عطا الله يتبع الطائفة الإنجيلية، فإن الكنيسة الأرثوذكسية هي التي تولت قضيته وتابعت نقل جثمانه ؛ لأن ليبيا لا يوجد بها كنيسة إنجيلية».

وأضاف: «الكنيسة تقوم بدورها في مساعدة أي مصري حتى وإن لم يكن يتبعها، وهذا نابع من دورها الوطني المعهود لها»، مشيرا إلى أنه يتابع باقي المسيحيين المحتجزين في بنغازي، وأغلبيتهم يتعلق احتجازهم بأسباب تأشيرات دخولهم للبلاد.

من جهة أخرى، كشفت مصادر دبلوماسية مصرية لـ«الشرق الأوسط» عن أن السلطات الليبية رحلت 400 مصري من ليبيا خلال الشهر الماضي، وأنها بصدد ترحيل 9 آخرين خلال الفترة المقبلة.

وقالت المصادر الدبلوماسية إن الترحيل يأتي لأسباب كثيرة، منها الهجرة غير الشرعية، ومخالفة قواعد الإقامة، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية ناشدت الرعايا المصريين توفيق أوضاعهم والحرص على قانونية أوراقهم؛ ليتجنبوا الملاحقات القانونية أو الترحيل.

وأصدرت وزارة الخارجية المصرية أمس تحذيرا لرعاياها من مخاطر التعامل مع وكالات تزوير التأشيرات الوهمية لليبيا.

وقال نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية لإرشادات السفر الوزير مفوض رجائي نصر في تصريح له، إنه تم إلقاء القبض على عصابات تزوير منح تأشيرات الدخول لليبيا لعدد من المواطنين المصريين، وتبين وجود وكالات سفر وهمية تقوم بإصدار تذاكر سفر وتأشيرات دخول مزورة لليبيا.

من جانبها، نفت مصادر ليبية مطلعة بالقاهرة لـ«الشرق الأوسط» أن يكون هناك استهداف للمصريين العاملين في ليبيا، وقالت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها: «ليبيا بها مليون و600 ألف مصري يعملون هناك، وترحيل بضع مئات لا يعني استهداف الجالية المصرية بأي حال من الأحوال».

وأضافت المصادر: «من تم ترحيلهم هم الذين دخلوا بطريقة غير شرعية أو المخالفون لقواعد وقوانين الإقامة، وأي دولة من حقها أن تفعل ذلك لحماية أراضيها من أي عمليات غير قانونية».

وقالت المصادر: «لدينا علاقات طيبة بكل دول الجوار بما فيها مصر، والسبب وراء ترحيل البعض من رعايا تلك الدول هو أن ليبيا متهمة بأنها لا تضبط حدودها.. الأمر الذي قد يحولها إلى ملاذ للخارجين عن القانون من دول الجوار، وهو ما نعمل على عدم حدوثه».

واعتقلت مصر مؤخرا أحمد قذاف الدم المنسق السابق للعلاقات المصرية الليبية، وهو نجل عم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وعددا من رموز النظام السابق في ليبيا، وسلمت اثنين منهم إلى طرابلس بناء على طلب رسمي، فيما لا يزال قذاف الدم يخضع للتحقيق في القاهرة.