«الجيش السوري الحر» يعلن اعتقال مقاتلين من «الباسيج» الإيراني

أكد انتشارا علنيا وغير مسبوق لحزب الله في العاصمة.. ومخاوف من مواجهات على الحدود مع لبنان

قافلة من مقاتلي «الجيش الحر» في طريقها إلى خط المواجهة مع قوات النظام في إدلب (شمال سوريا) أمس (رويترز)
TT

مع احتدام المعارك في محيط العاصمة السورية، يؤكد «الجيش الحر» أن النظام يحشد قواته للقتال في دمشق استعدادا للمعركة الحاسمة، وأن انتشارا علنيا وغير مسبوق لعناصر تابعين لـ«لواء أبو فضل العباس» يسجل في الفترة الأخيرة، محذرا من عملية كبيرة يخطط لها النظام، ومعلنا اعتقال مجموعة من هؤلاء من جنسيات مختلفة، وأهمها إيرانية وعراقية ولبنانية.

وفي حين أعلنت «جبهة النصرة»، أمس، تصفية مسؤول حزب الله وسام نحلة، الملقب بدانيال، في حي ركن الدين بدمشق - أشار لؤي المقداد، المنسق الإعلامي والسياسي لـ«الجيش الحر»، إلى أنه لم يتم التأكد من الخبر لغاية الآن، كاشفا عن أن «مقاتلي (الجيش الحر) أسروا عددا من مقاتلي ميليشيا (الباسيج) الإيرانية في سوريا». وأوضح المقداد لـ«الشرق الأوسط» أن «(الجيش الحر) أسر مجموعة من مقاتلي (الباسيج) في (عملية نوعية) بإدلب في شمال سوريا» وعددا آخر من لواء «أبو فضل العباس» في ريف دمشق، وقد تم بث شريط فيديو يظهر أحد الضباط الإيرانيين ويدعى حميد وسوف. ولفت المقداد إلى أنه سيتم تباعا إظهار صور المعتقلين، بعدما يتم الانتهاء من التحقيق معهم، في حين تمكن المقاتلون من قتل عدد منهم. وقد تبين من هذه التحقيقات، بحسب المقداد، أنه قد أوكلت إلى هذه العناصر مهمة تنفيذ عمليات التفجير والقنص وقصف القرى في مختلف المحافظات.

وفي ما يتعلق بمعتقلي دمشق الذين ينتمون إلى لواء «أبو فضل العباس»، أشار المقداد إلى أنه سيتم نشر مقاطع فيديو تظهر صورهم في الساعات القليلة المقبلة، مؤكدا أنهم إيرانيون ولبنانيون وعراقيون، لافتا إلى أن انتشار عناصر هذا اللواء لم يعد يقتصر على محيط المقامات الشيعية، ولا سيما مقام السيدة زينب، بل إنهم يشاركون في القتال في مختلف المحافظات، وبات النظام يعتمد عليهم بشكل رئيس وهو يعد العدة للمعركة الحاسمة في دمشق، حيث يتوقع أن ينقل من لا يزال في صفوفه السلاح من كتف إلى كتف في أي لحظة.

كذلك، كان قد سبق خبر اعتقال مقاتلي «الباسيج» إعلان شبكة «سانا الثورة» اعتقال «الجيش السوري الحر» عناصر من حزب الله، بينهم قائد في «لواء العباس»، بالسيدة زينب في ريف دمشق.

وقال مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر، فهد المصري، لـ«الشرق الأوسط»، إن «النظام السوري أقدم خلال اليومين الماضيين على قطع التيار الكهربائي عن دمشق ومحيطها»، محذرا من عملية كبيرة في العاصمة يخطط النظام السوري للقيام بها.

وفي حين انتشر فيديو عبر موقع «يوتيوب» أمس، يظهر خلاله عناصر تابعون لـ«جبهة النصرة» وهم يقاتلون عند جبهة ساحة العباسيين في العاصمة دمشق - أشار المصري إلى «أنباء مؤكدة عن استقدام القوات النظامية 5 راجمات صواريخ على الأقل ونقل معدات عسكرية دقيقة وحساسة إلى سفوح جبل قاسيون، لتعزيز منظومته العسكرية وقاعدة صواريخه الموجودة فوق المزة 86 استعدادا لمعركة دمشق». ولفت المصري إلى أن هذه الاستعدادات «تأتي بالتزامن مع تكثيف الطلعات الجوية النظامية فوق منطقة القلمون المحاذية للحدود مع لبنان، وهي منطقة عسكرية تنطلق منها صواريخ السكود، وتحديدا من القطيفة»، مشيرا إلى أنباء عما وصفه بـ«استعدادات كبيرة لدخول عدد كبير من مقاتلي حزب الله عبر معبر جوسية».

وحذر المصري من خطة أعدها النظام السوري تقضي بتدمير العاصمة السورية دمشق فيما لو حشر عسكريا فيها، لافتا إلى أن ذلك قد يحصل في الفترة القليلة المقبلة، على أن يترافق مع ضرب جوي لمنطقة عرسال اللبنانية (الواقعة شرق لبنان) ومع استخدام لأسلحة كيماوية ومعارك عنيفة على الحدود اللبنانية وفي الساحل السوري الذي سينتقل إليه رئيس النظام السوري بشار الأسد ورموز حكمه.

وأوضح المصري أن النظام السوري قام في اليومين الماضيين، ولهذه الغاية، بنقل عدد كبير من الأسلحة والصواريخ، وبشكل خاص راجمات صواريخ من مطار المزة العسكري باتجاه سفوح جبل قاسيون لتعزيز منظومة الصواريخ الموجودة فوق منطقة مساكن برزة، مما يعني تحضيرا لقصف وتدمير دمشق، وقال: «وقد تزامنت هذه العملية مع إدخال تعزيزات عسكرية جديدة إلى داخل العاصمة وانتشار لعناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني بشكل مفضوح ومعلن على الحواجز التي تقطع أوصال دمشق والتي بلغ عددها 400 حاجز».

وأكد المصري أن كل المعطيات تشير إلى معارك عنيفة ومحتدمة، مع حشد حزب الله عناصره على الحدود اللبنانية، مع دخول أكثر من ألف مقاتل من الحزب يوم أمس إلى جوسية واحتلالهم جوسية الخراب وحاجز الـ14 كما مناطق جبلية واسعة، وقال: «حزب الله عاد يستخدم قاعدة الصواريخ الموجودة في منطقة الهرمل لضرب أراض سوريا كما استخدم المدفعية وراجمات الصواريخ الموجودة في بلدة الطفر اللبنانية لاستهداف الثوار في الداخل السوري».

وعلى صعيد العمليات القتالية، تمكن «الجيش الحر» من بسط سيطرته على حي الكرك بمحافظة درعا، كما وقعت اشتباكات عنيفة بين «الحر» و«النظامي» في محيط بلدة خربة غزال بالمحافظة نفسها، وذلك في محاولة لقطع طريق الإمداد الواصل بين دمشق ودرعا، وذلك وفقا لشبكة «شام».

ووفقا للجان التنسيق، استخدم النظام 8 صواريخ أرض - أرض، يعتقد أنها من نوع «لونا» الروسية، مما أدى إلى نزوح معظم أهالي البلدة، البالغ عددهم 23000 ألف نسمة، إلى المناطق المجاورة.

وفي الجبهة الشمالية، أفاد «مركز حلب الإعلامي» بحصول اشتباكات متقطعة في حي الشيخ مقصود، تزامنا مع قصف بالدبابات على الحي، كما أكد المركز استعادة «الجيش الحر» السيطرة على منطقة «قرية عزيزة» (جنوب حلب)، ومنطقة «جسر عسان» من الجيش النظامي، الذي قام بقصف حي المرجة بقذائف الهاون، مما خلف أضرارا مادية كبيرة. أما في دمشق، فأفاد مركز القيادة هناك بقصف الجيش النظامي لأحياء القابون والحجر الأسود وجوبر ومخيم اليرموك وبرزة والعسالي.

ونقلت شبكة «سوريا مباشر» عن كتائب «الجيش الحر» في داريا، نفيها أن يكون مقام السيدة سكينة بات تحت سيطرة القوات النظامية، بينما أصدرت بعض الكتائب الموجود في جنوب دمشق بيانا أعلنت فيه مقتل علي جمال الحبشي، القائد العسكري لعناصر حزب الله في المنطقة الجنوبية.