الجبوري يسخن أجواء الحملة الدعائية لمجالس المحافظات في العراق

الشابندر المقرب من رئيس الوزراء: أنا عراب عودته ولا صفقة وراءها

TT

بعد أن كان عضوا في أول جمعية وطنية تم تشكيلها بعد الحرب على العراق عام 2003 وأول عضو في أول مجلس وطني انتقالي في العراق والذي مهد لإقرار أول دستور دائم في العراق (عام 2005) وأول انتخابات برلمانية تمكن من الفوز بها بحصول كتلته (المصالحة والتحرير) على ثلاثة مقاعد في أول برلمان عراقي منتخب، ابتعد السياسي العراقي المثير للجدل مشعان الجبوري عن العراق منذ عام 2006 بسبب تهم سياسية ومالية. ولكن عاد الجبوري إلى العراق ليدخل منافسا لانتخابات مجالس المحافظات وعلى محافظة صلاح الدين التي ينتمي إليها. وبعد أن تم الحكم عليه غيابيا لمدة 15 سنة، أسقط القضاء عن الجبوري تلقائيا ذلك الحكم وحدد له بعد خروجه بكفالة موعدا جديدا لمحاكمته. وفيما كان قد وقف خلال انتخابات عام 2010 مع القائمة «العراقية» بزعامة إياد علاوي وهاجم بعنف رئيس الوزراء العراقي وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي فإنه وعلى أثر ما اعتبره ابتعادا عن المشروع الوطني للعراقية ووقوف المالكي بوجه ما اعتبره طموحات كردية غير مشروعة في كركوك والمناطق المتنازع عليها، أوقف الجبوري حملته ضد المالكي ليتحول فيما بعد إلى واحد من أشرس مؤيديه.

وفي هذا الإطار فقد دخل على خط عودة الجبوري في إطار الخطوة الأولى في مسافة الألف ميل القيادي البارز في دولة القانون عزة الشابندر والمقرب من المالكي والذي يوصف بأنه كبير مفاوضيه ورجل المهمات الصعبة. وعند سؤال «الشرق الأوسط» للشابندر بوصفه أحد عرابي عودة الجبوري الذي أدت عودته إلى تسخين الأجواء الدعائية لانتخابات مجالس المحافظات قال: «ليس هناك عراب آخر.. بل أنا العراب الوحيد لعودة الجبوري إلى بغداد». وحول ما إذا كانت عودته مرتبطة بصفقة تم إبرامها مع المالكي قال الشابندر «لا توجد أي صفقة بالأمر فأنا تربطني علاقة صداقة مع الجبوري وقد أخبرني أنه متأكد من براءته وأنه يثق بالقضاء العراقي ولذلك قرر مواجهة الأمر بنفسه وهو ما حصل». وبشأن دوره في ترتيب العودة لا سيما بعد كل ما أثير حول الجبوري من تهم فساد أو التحريض على الإرهاب قال الشابندر إن «كل ما طلبه مني الجبوري هو أنه عندما يصل إلى مطار بغداد أن تحترم كرامته وأن لا توضع الأصفاد بيده ليساق إلى المحكمة مخفورا وهو ما وعدته به لكنني أؤكد لك أنه حتى هذه العملية لم أقم بها لأن القانون العراقي لا يضع الأصفاد بيد أحد يعود من تلقاء نفسه خصوصا للمحكومين غيابيا». وأوضح الشابندر أن «الذي حصل أن الحكم على مشعان أسقط تلقائيا بمجرد حضوره أمام القاضي حيث وقف في قفص الاتهام كأي متهم وتم إخراجه بكفالة ليحدد له موعد محاكمة جديد». وأكد الشابندر أن «كل الضجة التي تثار الآن حول الجبوري سببها خصومه في منطقته حيث إن عودته تشكل خطرا على الكثيرين هناك».

ومشعان الجبوري أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن كل ما قيل عنه كان «كلاما ملفقا ومن قبل أناس هم أنفسهم متهمون بل ضالعون بالفساد وأن القصة كلها ملفقة ضدي وقد قررت مواجهتها بنفسي». وأضاف أن «لدي ضمانات بأن الأمور تسير وفق الأصول وأن قرار الحكم ألغي ضدي وأنا أقول الآن من هذا المكان إن كل شخص لديه قصة ضدي فليواجهني فأنا أتنقل بين بغداد وتكريت وباق في بلدي».

واليوم يملك الجبوري قناة فضائية «قناة الشعب» التي أطلقها من سوريا بعد غلق قناتين كان يملكهما «الزوراء» التي أغلقت بعد فترة من مغادرته العراق و«الراي» التي أوقفت بعد اشتداد عواصف الربيع العربي ووقوفه إلى جانب العقيد معمر القذافي. وفي صلاح الدين حيث يخوض الآن الجبوري حملته الانتخابية عبر الفضائية التي يملكها «الشعب» أكد ضامن عليوي عضو مجلس محافظة صلاح الدين وأحد منافسي الجبوري لـ«الشرق الأوسط» أن «مشعان الجبوري رجل يمتلك قدرات قيادية ليست سهلة وهو خصم صعب المراس ويملك من القدرات ما يجعله يؤثر على الناس والشباب وهي أمور يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار». وأضاف عليوي أن «الموقف (المعارض) الذي كان قد وقفه الجبوري من الاحتلال ترك أثرا كبيرا في نفوس الناس وبالتأكيد فإنه سوف يحصل على ما يستحقه من أصوات برغم أننا منافسون له في قائمة يرأسها محافظ صلاح الدين أحمد عبد الله الجبوري واسمها الجماهير العراقية بينما اختار مشعان لكتلته اسم جبهة الإنصاف».