«قمة اللقاحات» تطمح للحصول على دعم عربي

بيل غيتس: نريد الاستفادة من علاقات دول الشرق الأوسط بالمناطق التي ما زال المرض متفشيا فيها

بيل غيتس يقوم بتطعيم طفل في غانا ضمن حملة للتطعيم ضد مرض الإسهال (أ.ف.ب)
TT

من خلال «خطة اللقاح العالمي» التي أطلقها وزراء الصحة في العالم في شهر مايو (أيار) الماضي، اجتمعت جهود المنظمات العالمية وحكومات الدول المختلفة لإنجاح الخطة الطموح بالإضافة إلى مؤسسات خيرية ورسمية وشخصيات عالمية فعالة.

مؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية التي تنشط في مجالات توفير اللقاحات الطبية للأطفال في العالم خاصة الدول النامية والفقيرة تبنت في هذا الإطار خطة عمل طموحة أطلق عليها «خطة الأعوام الستة»، تهدف من خلالها إلى القضاء على مرض شلل الأطفال في العالم بعد أن تم تقليص حجم المصابين به وتحديد المناطق التي لا تزال تعاني منه في ثلاثة بلدان هي نيجيريا وباكستان وأفغانستان.

الخطة تبدو طموحة للغالية لكنها ممكنة، خاصة إذا وُضع في الاعتبار ما نتج حتى الآن عن حملة اللقاحات العالمية والجهود التي تبذل من أجلها، حيث يبدو الهدف قريبا وسهل التحقيق. ومن أجل ذلك تشارك مؤسسة بيل وميليندا غيتس في استضافة مؤتمر عن اللقاحات خاصة مصل شلل الأطفال، في أبوظبي يومي 24 و25 أبريل (نيسان) الحالي.

وفي لقاء بالفيديو مع عدد من الصحافيين العرب في لندن، تحدث بيل غيتس عن فكرة المؤتمر وأسباب إقامته في أبوظبي والأهداف والنتائج المتوقعة منه. بدأ غيتس الحديث بأهداف المؤتمر قائلا «يتناول المؤتمر اللقاحات بشكل عام والتقدم الذي حدث في هذا المجال حتى الآن مع التركيز على هدف القضاء على مرض شلل الأطفال من خلال خطة السنوات الست التي نأمل أن تنهي المرض بنهاية عام 2018». ويشير غيتس إلى أن حملة دعم التلقيح هي جزء كبير من عمل المؤسسة، ومن هنا نبع الاهتمام بمرض شلل الأطفال، وقال «المرض الوحيد الذي تم القضاء عليه في الماضي كان مرض الجدري وتم القضاء عليه لتوافر اللقاحات ولحملات التوعية التي صاحبته، ولهذا انتقل من التسبب في وفاة مليوني شخص في العالم إلى انتفاء الحاجة للقاح تماما».

وردا على سؤال حول سبب اختيار أبوظبي لاستضافة المؤتمر قال «لقد ساندت دول الشرق الأوسط مجهوداتنا في توفير اللقاحات وحالات القضاء على شلل الأطفال، وشكلت مساهمات جهات مهمة وشخصيات حاكمة مثل ولي عهد أبوظبي والبنك الإسلامي للتنمية وبعض المتبرعين دعما كبيرا في ذلك». وعن أهمية المؤتمر أشار إلى أن مرض شلل الأطفال ما زال يصيب الأطفال في ثلاثة بلدان، وأضاف «لكن ذلك لا يعني أن تقتصر مجهوداتنا عليها فقط، لأننا يجب علينا المضي في العمل والتوعية حتى يتم القضاء عليه تماما». من أهداف المؤتمر أيضا الاستفادة من علاقات دول الشرق الأوسط بالمناطق التي ما زال فيها المرض متفشيا مثل باكستان وأفغانستان والتي يلاقي فيها عمل الأطباء والعاملين في الحملات مقاومة من قبل السكان، وحسبما ذكر غيتس فإن بلدان الشرق الأوسط «لها مصداقية في تلك الأماكن التي نواجه فيها صعوبات، فحتى مثلا في شمال باكستان نتلقى المساعدة من مختصين من أبوظبي للخروج مع الحملات والحديث مع المواطنين. نحتاج لشبكة من القنوات السياسية والاجتماعية والدينية لنشر الوعي، ولهذا نعتقد أن دول الشرق الأوسط تلعب دورا كبيرا». ويضيف أن السبب الآخر لعقد المؤتمر في أبوظبي هو التمويل «الأمصال باهظة الثمن ويصعب على الدول الفقيرة توفيرها ولذلك نحتاج مساعدات مالية». وبالنسبة لخطة السنوات الست يقول «سنحتاج إلى مليار دولار في العام، وأتوقع أن تفي أربعة أو خمسة مليارات دولار من المساعدات بهدف الحملة والقضاء على المرض تماما».

وحول المقاومة التي تواجهها فرق التطعيم خاصة في باكستان وكيفية التغلب على ذلك يقول «الشيء المهم هو أن يعي الناس أن التطعيم هو أمر جيد ويجب علينا التأكد من نشر المعلومات حول فوائده وتأثيره، ولهذا نلجأ لأشخاص وهيئات يثق بها سكان هذه المناطق التي يصعب فيها عملنا».

وردا على سؤال حول ما إذا كانت حملات التطعيم قد تأثرت من استخدام الـ«سي آي إيه» حملة تطعيم كغطاء لها في آبوت أباد للوصول إلى بن لادن، قال غيتس من دون الدخول في تفاصيل العملية «ما حدث لم تكن له علاقة بحملة التطعيم ضد شلل الأطفال، ولم تكن لأي من العاملين معنا علاقة به، فأي شيء يحول بين الطفل واللقاح هو أمر سيئ، ولهذا يجب أن نحرص على نشر المعلومات الصحيحة حوله».