بيونغ يانغ «صادقت» على خطط لمهاجمة أميركا.. ودعوات دولية للتهدئة

الولايات المتحدة تعزز دفاعاتها في غوام.. وترسل 18 طائرة «إف 18» إلى الفلبين

جنود أميركيون يستخدمون أقنعة واقية أمام روبوت، في إطار تجارب على معدات، في معسكر بشمال سيول أمس (أ.ف.ب)
TT

عززت الولايات المتحدة دفاعاتها الصاروخية في المحيط الهادي مع إطلاق كوريا الشمالية أمس مزيدا من التهديدات بإعلان مصادقتها النهائية على خطط عسكرية وربما توجيه ضربات نووية ضد أهداف أميركية. ووسط مزيد من القلق الدولي، رجح محللون أن تقدم بيونغ يانغ على تجربة إطلاق صاروخ في البحر فوق اليابان كوسيلة لا تتضمن مجازفة كبيرة لكن مع استعراض قوة ينقذ ماء الوجه.

وصرح وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل بأن تهديدات بيونغ يانغ الحربية المتزايدة إضافة إلى قدرتها العسكرية تمثل «خطرا واضحا وفعليا» على الولايات المتحدة وحليفتيها اليابان وكوريا الجنوبية. وأعلن البنتاغون عن إرسال بطارية صواريخ «تي إتش إيه إيه دي» إلى غوام، وهي أراض أميركية تبعد 3.380 كلم جنوب شرقي كوريا الشمالية وينتشر فيها 6 آلاف عسكري أميركي. وقال هاغل مساء أول من أمس: «لديهم الآن قدرة نووية، لديهم الآن قدرة على إطلاق الصواريخ»، مضيفا أن بلاده تأخذ تلك التهديدات «على محمل الجد».

وبعد وقت قصير على تصريحات البنتاغون أعلن الجيش الكوري الشمالي أنه تبلغ المصادقة النهائية على خطط عسكرية ضد الولايات المتحدة قد تتضمن أسلحة نووية. ونقل التلفزيون الحكومي الكوري الشمالي عن متحدث باسم هيئة أركان الجيش قوله: «نبلغ البيت الأبيض والبنتاغون رسميا أن سياسة العداء الأميركي وتهديدها النووي سيسحقان بالإرادة القوية لكل أفراد القوات المسلحة والشعب المتحدين وما تملكه جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية من وسائل متطورة أصغر حجما وأخف وزنا لتوجيه ضربة نووية متنوعة، وأن العملية التي لا رحمة فيها التي أعدتها قواتها المسلحة الثورية في هذا الصدد تمت دراستها والتصديق عليها نهائيا». وأضافت رئاسة أركان الجيش الكوري الشمالي أن «لحظة الانفجار تقترب بسرعة»، وذلك ردا على ما وصفته باستخدام الولايات المتحدة الاستفزازي لقاذفات شبح طراز «بي-52» و«بي-2» قادرة على حمل رؤوس نووية في المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية. ومع أن عددا قليلا من تهديدات بيونغ يانغ قوبل بالأفعال، تقول تقارير إنه يبدو أن كوريا الشمالية حركت على سواحلها الشرقية صاروخا متوسط المدى قادرا على ضرب أهداف في كوريا الجنوبية واليابان. وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم كوان-جين أمام المشرعين إنه «قد يكون (الصاروخ الكوري الشمالي) الهدف منه القيام بتجربة إطلاق أو المشاركة في تمارين عسكرية». وقال محللون إن أحد السيناريوهات التي قد تختارها بيونغ يانغ ربما تكون تجربة إطلاق صاروخ في البحر فوق اليابان كوسيلة لا تتضمن مجازفة كبيرة للخروج من الأزمة باستعراض قوة ينقذ ماء الوجه.

وأثارت التهديدات النووية الجديدة مزيدا من القلق لدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أبدى خلال زيارة لموناكو «قلقه الشديد» إزاء التصعيد. وقال، وهو وزير خارجية كوري جنوبي سابق: «في هذا الوقت، أعتقد أن كل الأطراف المعنية في شبه الجزيرة الكورية، وخاصة الحكومة الصينية، يمكنها أن تلعب دورا مهما جدا لتهدئة الوضع».

كما دعا الاتحاد الأوروبي بيونغ يانغ للتوقف عن تأجيج التوترات واستعادة النقاش مع المجتمع الدولي. ووصفت وزارة الخارجية الروسية تجاهل كوريا الشمالية لقرارات الأمم المتحدة بأنها «غير مقبولة جملة وتفصيلا». وقال يون دوك- مين البروفسور في الأكاديمية الوطنية للدبلوماسية الكورية في سيول إن التهديد النووي الأخير يشبه تهديدا صدر قبل شهر ولكن بوزن «المصادقة» المفترضة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ- أون. وأضاف يون: «المشكلة تتعلق بما إذا كان كيم، الذي لا يزال شابا ولا يتمتع بالخبرة، يعرف كيف يتعامل مع هذا التصعيد. أين ينتهي الأمر؟ هذا هو السؤال المقلق».

ومنعت كوريا الشمالية الدخول إلى موقع «كايسونغ» الصناعي المشترك مع كوريا الجنوبية أمس، لليوم الثاني على التوالي، وهددت بسحب عمالها البالغ عددهم 53 ألفا في رد فعل غاضب على إعلان كوريا الجنوبية خطة طوارئ «عسكرية» لحماية عمالها في ذلك الموقع. وفي سياق متصل، أعلن في مانيلا أمس عن اعتزام الولايات المتحدة إرسال 12 طائرة من طراز «إف إيه- 18» إلى الفلبين للمشاركة في تدريبات عسكرية سنوية مع حليفتها، وذلك وسط تصاعد التوتر في منطقة آسيا والمحيط الهادي. وتعد هذه أول مرة ترسل فيها واشنطن هذا العدد من الطائرات إلى هناك. وقال المتحدث باسم الجيش الفلبيني إيمانويل غارسيا، إن إرسال الطائرات الحربية لا صلة له بالتوتر الذي تشهده شبه الجزيرة الكورية. وأضاف غارسيا: «تم التخطيط لهذه التدريبات منذ ما يزيد على عام، أي قبل فترة كبيرة مما يجري حاليا في المنطقة». وتابع غارسيا أن التدريبات العسكرية الثنائية المقرر أن تبدأ اليوم (الجمعة) تتضمن مشاركة ثمانية آلاف جندي أميركي وفلبيني يقومون بمحاكاة المعارك وعمليات الاستجابة للكوارث.