كيري يطلب من الأوروبيين مهلة «شهرين» للعمل بحرية وبلا منافسة

قال إن مقترحات باريس ستدرس لاحقا

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر فرنسية رفيعة المستوى أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، طلب من الفرنسيين خصوصا، والأوروبيين بشكل عام، التريث في إطلاق أي مبادرة في ما يخص ملف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، في محاولة منه لتوحيد الموقف الدولي والدفع باتجاه تحريك مياه المفاوضات الراكدة عبر طرف واحد.

وأضافت المصادر الفرنسية أن باريس أبلغت كيري، عندما زارها في طريق عودته من جولة شرق متوسطية الأسبوع الماضي، أنها «لا تريد أن تقف موقف المتفرج» وأن لديها «أفكارا وتصورات للحل تريد طرحها». وكان جواب الوزير الأميركي حينذاك أن واشنطن «ترحب وتتقبل الأفكار الفرنسية والأوروبية»، ولكنها تفضل العمل «بشكل سري» في هذه المرحلة.

وحرص كيري على «طمأنة» محاوريه الفرنسيين بشأن التزام بلاده تحقيق تقدم ما في هذا الملف، طالبا منهم أن «يثقوا به».

يشار إلى أن صاحب أعلى منصب دبلوماسي أميركي يعتزم زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية مرة كل أسبوعين، في إطار جولات مكوكية لإخراج الملف الفلسطيني - الإسرائيلي من حالة المراوحة. ووفقا لصحيفة «معاريف»، سيصل كيري إلى المنطقة مساء الأحد المقبل، إلا أنه من المحتمل أن يقدم زيارته إلى مساء السبت بداية الأسبوع المقبل.

وفهمت باريس من محادثاتها مع الوزير الأميركي أن الرئيس باراك أوباما «أوكل إليه تماما» ملف الشرق الأوسط. وبحسب باريس، فإن أوباما، ورغم التصريحات التي أطلقها هنا وهناك، لم يعد يرى أن إيجاد حل لنزاع الشرق الأوسط «مصلحة وطنية أميركية».

وبحسب الشروح التي قدمها كيري، فإنه يريد في المرحلة الأولى أن يعمل على بناء «تدابير ثقة» بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في إطار مهمته القادمة التي سيقوم بها الأسبوع المقبل في القدس المحتلة ورام الله، حيث سيلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وكان لافتا أن كيري تناول مع المسؤولين الفرنسيين ملف الصراع من زاويتين: الأولى، طبيعة الضمانات الأمنية التي يتعين توفيرها لإسرائيل في إطار أي اتفاق سلام، والثاني التشديد على أهمية تواصل أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة جغرافيا، مما يعني، بكلام غير مباشر، موضوع الاستيطان ومساعي إسرائيل لفرض واقع ميداني جديد يفصل شمال الضفة عن جنوبها بحائط من المستوطنات.

وجاءت تصريحات الناطقة باسم الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، أول من أمس، التي أشارت فيها إلى أن كيري لن يحمل خطة سلام وأنه يريد الاستماع للطرفين الفلسطيني - الإسرائيلي لتؤكد «التوجسات» الفرنسية والأوروبية من أن واشنطن تريد «استكشاف» إمكانية التوصل إلى شيء ما وليس فرض حل.