قادة اليهود الأميركيين يحثون نتنياهو على إنجاح جهود كيري

«هآرتس»: الفلسطينيون قبلوا تجميد خطواتهم في الأمم المتحدة لإعطاء فرصة لجهود واشنطن

TT

عشية زيارة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إلى المنطقة، بغية تحريك مفاوضات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية والعربية، تلقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رسالة موقعة من قيادات بارزة في الجالية اليهودية في أميركا تحثه على التعاون والعمل المشترك من أجل إنجاح جهود كيري، بغية الوصول إلى «مبادرات عملية تمثل استعداد إسرائيل لتقديم (تضحيات) و(تنازلات) موجعة عن أراض من أجل السلام».

وحرص كاتبو الرسالة على التوجه الإيجابي لنتنياهو، فلم يوجهوا له انتقادات، بل أثنوا على «قدراته القيادية كما تجلت في مبادرته للمصالحة مع تركيا»، ويدعونه إلى إبداء قدرة قيادية مشابهة تعيد الطرف الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات. وأفادت مصادر سياسية لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، التي أوردت النبأ في موقعها على الشبكة، أمس، بأن الرسالة التي جرى تسليمها أمس إلى مكتب رئيس حكومة إسرائيل وإلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن، دعت إلى استثمار زيارة أوباما لإسرائيل التي تمت قبل ثلاثة أسابيع واتخاذ خطوات محددة لبناء الثقة تؤشر إلى التزام إسرائيل بحل الدولتين.

وتقف وراء هذه الرسالة، منظمة المنتدى السياسي لإسرائيل، وهي منظمة أميركية تعمل تحت شعار «المحافظة على إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية تعيش بسلام مع جيرانها»، تأسست سنة 1993 في أعقاب التوقيع على اتفاقيات أوسلو. ووقعت عليها شخصيات بارزة في الجالية اليهودية في الماضي والحاضر، يحسب غالبيتهم على معسكر الوسط أو اليسار ولكن بينهم أيضا عدد من قادة منظمة «أيباك» التي تجمع كل الحركات والتنظيمات اليهودية اليمينية في الولايات المتحدة وتعمل بصفة «مجموعة ضغط» لإسرائيل. وعرف من بين الموقعين وزير الدفاع الأسبق دوف زاكهايم، والمليارديران تشارلز برونفمان وداني أبرامز، المعروفان بتبرعاتهما الضخمة لإسرائيل، ومدير عام اللجنة الأميركية - الإسرائيلية للعلاقات العامة (أيباك) السابق توم دايان، ومدير الحركة الإصلاحية ريك جيكوبس، والباحثة في شؤون المحرقة اليهودية البروفسور دفورا ليفستدت، ورئيس الوكالة اليهودية الأسبق ريتشارد بارلسون، ورئيس منتدى السياسة الإسرائيلية بيتر جزيفز، وأمينه العام ديفيد هلفرين، والعديد من كبار رجال الأعمال والمنظمات اليهودية في أميركا.

وصرح قائد التيار الإصلاحي في اليهودية، ريك جيكوبس، بأنه وقع على الرسالة بسبب الشعور بأن زيارة الرئيس باراك أوباما لإسرائيل كانت ذات بعد تاريخي، «حيث إنها جاءت لتكسر الجمود في المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية ومنعها من الوصول إلى الباب الموصد».

وينتظر قادة إسرائيل وزير الخارجية كيري، الذي سيصل إلى المنطقة مساء غد (السبت)، مستهلا بتركيا ثم ينتقل إلى الأردن بعد غد ليلتقي هناك مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ثم يصل يوم الاثنين إلى إسرائيل للقاء قادتها.. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزيرة القضاء تسيبي ليفني المسؤولة عن ملف المفاوضات. وقالت مصادر إسرائيلية إن كيري قد يتوجه يوم الثلاثاء إلى رام الله للقاءات إضافية مع المسؤولين الفلسطينيين، قبل أن يغادر إلى لندن لمحادثات تتعلق بالوضع في أفغانستان.

وأضافت هذه المصادر أن كيري قرر الوصول إلى المنطقة مرة كل أسبوعين، من أجل دفع مسيرة السلام. وقد خطط لإنجاز تفاهمات فلسطينية - إسرائيلية، خلال الشهور الثلاثة القادمة، تتيح إعادة الثقة بين القيادتين من جهة، ولإنجاز صيغة تتيح المباشرة في مفاوضات إسرائيلية - عربية (وليس فقط فلسطينية) شاملة حول مبادرة السلام العربية، من جهة أخرى.

وحسب صحيفة «هآرتس»، أمس، فإن السلطة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وافقتا على طلب أميركي بأن تعطيا فرصة لمساعي الوزير كيري لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل قبل أن تتوجه مجددا إلى الأمم المتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن السلطة ستعطي مهلة ثمانية أسابيع إلى 12 أسبوعا كحد أقصى، تجمد خلالها برنامجها للانضمام إلى المزيد من المؤسسات الدولية بصفة دولة، علما أن كيري أعطى لنفسه ثلاثة إلى ستة أشهر لإحداث تقدم في عملية السلام.

وقالت الصحيفة إن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) عرض الموضوع، قبل أيام، على اللجنة المركزية لحركة فتح التي أقرته رسميا، بغية إعطاء فرصة لكيري، وإن السلطة ستمتنع، خلال تلك الفترة، عن التوقيع على معاهدة روما التي تعطيها صفة دولة في محكمة الجنايات الدولية وعن أي خطوات أخرى للانضمام للمنظمات الدولية، ولكنها استثنت من ذلك استفزازات إسرائيلية في موضوع الاستيطان، وخص الفلسطينيون البناء في منطقة «إي- 1»، الذي يعتبرونه خطا أحمر، حيث سيجعلهم يتوجهون للمحكمة الدولية.