السفير السعودي يدعو القيادات اللبنانية إلى «حوار وطني داخلي»

قال إن توجيهات خادم الحرمين هي التواصل مع كل القوى السياسية والتشجيع على الحلول الداخلية

TT

دعا السفير السعودي في لبنان، علي عواض عسيري، المسؤولين اللبنانيين إلى «مزيد من الوعي والحكمة واعتماد لغة التهدئة والتعقل لدرء الأخطار عن لبنان والدخول في حوار وطني داخلي».

وتمنى عسيري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تشكل المساعي الآيلة إلى تشكيل حكومة جديدة بابا أمام كل الأفرقاء للتلاقي والتشاور والانتقال إلى مرحلة أفضل على كل الصعد، رافضا الإجابة عن سؤال حول شكل الحكومة من منطلق رفض المملكة «التدخل في الشؤون الداخلية». لكنه شدد على أهمية وجود حكومة تدير البلاد في هذه المرحلة الحساسة، وأن تحظى بتفاهم وطني عام حولها. وأضاف أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين هي التواصل مع كل القوى السياسية اللبنانية من دون استثناء، والتشجيع على إيجاد حلول داخلية تريح لبنان واللبنانيين. واعتبر عسيري أن المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة تتطلب من المسؤولين في لبنان مزيدا من الوعي والحكمة واعتماد لغة التهدئة والتعقل لدرء الأخطار عن لبنان والدخول في حوار وطني داخلي لأن اللبنانيين هم الأدرى بمشاكلهم وكيفية معالجتها، مؤكدا أنه عبر عن هذه المواقف خلال الجولة التي قام بها أمس على كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والبطريرك الماروني بشارة الراعي، وجميع المسؤولين الذين يلتقيهم.

كذلك، قال السفير عسيري إن المملكة العربية السعودية «قيادة وحكومة وشعبا تتمنى للبنان وشعبه الشقيق بكل طوائفه كل الخير، وتأمل أن يواكب المسؤولون اللبنانيون هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة بوحدة وطنية وتماسك وحوار يرعاه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يؤدي إلى نقل لبنان إلى مرحلة من التفاهم في ظل حكومة جديدة تعالج الشأن الاقتصادي وتوفر الاستقرار الأمني وتجري الانتخابات النيابية وفق قانون يتوافق عليه اللبنانيون».

وأشار عسيري إلى أن «اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، يصب في خانة استقرار لبنان وسيادته والسلم الأهلي فيه، وأن المملكة تقف إلى جانب لبنان في شتى الظروف، وتسعد حين ترى أن هناك قناعة لدى الأشقاء اللبنانيين للدخول في حوار وطني معمق وبناء».

وحول الدور الذي يقوم به رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، قال عسيري إن الرئيس سليمان يبدي حرصا كبيرا على تطبيق الدستور والمحافظة على المؤسسات، ويبذل جهودا حثيثة في سبيل إنجاح الحوار لاقتناعه بأنه السبيل الوحيد لتقريب وجهات النظر بين كل القوى السياسية، وتعزيز اللحمة الوطنية وتحصين الساحة الداخلية. وتابع أن «مواقف الرئيس سليمان هي محل تقدير كل المتابعين في الداخل والخارج، ونأمل أن يؤدي التعاون بينه وبين رئيس الحكومة العتيد وكل أركان الدولة والمسؤولين إلى الوصول إلى ما يحقق مصلحة لبنان وطموحات الشعب اللبناني الشقيق».

وعن الدور السعودي في لبنان خلال هذه المرحلة أكد عسيري أن النهج الذي تتبعه السياسة السعودية في لبنان ثابت ويقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتشجيع على كل ما من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية والعيش المشترك والوقوف إلى جانب لبنان في كل ما يؤدي إلى صيانة سيادته وتحقيق تقدمه وازدهاره.