لجان التنسيق لمظاهرات المحافظات الغربية يخططون لتجمع حاشد في ذكرى غزو العراق

قبائل الدليم تحذر من مخطط يهدف إلى إعلان إقليم سني بدءا من محافظة الأنبار

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصدر مطلع من لجان التنسيق الشعبية لمظاهرات الأنبار، أن «لجان التنسيق في المحافظات الغربية التي تشهد مظاهرات جماهيرية حاشدة منذ أكثر من مائة يوم أعلنت أن يوم الاثنين المقبل والمصادف يوم الثامن من أبريل (نيسان) لمناسبة سقوط بغداد سوف يكون يوما للحشد الشعبي في كل تلك المحافظات»، وأشار المصدر إلى أن «المتظاهرين يعدون العدة الآن لمظاهرة قد تكون الأكبر منذ انطلاق المظاهرات». وفي السياق نفسه وطبقا للتناقض في خطب متظاهري الجمعة أكد المصدر المقرب أن «الذي حصل أن لجان التنسيق تمكنت من عدم وصول السياسيين خلال هذه الجمعة إلى منصة الاعتصام لأن هناك من يريد أن يوصل رسائل أو يركب موجة المظاهرات لأغراض انتخابية أو غيرها، بينما الحماس الذي يغلب على الخطباء أحيانا قد يكون مدعاة لتصعيد غير مقصود». وأضاف أن «هناك خطين في عموم المظاهرات وهما الخط الذي يميل إلى التهدئة نوعا ما وحتى المباشرة بالمفاوضات والحصول على ما أمكن الحصول عليه من مكاسب من الحكومة، بينما هناك من يريد التصعيد وهم هيئة علماء المسلمين وجماعة النقشبندية والنصرة وأطراف من البعثيين»، مؤكدا أن «هذه الجهات تلقت دعما من الخارج لهذا السبب». وردا على سؤال بشأن ما يقال عن دور تنظيم القاعدة قال إن «عمل (القاعدة) يختلف عن الآخرين فهي ليست معنية بكل هذه الأمور، وإنما يعنيها أمر واحد هو أن يحصل ارتباك في الوضع ويمكن أن تعود الأمور إلى المربع الأول حتى تبدأ عملها من جديد»، مضيفا أن «الشيء الوحيد الملاحظ هو أنها خففت ملاحقتها لبعض من كانت تعتبرهم مطلوبين لها أو أعداء بانتظار ما سوف تصل إليه الأوضاع». على صعيد متصل، حذرت قبائل الدليم من مخطط يجري الإعداد له يهدف إلى إعلان إقليم سني بدءا من محافظة الأنبار. وقال أمير قبائل الدليم في عموم العراق ماجد علي السليمان في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن هناك «فئة صغيرة من العملاء وقطاعي الطرق» تعمل على وتر الطائفية من خلال إقليم الأنبار، في حين أكد تصديه «بجميع الوسائل المتاحة» ضد من تسول له نفسه تقسيم البلاد. وقال البيان: «سمعنا أن هناك فئة صغيرة من العملاء وقطاعي الطرق في هذه المحافظة ومن محافظات أخرى تعمل على وتر الطائفية من خلال فكرة الأقاليم ومنها إقليم الأنبار». وأضاف السليمان: «لذا باسم العراق الغالي ومن أجل شعبه العظيم ولكي نحافظ على وحدته نحذر جميع من لديه فكرة أو نية، سواء كانت أحزابا أو كتلا أو شخصيات من المرتزقة والعملاء الذين يسعون لتقسيم البلاد». وأكد السليمان مخاطبا العراقيين وأبناء محافظة الأنبار من عشائر وأعيان ومثقفين رجالا ونساء وحتى الأطفال، بالقول: «سنقوم بالتصدي من أجلكم والحفاظ على مستقبلكم بجميع الوسائل المتاحة لنا في حماية أرضكم وأبنائكم ضد كل من تسول له نفسه تقسيم البلاد وقد أعذر من أنذر».

وختم السليمان بيانه بالقول: «عاش العراق الواحد ويسقط الطائفيون ودعاة التقسيم وسنحافظ على وحدته مهما تكون الصعاب والتحديات». وفي هذا السياق، أكد الشيخ ماجد علي السليمان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المؤامرة التي يحوكها بعض السياسيين الفاشلين وبعض من يعمل معهم ممن سموا أنفسهم شيوخا بينما كانوا حتى الأمس القريب قطاعا للطرق باتت مكشوفة للجميع». وفي حين رفض السليمان الإفصاح عن أسماء السياسيين والشيوخ الذين يعملون بهذا الاتجاه، أكد أنه «في حال لم يكفوا عن هذا الطريق فإننا سوف نعريهم أمام الرأي العام العراقي، وإن عشائر الدليم، بل وكل عشائر العراق، لن تسمح لتمرير مخطط التقسيم تحت أي لافتة من اللافتات». ومن جهته، أكد رئيس مجلس شيوخ عشائر الأنبار الشيخ حميد الشوكة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هؤلاء السياسيين ومن ركب موجتهم منعناهم منذ البداية أن يصلوا إلى منصة الاعتصام، وإننا واعون تماما لذلك ولن نسمح به»، مؤكدا أن «العراق وحدة واحدة ولا يمكن تجزئته حتى على صعيد الأقاليم التي يتعبرونها حقا دستوريا ونحن نراها أمرا آخر لأن الدستور نفسه كتب بطريقة ملتوية». وكانت قد نظمت المحافظات الغربية الخمس ذات الغالبية السنية صلاة جمعة موحدة جاءت تحت عنوان «التعذيب والإعدام حقيقة النظام». وقد تباينت مواقف الخطباء بين التصعيد إلى حد الدعوة إلى إسقاط رئيس الوزراء نوري المالكي والكشف عن حقيقة ما يجري في السجون والمعتقلات العراقية.