بيونغ يانغ تدعو الدول الأوروبية لإخلاء سفاراتها.. وتحرك صاروخين

كيم جونغ - أون يراقب تدريبات عسكرية.. وسيول تنشر مدمرتين

متظاهرون يحتجون على المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، أمام السفارة الأميركية في سيول (أ.ب)
TT

وسط تزايد التوتر النووي في شبه الجزيرة الكورية، دعت بيونغ يانغ أمس بريطانيا وروسيا ودولا أوروبية أخرى إلى بحث إخلاء بعثاتها الدبلوماسية، مؤكدة أنها لن تكون قادرة على ضمان أمن السفارات بدءا من العاشر من أبريل (نيسان) الحالي. وجاء هذا بينما أفادت تقارير كورية جنوبية أمس بأن الشمال نقل صاروخا ثانيا متوسط المدى إلى الساحل الشرقي ونصبه على منصة إطلاق صواريخ نقالة.

ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» أمس عن مسؤول حكومي كوري جنوبي كبير قوله «تأكد أن كوريا الشمالية قامت بنقل صاروخين متوسطي المدى من نوع (موسودان) بالقطار إلى الساحل الشرقي ونصبتهما على آليات مجهزة بمنصات إطلاق». ولم تدل وزارة الدفاع التي كانت أكدت أمس قيام بيونغ يانغ بنصب صاروخ أول على الساحل الشرقي، بأي تعليق على هذه المعلومات الجديدة، لكن مسؤولا في سلاح البحرية قال للوكالة إنه تم نشر مدمرتي «إيجيس» كوريتين جنوبيتين مع أنظمة رادار متقدمة - إحداهما قبالة الساحل الشرقي والأخرى قبالة الساحل الغربي لرصد مسار أي إطلاق صاروخي. وقال المسؤول إنه «إذا أطلق الشمال صاروخا، فيمكننا أن نلاحق مساره». ويشكل هذا آخر فصول التصعيد من قبل كوريا الشمالية التي وجهت عدة تحذيرات في الأسابيع الماضية بشن ضربات نووية، ردا على العقوبات الجديدة التي فرضتها عليها الأمم المتحدة والمناورات العسكرية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

ووسط هذا التصعيد، بث التلفزيون الحكومي الكوري الشمالي أمس لقطات فيديو لزعيم البلاد كيم جونغ- أون وهو يراقب تدريبات لقوات مسلحة وهي تسقط طائرة حربية من دون طيار مزودة بصواريخ. وقال التلفزيون إنه تم تحريك صواريخ وطائرات من دون طيار من أجل هذا التدريب. وكانت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية بثت في الشهر الماضي صورا ثابتة لنفس التدريب الذي أجري في 20 مارس (آذار).

ودبلوماسيا، أكدت بريطانيا أمس أن بيونغ يانغ أبلغتها أنها لن تستطيع ضمان سلامة الدبلوماسيين بعد العاشر من أبريل في حال اندلاع حرب، لكن الخارجية البريطانية أكدت أنها «لا تعتزم إخلاء سفارتها على الفور.. إننا نتشاور مع شركائنا الدوليين حول تطورات الوضع». كما عرضت كوريا الشمالية أمس على روسيا «التفكير» في إخلاء سفارتها كما أعلن الناطق باسم السفارة الروسية في بيونغ يانغ، لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال من طشقند إن بلاده ستحاول «استيضاح الأمر» قبل أن تتخذ قرارا، مشيرا إلى أن بلاده «تجري اتصالات مع شركائنا الصينيين والكوريين الجنوبيين واليابانيين».

وفي صوفيا قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن كوريا الشمالية بعثت برسائل إلى بلغاريا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي تنصحها فيها بالتفكير في سحب موظفيها من بيونغ يانغ لأسباب أمنية. وقال المتحدث ديمتار يابراكوف: «لقد تلقينا مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى رسالة بهذا الشأن موقعة من نائب وزير خارجية كوريا الشمالية». وأضاف أن وزارة الخارجية الكورية الشمالية استدعت جميع السفراء الأجانب «وأبلغتهم أنها مستعدة لمساعدتهم في حال رغبوا في إخلاء بعثاتهم». وأشار إلى أن «رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي في بيونغ يانغ سيجتمعون غدا لمناقشة اتخاذ موقف مشترك وعمل مشترك».

من ناحيته، دعا الزعيم الشيوعي السابق لكوبا فيدل كاسترو بيونغ يانغ وواشنطن أمس إلى تجنب المواجهة وذكر البلدين بـ«واجبهما» تجاه السلام. وقال في مقال افتتاحي في صحيفة «غرانما» التابعة للحزب الشيوعي إنه «إذا اندلعت حرب هناك، فستحدث مذبحة رهيبة للناس». وأضاف أنه بعد أن أثبتت حكومة كوريا الشمالية «تطورها الفني والعلمي، فإننا نذكرهم بواجباتهم مع الدول التي كانت صديقة عظيمة لهم». وأعلنت الولايات المتحدة الخميس أنها تأخذ «كل الاحتياطات اللازمة» في مواجهة التهديدات الصادرة من بيونغ يانغ. وأعلن البنتاغون أنه سيرسل بطاريات اعتراض صواريخ لحماية قواعده في غوام، وهي الأرض الأميركية التي تبعد نحو 3800 كلم جنوب شرقي كوريا الشمالية وفيها نحو ستة آلاف عسكري أميركي.

ويرى معظم الخبراء أن كوريا الشمالية ليست قادرة بعد على تجهيز صاروخ بالستي برأس نووي يمكنه بلوغ قواعد أميركية أو أراض. والخميس أعلن جيش كوريا الشمالية أنه تلقى موافقة نهائية على عمل عسكري ضد الولايات المتحدة قد يتضمن أسلحة نووية. وسرت تكهنات بأن بيونغ يانغ قد تقوم بإطلاق صاروخ تزامنا مع ذكرى ميلاد مؤسس البلاد الراحل كيم إيل سونغ في منتصف أبريل.

وتزايدت حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي حين أطلقت كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى. وفي فبراير (شباط) قامت بتجربتها النووية الثالثة مما أدى إلى فرض عقوبات دولية جديدة عليها.