المجلس الثوري لـ«فتح»: فياض يحاول أن يكون شريكا ويقود انفلاتا سياسيا

أعضاؤه طلبوا وضع «حد» له.. وأبو مازن يفضل الانتظار

TT

قال مصدر في حركة فتح، لـ«الشرق الأوسط»، إن أعضاء الحركة في اجتماع المجلس الثوري الذي انعقد خلال اليومين الماضيين في رام الله، طالبوا الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإعادة وزير المالية المستقيل نبيل قسيس إلى منصبه، بعدما قبل رئيس الحكومة سلام فياض استقالته، أو إقالة فياض نفسه.

وقال المصدر إن «فياض تجاوز صلاحياته في قبول استقالة قسيس الشهر الماضي، متحديا الرئيس في فعل متكرر». وبحسب المصادر نفسه، فإن عباس أكد على ضرورة عودة قسيس إلى منصبه، لكنه لم يتحدث عن إقالة حكومة فياض. وتابع «الرئيس يريد عودة قسيس، ويبدو أن ذلك سيتم في غضون أسبوع حسبما فهمنا، لكن إقالة حكومة فياض لن تتم الآن، لأن الرئيس يعول على إتمام المصالحة مع حماس بعد انتخاب قيادة جديدة لها، وهو ما يعني تشكيل حكومة جديدة فورا. عمليا لا يمكن تشكيل حكومتين في غضون شهر أو شهرين».

وكانت أزمة علنية بين عباس وفياض قد تفجرت بشأن قسيس، بعدما قبل فياض استقالته فورا، بعد ساعات من إعلان مكتب الرئاسة رفض الرئيس الاستقالة، وهو ما أغضب أبو مازن ومستشاريه الذين اعتبروا ذلك تحديا غير مقبول. وقالت مصادر مقربة من فياض إنه قبل الاستقالة بعدما بذل جهدا في إقناع قسيس بالعودة عنها، لكنه ظل مصمما عليها.

وكان قسيس عين وزيرا للمالية في منتصف أيار (مايو) الماضي، بتدخل من الرئيس الفلسطيني مباشرة، الذي طلب من فياض ذلك، بعدما ظل (فياض) محتفظا بالمنصب لـ6 أعوام تسلم فيها رئاسة الحكومة كذلك، منذ سيطرة حماس على القطاع في 2007. وكانت استقالة قسيس مرتبطة مباشرة بموازنة 2013، إذ لم يوافق فياض على مقترحاته.

وسألت «الشرق الأوسط» عضو المجلس الثوري لفتح، حاتم عبد القادر، عن موقف الحركة من فياض بعد الأزمة الأخيرة المتعلقة بوزير المالية، فقال إن «هناك تذمرا كبيرا من أداء حكومة فياض، وقد ناقش المجلس الثوري تفرد فياض في اتخاذ القرارات خصوصا في ما يتعلق بالموازنة وموضوع قسيس». وأَضاف «نحن بدأنا نشعر بأنه خرج عن حدود وظيفته المهنية المنوطة به، وأصبح يشكل محاولة شريك سياسي لفتح». وتابع «إنه يقود حالة انفلات سياسي». وأردف «لا ننكر على الرجل مهنيته، لكن لا يمكن قبول استقالة قسيس من دون العودة للرئيس. لا يجوز له أن يلتقي بالرئيس الأميركي على انفراد. لا يمكن له أن يقر موازنة من دون أخذ رأي الفصائل. إنه بذلك يشكل تيارا قد يتناقض مع جوهر الأهداف الوطنية». وأكد عبد القادر أن المجلس الثوري طلب من الرئيس وضع حد «لتجاوزات فياض» أو إقالته. وتابع «لكننا نعتقد أن الرئيس يفضل الانتظار».

ومن غير المعروف إلى أي مدى يمكن للخلاف حول قسيس أن يتطور بين فتح وفياض. وتبدو علاقة الرئيس بفياض جيدة، في العلن، إذ زار أبو مازن فياض في مشفاه قبل يومين، بعدما تعرض لوعكة، لكنها على عكس ذلك في الغرف المغلقة.